أعلنت إدارة الإصلاحيات في مدينة نيويورك (DOC) عن وفاة رجلين يوم الجمعة الماضي أثناء وجودهما في حجزها، مما يثير تساؤلات جديدة حول سلامة المحتجزين في نظام السجون المثير للجدل في المدينة، وخاصة في مجمع سجون جزيرة رايكرز سيئ السمعة.
وقعت الحادثة الأولى قبيل الساعة الثالثة بعد الظهر في مركز “إريك إم. تايلور” بجزيرة رايكرز. وبحسب بيان الإدارة، عثر ضابط على السجين بنجامين كيلي، البالغ من العمر 37 عامًا، في حالة صحية حرجة أثناء قيامه بجولة تفقدية. ورغم تقديم المساعدة الطبية الفورية، أُعلنت وفاته بعد حوالي 30 دقيقة. بعد ساعة واحدة فقط، وفي حوالي الساعة الرابعة والنصف مساءً، تعرض جيمس مالدونادو، البالغ من العمر 56 عامًا، لحالة طبية طارئة أثناء وجوده على متن حافلة كانت في طريقها إلى جزيرة رايكرز. وذكرت الإدارة أن مالدونادو كان قد دخل للتو إلى الحجز لأول مرة بعد خروجه من المستشفى وقبل مثوله أمام المحكمة. تم تقديم المساعدة الطبية له أيضًا، لكنه توفي بعد حوالي 20 دقيقة.
ما هي جزيرة رايكرز وما أهمية هذه الحوادث؟
بالنسبة للقادمين الجدد إلى الولايات المتحدة، من المهم فهم أن جزيرة رايكرز ليست مجرد سجن، بل هي مجمع ضخم يضم عدة سجون وتقع في نهر إيست ريفر بين كوينز والبرونكس. هذا المجمع معروف منذ عقود بأنه يعاني من مشاكل عميقة ومتجذرة، بما في ذلك العنف المفرط من قبل الحراس، والإهمال الطبي، والفساد، والظروف غير الإنسانية. وقد أدت هذه المشاكل إلى وفاة العديد من المحتجزين على مر السنين، مما دفع النشطاء والعديد من المسؤولين المنتخبين إلى الدعوة لإغلاق المجمع بالكامل.
ردود الفعل الرسمية والمخاوف المجتمعية
في بيان رسمي، أعربت مفوضة إدارة الإصلاحيات، لينيل ماجينلي-ليدي، عن أسفها العميق قائلة: «إن حياة كل شخص في رعايتنا ثمينة، وكان يوم الجمعة مأساويًا للغاية بالنسبة للإدارة حيث فقد شخصان حياتهما. نتعاطف بشدة مع أحبائهم. سيتم التحقيق في هذه الحوادث بشكل شامل». ومع ذلك، فإن هذه الوفيات تزيد من قلق الجاليات المهاجرة، التي غالبًا ما تشعر بالخوف وعدم الثقة تجاه نظام العدالة الجنائية الأمريكي. بالنسبة للكثيرين، وخاصة أولئك القادمين من بلدان ذات سجلات سيئة في حقوق الإنسان، فإن مثل هذه الأخبار تعزز المخاوف من أن الاحتجاز لدى السلطات الأمريكية يمكن أن يكون خطيرًا، حتى قبل إدانة الشخص بأي جريمة. وتأتي هذه الحوادث في سياق نقاش أوسع في المدينة حول كيفية إصلاح نظام السجون وضمان المساءلة عن سلامة وحياة المحتجزين.