فجّر والد الفتاتين السعوديتين تالا وروتانا الفارع “غريقتَي نيويورك” مفاجأة جديدة، عندما رفض تقرير الطب الشرعي الأمريكي الذي أعلن رسمياً الخميس الماضي، أن سبب الوفاة كان انتحاراً للشقيقتين في نهر هدسون في نيويورك.
واتهم والد الفتاتين في حوار مع صحيفة “سبق” السعودية، السلطات الأمريكية بالتواطؤ مع محقّق أمريكي يعمل في قسم الشرطة الذي كانوا يقطنون بجواره، مشيراً إلى أن لديه عديداً من الأدلة التي تثبت علاقة ذلك المحقق الأمريكي باختفاء الفتاتين وقتلهما بعد ذلك.
وكان مكتب الطب الشرعي بنيويورك قد أعلن، في بيانٍ رسمي، أن الشابتين: روتانا الفارع (22 عاماً)؛ وشقيقتها تالا (16 عاماً)؛ اللتين كانتا ترتديان الأسود، ومربوطتين من ناحية الكاحلين والخصر بشريطٍ لاصق حين العثور على جثتيهما، قد أقدمتا على الانتحار.
بداية القصة
الفارع ذو الخمسة والخمسين عاماً، الذي تعرَّض لأزمة قلبية استدعت إجراء عملية قلب مفتوح بعد اختفاء ابنتيه تحدّث هاتفياً لـ “سبق”، وقال: “بدأت القصة في ديسمبر الماضي؛ حيث كنا نسكن حيث تدرس ابنتي الكبرى روتانا؛ برفقة أخيها بولاية فرجينيا، خرجنا تلك الليلة أنا وزوجتي لشراء حاجيات للمنزل، وعندما عدنا لم نجدهما، وتوقعنا أنهما ذهبا للمشي في الممشى كالعادة، وعندما تأخرا أكثر من اللازم قدّمنا على الفور بلاغاً للشرطة التي طلبت الانتظار 24 ساعة حسب الأنظمة.
قصة الاختفاء
ويستذكر “الفارع”؛ قصة الاختفاء والألم يعتصر قلبه: “لم نشك للحظة في هروبهما، لأنهما لم تأخذا شيئاً من أغراضهما وممتلكاتهما، حتى إنهما في تلك الليلة اشترتا أغراضاً وتركتا الكيس على الطاولة؛ ما يعني عدم تبييت نيّة الهرب إطلاقاً”.
استفزاز واتهام
ويضيف: “في اليوم التالي اتصل علينا المحقق بالمنطقة التي نعيش بها ويدعى “براندون ميلر”؛ وأبلغنا بأنه سحب البلاغ وأودع الفتاتين في مكانٍ آمن، بل حاول استفزازنا بقوله إنه يعلم تعامل العرب السيئ مع أبنائهم ولم نرد عليه؛ بل طالبنا برؤيتهما أو إعادتهما، ورفض ذلك مطالباً بالتزام الهدوء ووعد بإعادتهما خلال أسبوع، وبالفعل عاد إلينا بعد أسبوع ولكن برفقة هيئة حماية الأطفال محاولاً اتهامنا بأننا عنّفناهما، وقد تفقدت الفرقة الشقة ولم تجد أيّ أثر للتعنيف؛ بل إنهم استغربوا عدم أخذ الفتاتين أي شيءٍ من ممتلكاتهما، وبعد اقتناعهم أرسلوا إلينا تقريراً بأن الأسرة بريئة من تهمة التعنيف”.
عدم تجاوب ورفض
يواصل الأب المكلوم: “حاولنا التواصل بعد ذلك مع هذا المحقق لكنه رفض التجاوب، وطلب التوجه للمحكمة بحجة تحول القضية إلى هناك، وعندما ذهبنا للمحكمة لم نجد أثراً للقضية، وكان واضحاً أن لديه سلطة قوية وهذا واضح من تجاوزاته للقانون حتى إننا حاولنا التواصل مع محامين في فيرجينيا لرفع دعوى لكنهم يرفضون ويتهربون من قبول هذه القضية ولا نعرف السبب مما أوقعنا في أزمة مع هذا المحقق المتسلط”.
عودة وبحث وصمت
بعد تصاعد الأزمة اضطر والد الفتاتين، إلى العودة إلى السعودية بعد أن ساءت صحته، حيث أجرى عملية قلب مفتوح، في حين واصلت الأم المكلومة البحث عن البنتين وسط اختفاء غريب لأيّ معلومة حولهما، وصمت مطبق للسلطات الأمريكية حول مكان وجودهما.
قالها الضابط الآخر
يعود الأب للحديث قائلاً: “حتى الضابط الآخر الذي تعاطف معنا خلال مراجعتنا قسم الشرطة اتهم المحقق بتجاوز القانون باحتفاظه بالفتاتين بهذه الطريقة، قالها لنا شفاهة ورفض طبعاً أن يكتبها في محضر التحقيقات”.
أحداث دراماتيكية
عقب أشهر من الاختفاء، أصدرت شرطة فيرجينيا بياناً يؤكّد اختفاء الفتاتين، وبعدها بأسبوع أعلنوا وفاتهما وسط أحداث دراماتيكية ومعلومات متضاربة حسب تأكيدات الأب؛ حيث يقول: “عندما أُعلن خبر وفاتهما، جاءت الشرطة إلينا وأبلغتنا باكتشاف الجثتين مربوطتين إلى وجهيهما، مؤكدين أنهما انتحرتا قبل أن يجري الطب الشرعي التحقيقات”.
ضربات تملأ وجهيهما
ويواصل: “لعل الصدمة التي تعرّضنا لها عندما طلبنا رؤية الجثمانين في ثلاجة الأموات، وبعد تلكؤ من السلطات تم ذلك، وذُهلنا عندما وجدنا ضربات تملأ وجهَي الابنتين، ولكمات تعرّضتا لها وبالذات الصغرى؛ ما يؤكد أنهما تعرّضتا لضرب مبرح قبل وفاتهما.
لم تنتحرا
ويستبعد الأب نظرية الانتحار متحدثاً عن دليل آخر ويقول: “ابنتاي تخشيان البحر ولا تجيدان السباحة، والمكان التي ادعت السلطات أنهما انتحرتا فيه “نهر هدسون” مليء بالصخور ومستحيل أن تقفزا بتلك الطريقة، فضلاً عن الضربات المبرحة التي تعرضتا لها، ورغم ذلك قررنا أخذهما إلى السعودية حيث دفناهما هنا، ونحن في حالة يُرثى إليها من فقدان ابنتينا”.
منع ومقاضاة “المتسلط”
ويستطرد: “عدت برفقة زوجتي وابني إلى أمريكا بعد العزاء لتسليم الشقة، وتمّ استفزازنا بشكل مريب في المطار، حيث أوقفونا لخمس ساعات وطلبوا منا مغادرة الدولة خلال 14 يوماً على أقصى تقدير وإلغاء الفيزا الدراسية F1 للابن، ولذلك لم نستطع رفع دعوى ضدّ المحقق المتسلط الذي دون شك كان وراء اختفاء ومقتل البنتين، ولكنني وكّلت محامي السفارة السعودية هناك وسأطالب باتهام الضابط رسمياً بالتسبّب في كل تلك المآسي التي تعرّضت لها الأسرة خلال الأشهر السبعة الماضية.