اختارت شركة أرامكو السعودية، أكبر منتج للنفط في العالم، الدكتور المصري محمد العريان، كبير المستشارين الاقتصاديين في ”أليانز“، كمستشار غير رسمي للشركة قبل الجولة الترويجية لطرح السندات، وهو الأول لها على الإطلاق.
وتطلق أرامكو جولتها الترويجية العالمية هذا الأسبوع لطرح مرتقب للسندات من المتوقع أن يبلغ حجمه عشرة مليارات دولار على الأقل، كما عينت بنك الاستثمار لازارد كمستشار مالي بشأن بيع السندات، ولا تزال تعتزم بيع أسهم عبر طرح عام أولي في 2021، بعدما ألغت طرحًا عامًّا مزمعًا العام الماضي.
وولد محمد العريان في الـ 19 من أغسطس عام 1958، من أم مصرية تدعى نادية شكري، وأب مصري يدعى الدكتور عبد الله العريان، الذي عمل استاذًا للقانون ثم قاضيًا في محكمة العدل الدولية.
التحق ”العريان“ بالمدارس التمهيدية بمصر، ثم حصل على شهادته الجامعية في الاقتصاد من جامعة ”كامبريدج“، كما حاز درجة الماجستير والدكتوراة في المجال ذاته من جامعة ”أكسفورد“.
ويعد محمد العريان خبيرًا اقتصاديًا عالميًّا وهو“مصري-أمريكي“ شغل سابقًا منصب المدير التنفيذي لبيمكو واستقال من منصبه في الـ 21 من يناير 2014، بعد أن قدمت ابنته ذات الثالثة عشرة عامًا خلال ذلك الوقت قائمة تحتوي 22 حدثًا من اللحظات الرئيسة في حياتها قد غاب عنها بسبب العمل.
وبعد أن شغل منصب الرئيس التنفيذي لشركة ”بيمكو“ لمدة 6 سنوات، قال إن ”هناك ضرورة وجود منظور مختلف للحياة وكيفية قضاء الوقت مع عائلته.
وانُتخب العريان في عام 2013 زميلًا فخريًّا من كلية ”كوينز“ بجامعة ”كامبريدج“، كما حصل على درجة الدكتوراة الفخرية من الجامعة الأمريكية بالقاهرة.
وقضى محمد العريان 15 عامًا في صندوق النقد الدولي ليصل لمنصب نائب مدير الصندوق، قبل أن ينتقل إلى القطاع الخاص، ويشغل منصب المدير الإداري للبنك الاستثماري ”سالومون براذرز“ في لندن.
وعمل أيضًا بمنصب الرئيس التنفيذي في مؤسسة بيمكو الاستثمارية العالمية، التي تدير أصولا تزيد قيمتها على 1100 مليار دولار أمريكي، وذلك منذ عودته إليها في يناير من عام 2008.
وكان قد عمل قبل هذا المنصب لمدة عامين رئيسًا تنفيذيًّا في وقف جامعة هارفارد الذي يتولى إدارة صندوق المنح الجامعية والحسابات التابعة لها، ونجح في عام مالي واحد أن يحقق عائدًا نسبته 23 % هو الأعلى في تاريخ الجامعة.
ووصفته صحيفة نيويورك تايمز بـ“الرجل الغامض“ عندما تولى إدارة الوقف الاستثماري لجامعة هارفارد.
ويتولى ”العريان“ في الوقت الراهن منصب كبير الاستشاريين الاقتصاديين بشركة ”أليانز“ العاملة في مجال إدارة الاستثمارات، بجانب أعماله الصحفية المتعلقة بالاقتصاد في ”بلومبيرج“ وصحيفة ”فايننشال تايمز“، كما يعمل عضوًا بمجلس إدارة المكتب الوطني الأمريكي للبحوث الاقتصادية.
وشغل محمد العريان منصب رئيس مجلس التنمية العالمي للرئيس أوباما بالفترة من عام 2012 وحتى العام الجاري، وقد ركزت جهوده الخيرية على مر السنين على التعليم والصحة والأمن الغذائي، بما في ذلك الهدايا الكبيرة لجامعة كامبريدج ومستشفى الأطفال للسرطان في مصر.
ولقب العريان في عام 2013 بشخصية العام بالأسواق العالمية من قبل المستثمرين بقارة أفريقيا، وحاز تصنيف الأعلى تأثيرًا من قبل موقع ”لينكد إن“.
وحصل أيضًا على جائزة الإبداع لمؤسسة لويز بلوين الإبداعية في عام 2014، وجائزة الإنجاز مدى الحياة من شبكة السرطان المصرية في العام ذاته.
وتقلد العريان -أيضًا- العديد من المجالس واللجان الاقتصادية والمالية والدولية، بما في ذلك وزارة الخزانة الأمريكية، والمركز الدولي للبحوث، ومعهد بيترسون للاقتصاد الدولي، ويعمل باحثًا في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، وكامبريدج في الولايات المتحدة.
كما ساهم في اللجنة الاستشارية لبنك الاحتياطي الفدرالي في نيويورك، والمركز الدولي للبحوث المتعلقة بالمرأة، وترأس مجلس الاستشارات الاستثمارية في ميكروسوفت منذ عام 2007.
وحاز العريان على العديد من الألقاب والجوائز كتقدير لخبرته واسهاماته في قطاع الاقتصاد العالمي، حيث تم اختياره في قائمة ”أفضل 100 مفكر عالمي“ في مجلة ”فورين بولسي“ بالأعوام 2009، 2010، 2011، و2012 على التوالي.
ونالت مؤلفاته ”عندما تتصادم الأسواق: إستراتيجيات الاستثمار لعصر التغير الاقتصادي العالمي“ بعام 2008 و“اللعبة الوحيدة في المدينة“ بـ2016 على أفضل المبيعات حسب ”نيويورك تايمز“، وسميت من قبل ”فايننشال تايمز“ و“جولدمان ساكس“ كأفضل الكتب الاقتصادية والتجارية على مر العصور.