في صباح يوم ٢٩ يوليو ٢٠٢٥، اصطحب ديلان دانييلسون، البالغ من العمر ٣٢ عامًا، ابنتيه هايفن (١٢ عامًا) وفيياه (٨ أعوام) إلى عمله في مصنع Horizon Biofuels بمدينة كولومبوس بولاية نبراسكا. كانت خطة اليوم بسيطة: يؤدي الأب نوبته كعامل نظافة، بينما تنتظر الطفلتان في غرفة الاستراحة حتى ينتهي ويأخذهما إلى موعد طبي.
لحظات رعب قبل الانفجار
حوالي منتصف النهار، اندلع حريق مفاجئ في الغبار الخشبي المتراكم داخل المصنع، ما أدى إلى انفجار ضخم دمّر برج المصعد وتسبب بانهيار أجزاء واسعة من المبنى. عند سماع الانفجار الأول، سارع ديلان بالاتصال بزوجته ليخبرها بمكان الطفلتين ويحثّها على إبلاغ فرق الإنقاذ. لكن المكالمة انقطعت مع وقوع انفجار ثانٍ، بينما كان محاصرًا وسط النيران والحطام.
جهود الإنقاذ والنهاية المأساوية
هرعت فرق الإطفاء والإنقاذ إلى الموقع، مستخدمة الطائرات المسيّرة والمعدات الثقيلة لمحاولة الوصول إلى العالقين. الحرارة الشديدة وخطورة الوضع حالت دون دخول المبنى بسرعة، ما جعل عملية الإنقاذ صعبة للغاية. وبعد نحو ٢٤ ساعة من الحادث، عُثر على جثة ديلان، ثم جثتي هايفن وفيياه في وقت لاحق من نفس الليلة، لتنتهي آمال العائلة والمجتمع في العثور عليهم أحياء.
تحقيقات تكشف مخالفات سابقة
أظهرت التحقيقات الأولية أن الانفجار نجم عن اشتعال الغبار الخشبي، وهو خطر معروف في المصانع التي تعمل على معالجة الخشب. المصنع كان قد خضع سابقًا لتحقيقات بسبب مشاكل في السيطرة على الغبار وتلقى مخالفات في عام ٢٠١٢ لقصور في التدريب والصيانة، كما شهد حريقًا في ٢٠١٤ أضرّ بنظامه الكهربائي.
حزن ودعم من المجتمع
الصدمة عمّت المجتمع المحلي والمدارس التي كانت الطفلتان تدرسان فيها، حيث نُظمت فعاليات تأبينية وقدمت المدارس الدعم النفسي للطلاب. ووصفت العائلة ديلان بأنه “أب رائع”، وهايفن بأنها “شمس مشرقة رحلت مبكرًا”، وفيياه بأنها “ابتسامة تضيء أحلك الأيام”. أُطلقت حملات تبرع لمساندة العائلة في هذه المحنة، وتدفقت رسائل التعاطف من أنحاء الولاية وخارجها.