كانت سونيا كينج، أمريكية منتقبة، تأمل في الحصول على ربح يومي كبير عندما سجلت في حسابها لدى شركة دورداش في مدينة أتلانتا بولاية جورجيا الأمريكية في الخامس من مايو في العام الماضي. فالعطلات الرسمية تعد من أكثر نوبات عملها انشغالا.
ولكنها لم تتمكن من إيصال الا طلب واحد في ذلك اليوم، وكاد ذلك الطلب أن يكلفها حياتها.
فبعد أن أوصلت سونيا، وهي مسلمة منقبة، أولى طلبياتها في ذلك اليوم، هاجمها زبونها المدعو ريك باينتر من الخلف وحاول خنقها بشعرها ونقابها. تمكنت سونيا البالغة من العمر 31 عاما، والأم لأربعة أطفال، من الإفلات بعد أن عثرت على مفاتيح سيارتها واستعملتها لطعن باينتر في وجهه ورأسه.
تقول سونيا :”كنت أتلوى وأحاول التخلص من أصابعه التي كادت تخنقني، ولكنه واصل الإمساك بشعري. وضعت أصبعي في عينه، ولكنه لم يترك شعري”.
وقالت “كان من الحتمي أن تقع جريمة قتل، وكنت أنا الضحية المرجحة”.
ومضت للقول “لم أكن أريد أن أطعن أحدا، ولكني اضطررت إلى ذلك لأني كنت أرى صور أطفالي أمامي كما كنت أرى صورة زوجي، وكنت أفكر “يجب عليّ أن أترك هذا البيت وأعود إلى أسرتي”.
وحكم القضاء على باينتر بالسجن لمدة سنتين بتهمتي الخطف والاعتداء.
نجت سونيا دون أن تصاب إلا ببعض الخدوش والكدمات، ولكنها تقول إنها ما زالت تعاني من العواقب النفسية للاعتداء الذي تعرضت له، وتقول “أصبحت اتحاشى الكثير من الناس الذين كنت أحبهم. لم أعد أثق بالناس، وأتوقع الأسوأ دائما”.
سونيا واحدة من نسبة قليلة – ولكنهم يمثلون عددا كبيرا – من سائقي إيصال الوجبات الذين تعرضوا للاعتداء أثناء أداء عملهم.
ومن العسير تقدير حجم المشكلة لأن أجهزة الشرطة لا تجمع إحصاءات خاصة بها، ولا تنشر الشركات التي يعمل لحسابها هؤلاء السائقون أي احصاءات.
ولكن ثمة تقارير تتحدث عن تعرض سائقي إيصال الوجبات ترد من شتى الدول حول العالم، من سيدني في استراليا إلى نيويورك في الولايات المتحدة.