تهدد المياه حياة الكثيرين في بعض المناطق بالولايات المتحدة الأمريكية، حيث تبين وجود آثار لمواد “البيرفلوروألكيل”، وهي مجموعة تستخدم في تصنيع السلع الاستهلاكية.
وجدت دراسة نشرت في مجلة “Nature Geoscience” أنه تم العثور على كميات أعلى من PFAS (مواد البيرفلوروألكيل) في مياه الشرب في أجزاء معينة من الولايات المتحدة.
وPFAS هي مجموعة من المواد الكيميائية المستخدمة أثناء العمليات الصناعية وتصنيع المنتجات الاستهلاكية.
ومن بين الطرق التي يمكن أن يتعرض بها الأشخاص لهذه المواد الكيميائية، هي مياه الشرب.
وتشمل المخاطر الصحية المرتبطة بـما يعرف علمياً بـPFAS، عدد من الأمراض على رأسها السرطانات وارتفاع إنزيمات الكبد وانخفاض الوزن عند الولادة ومشاكل القلب وارتفاع نسبة الكوليسترول، بالإضافة إلى الأضرار المناعية والتنموية، وفقا لوكالة حماية البيئة.
ولتحديد مدى انتشار PFAS في البيئة، قام باحثون من جامعة نيو ساوث ويلز (UNSW) في سيدني بتحليل مجموعة بيانات عالمية مكونة من 273 دراسة يعود تاريخها إلى عام 2004.
وتضمنت الدراسات بيانات لأكثر من 12000 عينة من المياه السطحية (المياه التي تتجمع على الأرض) وأكثر من 33900 عينة من المياه الجوفية.
وقال دينيس أوكارول، أستاذ الهندسة بجامعة نيو ساوث ويلز وكبير مؤلفي الدراسة: “لقد بحثنا في كل مكان عن تركيزات PFAS في بيانات المياه، بما في ذلك المجلات العلمية والتقارير الحكومية والمواقع الإلكترونية”.
وأضاف :”لقد قارنا تركيزات PFAS في عينات المياه هذه مع اللوائح الدولية. وقمنا أيضًا بمقارنة أنواع PFAS التي تم تحليلها بما وجدناه في المنتجات الاستهلاكية.”
وفي الولايات المتحدة، تركزت “النقاط الساخنة” لـ PFAS في الغرب الأوسط ونيو إنغلاند والساحل الغربي، على الرغم من اكتشاف المواد الكيميائية أيضًا في مناطق أخرى في جميع أنحاء البلاد، وعلى الصعيد العالمي، أظهرت أستراليا وأوروبا والصين مستويات عالية.
وأشار الدكتور مارك فيشر، المدير الطبي الإقليمي لشركة مختصة بتخفيف المخاطر الصحية والأمنية ومقرها في لندن، إلى أن معظم الأميركيين لديهم أيضًا هذه المواد الكيميائية في دمائهم.
وأضاف فيشر المشارك في دراسة جامعة نيو ساوث ويلز: “على الرغم من تراجع استخدام هذه المواد الكيميائية في السنوات الأخيرة، إلا أنه من الصعب تفكيكها، لذا فهي لا تزال موجودة في بعض المواد الغذائية والمياه والمنتجات الاستهلاكية، وكذلك داخل التربة والبيئة”.
وتعرض معظم الأشخاص في الولايات المتحدة لهذه المواد الكيميائية، على الأرجح من خلال الأطعمة الملوثة أو مياه الشرب، وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.
ويؤكد فيشر ” أن تلك المواد التي يصعب التخلص منها لازالت أيضا موجودة كذلك داخل التربة والبيئة”.
وضعت وكالة حماية البيئة اللمسات الأخيرة على حدود جديدة لكمية PFAS المسموح بها في مياه الشرب.
وقالت الوكالة في بيان إن المعايير الجديدة يمكن أن تقلل من تعرض 100 مليون شخص، مما قد يمنع الآلاف من الوفيات وعشرات الآلاف من الأمراض الخطيرة.
وذكرت الوكالة أن هذا هو “أول معيار وطني لمياه الشرب قابل للتنفيذ قانونيًا” لحماية الناس من المخاطر الصحية الناجمة عن PFAS.
وسيكون أمام أنظمة مياه الشرب العامة البالغ عددها 66000 نظام في الولايات المتحدة ثلاث سنوات لتقليل مستويات PFAS للوفاء بالمعايير الجديدة، وفقا للبيان.
كما أعلنت وكالة حماية البيئة عن تمويل جديد بقيمة مليار دولار، مقدم من خلال قانون البنية التحتية المشترك بين الحزبين، لتمكين اختبار PFAS ومعالجته لأنظمة المياه العامة والآبار الخاصة.