وكالات
كشفت دراسة جديدة عن خاصية فريدة متواجدة في أحماض “أوميغا 3” مرتبطة بشكل أساسي بالدماغ ومن شأنها أن تدخل في عمليات علاج عدد من الأمراض، خصوصا العصبية منها.
وأكدت الدراسة الجديدة وجود بروتين ناقل (MFSD2A) يوفر بوابة لأحماض “أوميغا 3” الدهنية لدخول الدماغ، الأمر الذي يساهم بالشفاء من الأمراض العصبية.
جزيء صغير يتسلل بأحماض أوميغا 3 إلى الدماغ
وبحسب الدراسة المنشورة في جامعة كولومبيا، يفتح هذا البحث أبوابا مذهلة لدور جزيء صغير ينقل أحماض “أوميغا 3” الدهنية إلى الدماغ ويشكل مدخلًا لإيصال العلاجات العصبية إلى الدماغ.
وقالت العالمة والمؤلفة للدراسة الجديدة، الدكتورة روزماري جيه كاتر، من جمعية “سيمونز” التابع لمختبر “مانسيا” في كلية فاجيلوس للأطباء الجراحين في جامعة كولومبيا: “لقد تمكنا من الحصول على هيكل ثلاثي الأبعاد من البروتين الناقل الذي يوفر بوابة لأوميغا 3 لدخول الدماغ”.
استثمار هذه الآلية لنقل الأدوية إلى الدماغ
وأضافت الباحثة: “في هذا الهيكل، يمكننا أن نرى كيف ترتبط أوميغا 3 بالنواقل. قد تسمح هذه المعلومات بتصميم الأدوية التي تحاكي أوميغا 3 لاستخدام هذا النظام والدخول إلى الدماغ”.
يتمثل التحدي الرئيسي في علاج الأمراض العصبية، بحسب البحث المنشور في مجلة “Nature”، في الحصول على الأدوية عبر الحاجز الدموي الدماغي – وهي طبقة من الخلايا المكدسة بإحكام والتي تبطن الأوعية الدموية في الدماغ وتمنع السموم ومسببات الأمراض وبعض العناصر الغذائية من دخول الدماغ.
لكن هذه الطبقة، لسوء الحظ، تمنع أيضًا العديد من الأدوية التي تعتبر مرشحة وواعدة لعلاج الاضطرابات العصبية وعدد من الأمراض الدماغية.
النواقل تعمل “كحراس” وتحتاح إلى “تصريح مرور”
وتتطلب العناصر الغذائية الأساسية مثل “أوميغا 3” مساعدة من بروتينات ناقلة مخصصة تتعرف عليها على وجه التحديد وتنقلها عبر هذا الحاجز.
تقول كاتر: “هذه النواقل مثل الحراس، لا يسمحون إلا للجزيئات التي تحتوي على دعوات بالمرور”.
ويطلق على الناقل أو الحارس الذي يسمح بدخول أوميغا 3 اسم “MFSD2A” وهو محور أبحاث كاتر. وتتابع الباحثة “إن فهم شكل MFSD2A وكيف يسحب أحماض أوميغا 3 عبر الحاجز الدموي الدماغي قد يزودنا بالمعلومات التي نحتاجها لتصميم الأدوية التي يمكنها خداع هذا الحارس والحصول على تصاريح دخول”.
يقول الباحث المشارك في الدراسة، فيليبو مانسيا، الخبير في بنية ووظيفة بروتينات الأغشية، إن “هذه المعلومات مهمة لفهم كيفية عمل الناقل على المستوى الجزيئي”.
توضح كاتر: “توضح نتائج الدراسة أن MFSD2A له شكل يشبه الوعاء وأن أوميغا 3 ترتبط بجانب معين من هذا الوعاء”. وتتابع: “نحتاج إما إلى لقطات مختلفة متعددة أو الأفضل من ذلك تنفيذ فيلم للناقل أثناء الحركة”.
لفهم الشكل الذي قد تبدو عليه هذه الحركات، استخدم الباحث المشارك ي الدراسة، الدكتور جورج خيلشفيلي، نموذجا ثلاثي الأبعاد للبروتين كنقطة انطلاق لتشغيل عمليات المحاكاة الحسابية التي كشف كيف يتحرك الناقل ويتكيف مع شكله لإطلاق أوميغا 3 في الدماغ”.
ويبحث الفريق الآن في كيفية تعرّف الناقل لأول مرة على أوميغا 3 وهو في مجرى الدم، وتقول كاتر: “أعطتنا الدراسة نظرة ثاقبة هائلة حول كيفية قيام MFSD2A بإيصال أوميغا 3 إلى الدماغ، ونحن متحمسون حقًا لمعرفة إلى أين ستؤدي نتائجنا”.