طالب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأحد، خكام الولايات الأمريكية، بأن يكونوا أكثر صرامة مع المخربين، وأن يستدعوا الحرس الوطني.
وطالب ترامب، بأن تكون هناك أحكام رادعة لمدد طويلة ضد المخربين.
وتواصلت الاحتجاجات العنيفة في معظم أنحاء الولايات المتحدة، ضد مقتل الأسود جوروج فلويد على يد شرطي أبيض، حيث اندلعت أعمال عنف وحرق ومواجهات في ولايات عدة، ما استدعى استنفار إدارة الرئيس دونالد ترامب، محاولة وقف هذه الموجة، فدفعت بالحرس الوطني والشرطة العسكرية، وفرضت حظر تجوّل على ولايات كثيرة، وأجرت اعتقالات واسعة، في مشهدٍ، يطرح تساؤلات عن مآل تلك «الثورة»، وإلى أين ستأخذ الولايات المتحدك، لا سيما بعد أن وُضعت وحدات الجيش في حالة تأهّب، حيث ذكرت وزارة الدفاع (البنتاغون) أنها وضعت وحدات الجيش في حالة تأهّب، للاستدعاء خلال أربع ساعات تحسّبا للطلب.
ولم يتضح متى كانت المرة الأخيرة التي يحدد فيها الجيش الأميركي إطارا زمنيا بهذا القصر لاحتمال استدعاء قواته، فهو أمر يمكن أن يُقدم عليه في حالات الطوارئ؛ كالكوارث الطبيعية. الحرس الوطني في واشنطن واستُدعي الحرس الوطني إلى العاصمة (واشنطن)، وطالبت الخدمة السرية المكلفة حماية البيت الأبيض المواطنين بتجنّب السير في محيطه لضمان سلامتهم. وكان ترامب غرّد عن عمدة واشنطن الديموقراطية موريل باوزر، قائلاً: «إنها تبحث دائما عن الأموال والمساعدة، لكنها لم تسمح لشرطة المدينة بالتدخّل، بدعوى أن هذه ليست مهمتهم».
كما استدعى حاكم ولاية مينيسوتا الحرس الوطني للولاية، بعد أربع ليالٍ من المواجهات في مينيابوليس، المدينة التي شهدت مقتل فلويد، في إجراء لم يسبق له مثيل منذ الحرب العالمية الثانية. وحول ذلك، ذكر ترامب أنه جرى إطلاق قوات الحرس الوطني في مينيابوليس «للقيام بالمهمة التي عجز العمدة الديموقراطي عن القيام بها».
وأضاف انه لو جرى اللجوء الى تلك الخطوة منذ يومين «لما كان حدث ذلك التخريب، وما كان حدث الاستيلاء على مقرات الشرطة وتدميرها. عمل جيد للحرس الوطني. لا ألعاب!». لا قرار اتحادياً بدوره، قال روبرت أوبراين مستشار الأمن القومي: «لن نضفي الطابع الاتحادي على الحرس (الوطني) في الوقت الحالي.
لكن إذا استلزم الأمر، فإن لدينا قوات عسكرية إضافية يمكن إرسالها.. إذا كان حكام الولايات ورؤساء البلديات بحاجة إليها وخرجت الأوضاع عن سيطرتهم»، مضيفاً أن قرارات إنفاذ القانون لا بد وأن يتخذها حكام الولايات ورؤساء البلديات. وتابع: «سنقدم كل ما يحتاجه حكام الولايات ورؤساء البلديات للمحافظة على السيطرة على مدنهم».
وجرى نشر الجيش في 11 ولاية، وفُرض حظر تجول في 25 مدينة بسبب الاشتباكات. وذكرت وكالة أسوشيتد برس أن السلطات اعتقلت نحو 1400 متظاهرٍ في 17 ولاية، بسبب أعمال الشغب والاحتجاجات غير المرخصة.
وكان ترامب هدّد المتظاهرين أمام البيت الأبيض: «لو تمكّنوا من تجاوز السياج كانت سترحّب بهم الكلاب الأكثر شراسة والأسلحة الأكثر رعباً، وكان هؤلاء الناس سيُصابون بجروح بليغة على الأقل، وكان كثير من عناصر الخدمة السرية في الانتظار مستعدين للتصرّف».
ويأتي تهديد ترامب للمتظاهرين ضد العنصرية بالكلاب بعد أن هددهم، الجمعة، بعبارة «عندما يبدأ النهب، يبدأ إطلاق النار».
كما طعن ترامب في المتظاهرين، معتبراً أنهم «قُطّاع الطرق ولصوص». وهدد باستخدام «القوة العسكرية غير المحدودة» ضدهم.
وأعادت تغريدات ترامب إلى الذاكرة ما حدث في الستينيات، عندما وجّه قائد شرطة ميامي والتر هيدلي صاحب التاريخ الحافل بالتعصّب ضد السود الكلمات ذاتها ضد ذوي البشرة الداكنة، واعتبر أنهم وراء الجرائم التي تحدث.
ورغم محاولاته التقليل من شأن الاحتجاجات فيبدو أن التطورات باتت أكبر من السيطرة عليها، وفجّرت غضباً كبيراً في نفوس الاميركيين من اصل افريقي، تجاه التمييز ضدهم، ووجدوا في مقتل فلويد سببا للتحرّك بقوة نحو إحداث تحوّل كبير، ربما يعصف بترامب ورئاسته، حسب مراقبين.