أصبحت علاقة الرئيس الأمريكى المنتهية ولايته دونالد ترامب، مع موقع التواصل الاجتماعى “تويتر”، فى مهب الريح، بعد أن كانت منصته المفضلة لتوصيل رسائله إلى العالم طوال فترة ولايته، والتى انتهت بخسارة ترامب للكثير من متابعيه على الموقع لأول مرة، كما شن ترامب هجوم كبير على موقع التغريدات الشهير عقب تصنيف تغريداته بـ”المضللة”، خاصة عقب خسارته للانتخابات الأمريكية لصالح جو بايدن، كما لم تعد تغريدات ترامب المسيطر الوحيد على عناوين الأخبار كما كان يحدث سابقًا.
وفى أحد فصول معركة ترامب وتويتر خلال العام 2020، أوقف موقع “تويتر” خاصية إعادة التغريد والإعجاب والرد على بعض تغريدات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، التى هاجم فيها نتيجة الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وزعم خلالها وجود تزوير بنتائج الانتخابات، وعند التعليق أو إعادة المشاركة على بعض تغريدات ترامب تظهر رسالة تقول: “هذه المزاعم حول وجود تزوير مختلف عليها.. ساعد على جعل تويتر منصة موثوقة للمعلومات.. اعرف المزيد قبل المشاركة”.
وأضاف تويتر هذا التصنيف على تغريدات هاجم فيها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، حكام ولاية جورجيا وأريزونا، وقال إنهما جمهوريان بالاسم فقط، كما أضاف فى تغريدة على تويتر حول الانتخابات – حجبها “تويتر” بتصنيفها تغريدة تحتوى على معلومات مغلوطة – من هو الحاكم الأسوأ حاكم جورجيا أم أريزونا؟ هذان جمهوريان قاتلا ضدى وضد الحزب الجمهورى أكثر من أى ديمقراطي.. لقد سمحا للولايات التى فزت بها بسهولة أن تتم سرقتها.. لا تنسوا أبدا أن تصوتوا ضدهما لتخرجوهما من مكاتبهما”.
كما أضاف تويتر هذه الخاصية لتغريدة نقل فيها الرئيس عن شون هانتى، قوله إن “القاضيان أليتو وتوماس قالا إنهما كانا سيسمحان لتكساس بالمضى قدما في الدعوى الانتخابية “، وأضاف: “هذا خطأ كبير ومشين للعدالة.. لقد تم خداع شعب الولايات المتحدة ، وتم خزي بلادنا”.
كما شن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، هجوما حادا على موقع “تويتر” للتواصل الاجتماعى، بعد وضع علامة تحذيرية على تغريدة أخرى شكك فيها الرئيس بنزاهة فرز الأصوات فى الانتخابات الجارية، واتهم ترامب تويتر بالتدخل فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية، قائلا إن الموقع “يضيق الخناق كليا على حرية التعبير، وبصفته رئيسا (للولايات المتحدة) فإنه لن يسمح بذلك”، مهددا بإغلاق مواقع التواصل الاجتماعى على خلفية هذا الخلاف.
وكتب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، عبر حسابه بموقع تويتر:” تويتر يتدخل الآن فى الانتخابات الرئاسية لعام 2020، إنهم يقولون أن بيانى حول بطاقات الاقتراع عبر البريد، الذى سيؤدى إلى فساد وتزوير هائل، غير صحيح، بناءً على التحقق من الحقائق بواسطة أخبار وهمية لسى أن إن وواشنطن بوست”.
وقد اتخذ “تويتر” إجراءات مماثلة بحق 11 تغريدة أخرى لترامب منذ يوم التصويت العام فى انتخابات الرئاسة الأمريكية، أى الثالث من نوفمبر، وبعد الإجراء الجديد، كسر ترامب صمته إزاء هذا الأمر، وشدد فى تغريدة أخرى على أن “تويتر” خرج عن السيطرة، مضيفا أن الحكومة جعلت مثل هذه الأمور ممكنة من خلال تبنى المادة الـ230 فى قانون آداب الاتصالات وهى تمنح الشركات المشغلة لمواقع التواصل الاجتماعى الحصانة القانونية.
كما قال ترامب عن موقع تويتر: “فى ظل تحذير تويتر الدائم من تغريداته ووصفها بالمضللة، إلا إنه لا يفعل شيئًا بشأن كل الأكاذيب والدعاية التى تضعها الصين أو الحزب الديمقراطى (اليسار الراديكالى).. فهم يستهدفون الجمهوريين والمحافظين ورئيس الولايات المتحدة”.
ونتيجة المعركة الدائرة بين ترامب وتويتر خلال النصف الثانى من عام 2020، خسر الرئيس الأمريكى المنتهية ولايته دونالد ترمب عددًا كبيرًا من متابعيه على موقع تويتر منذ خسارته الانتخابات الرئاسية، فى الوقت الذى كسبهم فيه الرئيس الديمقراطى المنتخب جو بايدن، ووفق موقع “فاكت بيز” المعنى بتتبّع التصريحات العلنية لترامب، فقد الرئيس المُنتهية ولايته أكثر من 220 ألف متابع منذ 17 نوفمبر، فيما حصل بايدن على مليون و156 ألف متابع جديد.
وقال مراسل شبكة “سى إن إن” الأمريكية، براين ستيلتر، إنها المرة الأولى منذ عام 2015 التى يفقد فيها ترامب متابعيه، مؤكدًا في الوقت نفسه أن متابعى تويتر: “ليسوا بالتأكيد أهم مقياس فى العالم”، ويمتلك ترامب 88.8 مليون متابع على تويتر مقابل 20.2 مليون لبايدن.
فى المقابل، أعلنت شركة تويتر، عقب خسارة ترامب للانتخابات، أنها ستسلم السيطرة على الحساب الرسمى للرئيس الأمريكى إلى إدارة الرئيس المنتخب جو بايدن الجديدة فى يوم تنصيبه رسميًا، فى 20 يناير كانون الثانى المقبل، وحساب “POTUS” هو الحساب الرسمى لرئيس الولايات المتحدة، وهو منفصل عن الحساب الشخصى للرئيس دونالد ترامب، الذى يستخدمه ترامب للتغريد.
وقالت شركة التواصل الاجتماعى فى الشهر الماضي: أن “ترامب سيخضع لقواعد تويتر نفسها مثل أى مستخدم آخر عندما يتولى الرئيس المنتخب (جو بايدن) منصبه فى 20 يناير”، حيث تسمح تويتر ببقاء بعض التغريدات المخالفة للقواعد الصادرة عن قادة العالم بسبب المصلحة العامة، بينما يتم إخفاء مثل هذه التغريدات من المرشحين السياسيين والمسؤولين المنتخبين أو الحكوميين مع وضع تحذير، وتتخذ تويتر إجراءات لتقييد وصولهم.
