تتواصل عملية البحث المكثف عن قاتل الناشط المحافظ تشارلي كيرك للیوم الثاني على التوالي، حيث كشف مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) عن تطورات مهمة في القضية، بما في ذلك العثور على السلاح المستخدم في الجريمة وإصدار صور لشخص مطلوب للاستجواب، فيما تواصل السلطات البحث عن الجاني الذي لا يزال طليقاً.
العثور على السلاح وتفاصيل صادمة حول الذخيرة
أعلن روبرت بولز، الوكيل الخاص المسؤول في مكتب FBI بسولت ليك سيتي، أن المحققين عثروا على بندقية « عالية القوة، ذات عمل ببولت » في منطقة غابات بالقرب من موقع الهروب. وأوضح أن السلاح عبارة عن بندقية ماوزر قديمة الطراز عيار 30-06 ملفوفة في منشفة، مع وجود طلقة مستهلكة لا تزال في الحجرة وثلاث طلقات غير مستخدمة في المخزن.
في تطور صادم، كشفت تقارير صحيفة وول ستريت جورنال أن الطلقات الثلاث غير المستخدمة كانت منقوشة برسائل « تعبر عن أيديولوجية المتحولين جنسياً ومعاداة الفاشية »، وفقاً لنشرة إنفاذ القانون الداخلية ومصدر مطلع على التحقيق. غير أن مسؤولاً رفيع المستوى في إنفاذ القانون أخبر نيويورك تايمز أن هذا التقرير لم يتم التحقق منه من قبل محللي مكتب الكحول والتبغ والأسلحة النارية والمتفجرات (ATF).
حذر المسؤولون من أن هذه المعلومات قد تكون خاطئة أو مضللة، وأنها قد تكون محاولة من الجاني لتضليل المحققين حول دوافعه الحقيقية. وأكد المحققون أنهم لا يزالون يعملون على تحديد معنى هذه النقوش وما إذا كانت تهدف إلى إخفاء الدوافع الحقيقية للجريمة.
إصدار صور الشخص المطلوب للاستجواب
أصدر مكتب FBI صورتين ضبابيتين لشخص وصفوه بأنه « شخص مطلوب للاستجواب في الإطلاق المميت لتشارلي كيرك ». تُظهر الصور رجلاً يرتدي قبعة بيسبول، ونظارات شمسية داكنة، وقميصاً أسود بأكمام طويلة يبدو أنه يحتوي على صورة العلم الأمريكي مع نسر أصلع يحلق عبره.
في إحدى الصور، يُرى الشخص وهو يصعد درجاً، وفي الصورة الثانية يبدو وهو يمشي بجانب جدار. وقد أشارت السلطات سابقاً إلى أن لديها لقطات فيديو لشخص تحرك عبر الدرج إلى موقع على السطح حيث تم إطلاق النار منه.
أعلن FBI عن مكافأة تصل إلى 100 ألف دولار للمعلومات التي تؤدي إلى تحديد هوية واعتقال الأشخاص المسؤولين عن مقتل كيرك. وطلب المكتب من الجمهور المساعدة من خلال الرقم المجاني 1-800-CALL-FBI أو عبر موقع الإنترنت المخصص لتلقي النصائح الرقمية.
التسلسل الزمني المفصل للجريمة
كشف بو ماسون، مفوض إدارة السلامة العامة في يوتاه، عن تسلسل زمني مفصل لأحداث الجريمة. وأوضح أن الجاني وصل إلى الحرم الجامعي في الساعة 11:52 صباحاً، أي قبل ثمان دقائق فقط من بدء الفعالية، مما يشير إلى مستوى عالٍ من التخطيط والنية المحددة.
تابع ماسون: « تمكنا من تتبع تحركاته في الحرم الجامعي عبر الأدراج إلى السطح، عبر السطح، إلى موقع الإطلاق. بعد الإطلاق، تمكنا من تتبع تحركاته وهو ينتقل إلى الجانب الآخر من المبنى، يقفز من المبنى ويهرب من الحرم الجامعي إلى حي مجاور ».
أضاف المسؤولون أن الجاني « يبدو في سن الجامعة » و« اندمج بشكل جيد مع البيئة الجامعية »، مما سهل عليه التحرك دون إثارة الشبهات. وقد تم إطلاق رصاصة واحدة أصابت كيرك في الرقبة حوالي الساعة 12:20 ظهراً، أي بعد حوالي 20 دقيقة من بداية خطابه.
الأدلة الفيزيائية المجمعة
بالإضافة إلى السلاح، جمع المحققون عدة أدلة فيزيائية مهمة. أوضح بولز أن الفرق حصلت على « بصمة حذاء، وبصمة كف، وطبعات ساعد للتحليل ». كما أكد المسؤولون أن لديهم « لقطات فيديو جيدة لهذا الشخص » لكنهم لن يصدروها للجمهور في الوقت الحالي.
تمكن المحققون من تتبع مسار هروب الجاني بالتفصيل، من لحظة مغادرته السطح وحتى دخوله الحي المجاور. وقد قام الفريق الاستقصائي بجمع لقطات من كاميرات الأبواب في الأحياء المحيطة والتحدث مع الشهود لجمع المزيد من الأدلة.
شهادات من موقع الحادث
كشف عامل كهربائي يُدعى ديلان هوب أن زميلاً له كان يشغل حفارة أثناء إطلاق النار اعتقد أنه تفاعل لفترة وجيزة مع الجاني المشتبه فيه. وقال هوب: « الشخص المفترض أنه المطلق، قبل أي صفارات إنذار أو بدء إخلاء الناس، تحدث مع عامل الحفارة ».
أضاف أن العامل أوقف الرجل لأنه « لا يُسمح لنا بوجود مشاة في الموقع ». وقال الشخص للعامل أنه « يحاول الوصول إلى المنزل بأمان » بعد الحادث. وقد وصلت الشرطة لاحقاً مع وحدة الكلاب البوليسية لتتبع المشتبه فيه عبر موقع البناء وإلى الممتلكات المجاورة.
التحليل الفني للعملية
يشير خبراء الأسلحة النارية إلى أن اللقطة التي قتلت كيرك لم تكن بالضرورة من عمل قناص ماهر للغاية. أوضح سكوت سويتو، مسؤول متقاعد في مكتب الكحول والتبغ والأسلحة النارية والمتفجرات: « يمكن لشخص بتدريب قليل ومنظار أن يصيب هدفاً صغيراً على بعد 200 ياردة بسهولة ».
أشار توم تشيتوم، النائب السابق المساعد لمدير ATF، إلى أن « هذه كانت رمية بعيدة المدى، مما يعني أن الرامي كان مستعداً ومتمرناً، لكن لا تحتاج أن تكون قناصاً عسكرياً أو شرطياً لتنفيذ هذه الرمية ». وأضاف أن « البصريات الحديثة وبعض التدريب تجعل هذا قابلاً للتحقيق تماماً ».
بناء على تحليل صور الأقمار الصناعية، كان المطلق على الأرجح على بعد أقل من 150 ياردة من كيرك، وهي مسافة ضمن قدرة رامٍ متوسط المهارة.
ردود الفعل السياسية والرسمية
أعلن الرئيس دونالد ترامب، أثناء حضوره مراسم إحياء ذكرى 11 سبتمبر في البنتاغون، أنه سيمنح كيرك وسام الحرية الرئاسي بعد وفاته، واصفاً إياه بأنه « عملاق من جيله، بطل الحرية وإلهام لملايين وملايين الأشخاص ». كما أمر ترامب بتنكيس الأعلام الأمريكية في جميع أنحاء البلاد حتى مساء يوم الأحد تكريماً لكيرك.
وصف حاكم يوتاه سبنسر كوكس الجريمة بأنها « اغتيال سياسي »، وقال: « أريد أن أكون واضحاً جداً بأن هذا اغتيال سياسي ». وأضاف: « أمتنا محطمة. لقد شهدنا اغتيالات سياسية مؤخراً في مينيسوتا. كانت هناك محاولة اغتيال على حاكم بنسلفانيا. وكانت هناك محاولة اغتيال على مرشح رئاسي ورئيس سابق للولايات المتحدة – والآن الرئيس الحالي للولايات المتحدة ».
التأثير على الأمن الجامعي
أُغلقت جامعة وادي يوتاه حتى 14 سبتمبر وفقاً لإشعار نُشر على موقع الجامعة الإلكتروني. وأشار جيف لونغ، رئيس شرطة الجامعة، إلى أن أكثر من 3000 شخص كانوا حاضرين في الفعالية، مع وجود ستة ضباط شرطة إلى جانب الأمن الخاص لكيرك.
أثارت الجريمة تساؤلات حول أمان الحرم الجامعي وكيفية منع مثل هذه الهجمات في المستقبل. وقال مسؤولو الأمن إن الجاني تمكن من الوصول إلى السطح والهروب دون أن يلاحظه أحد في البداية، مما يشير إلى ثغرات أمنية محتملة.
الآثار الوطنية للجريمة
تأتي هذه الجريمة في سياق تصاعد العنف السياسي في الولايات المتحدة، مما أثار مخاوف من دورة متصاعدة من العنف السياسي. وقد أدان قادة من كلا الحزبين الهجوم، مع دعوات لخفض التصعيد في الخطاب السياسي.
قال الرئيس السابق جو بايدن: « لا يوجد مكان في بلدنا لهذا النوع من العنف. يجب أن ينتهي الآن ». بينما قال حاكم بنسلفانيا جوش شابيرو، وهو ديموقراطي: « الهجوم على تشارلي كيرك مروع ولا يمكن السماح بهذا النوع المتزايد من العنف اللاواعي في مجتمعنا ».
من المتوقع أن يسافر نائب الرئيس جي دي فانس والسيدة الثانية إلى سولت ليك سيتي اليوم لمقابلة عائلة كيرك وعدد من أصدقائه المقربين. وسيرافق تابوت كيرك، مع عائلته وأصدقائه، في رحلة على متن الطائرة الرسمية الثانية إلى فينيكس.