نيويورك اليوم

أزمة اللجوء مستمرة: عمدة نيويورك يمدد حالة الطوارئ في المدينة

أصدر مكتب عمدة مدينة نيويورك اليوم الأمر التنفيذي الطارئ رقم 850، الذي يقضي بتمديد حالة الطوارئ في المدينة لمدة ثلاثين يومًا إضافية. ويأتي هذا القرار استمرارًا لحالة الطوارئ التي أُعلنت لأول مرة في 7 أكتوبر ٢٠٢٢، استجابة لما وصفته الإدارة بـ«أزمة إنسانية غير مسبوقة» ناجمة عن التدفق المستمر لآلاف طالبي اللجوء إلى المدينة.

يشير الأمر التنفيذي إلى أن آلاف طالبي اللجوء قد وصلوا إلى مدينة نيويورك من الحدود الجنوبية خلال الأشهر الماضية دون وجود خطط فورية لإيوائهم. وقد وضع هذا الوضع ضغطًا هائلاً على نظام الملاجئ في المدينة، الذي يخدم بالفعل عشرات الآلاف من الأشخاص الذين يعانون من التشرد.

ماذا يعني إعلان “حالة الطوارئ”؟

في النظام المدني الأمريكي، يمنح إعلان حالة الطوارئ المسؤولين التنفيذيين، مثل العمدة، سلطات استثنائية ومؤقتة للتعامل مع أزمة ملحة. هذه السلطات تسمح للعمدة بتجاوز بعض الإجراءات البيروقراطية المعتادة من أجل الاستجابة بسرعة وكفاءة. على سبيل المثال، يمكن للعمدة بموجب حالة الطوارئ:

  • تسريع عملية التعاقد مع المنظمات لتوفير المأوى والغذاء والخدمات الأخرى دون الحاجة إلى اتباع إجراءات المناقصات الطويلة.
  • إنشاء ملاجئ مؤقتة في مبانٍ قد لا تكون مخصصة عادةً للسكن.
  • إعادة تخصيص الموارد المالية والموظفين من إدارات المدينة المختلفة لتلبية الاحتياجات الفورية للأزمة.

الهدف من هذه الإجراءات هو تمكين المدينة من اتخاذ «تدابير استثنائية» لمواجهة الاحتياجات العاجلة لطالبي اللجوء، مع الاستمرار في تقديم الخدمات للسكان الحاليين في نظام المأوى التابع لإدارة خدمات المشردين (DHS).

السياق السياسي والاجتماعي للأزمة

تعكس أزمة اللجوء في نيويورك توترًا سياسيًا أوسع على المستوى الوطني. فمنذ عام ٢٠٢٢، قامت بعض الولايات الحدودية، وعلى رأسها تكساس، بنقل آلاف المهاجرين وطالبي اللجوء بالحافلات إلى مدن تُعرف بكونها «مدن ملاذ» (sanctuary cities) مثل نيويورك وشيكاغو وواشنطن العاصمة. وبينما تقول تلك الولايات إنها تهدف إلى تخفيف العبء على مجتمعاتها الحدودية ولفت انتباه الحكومة الفيدرالية إلى الأزمة، تتهمها المدن المستقبلة باستخدام البشر كورقة مساومة سياسية.

وقد أدت هذه السياسة إلى إرهاق الموارد البلدية في نيويورك، حيث تكافح المدينة لتوفير المأوى والغذاء والتعليم والرعاية الصحية للأعداد المتزايدة من الوافدين الجدد. بالنسبة للمهاجرين وطالبي اللجوء من الدول العربية الذين يصلون إلى نيويورك، فإن هذا الوضع يعني أنهم يدخلون نظامًا يعاني من ضغط شديد. ورغم أن المدينة ملزمة قانونًا بتوفير مأوى، فإن جودة الخدمات وتوافرها قد يتأثران بسبب حجم الأزمة، مما يخلق تحديات إضافية للوافدين الجدد في بداية رحلتهم في الولايات المتحدة.

تمديد حالة الطوارئ هو اعتراف رسمي من إدارة المدينة بأن الأزمة لم تنته بعد، وأن نيويورك لا تزال بحاجة إلى المرونة التشغيلية والمالية لمواصلة التعامل مع هذا الوضع الإنساني المعقد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: كف عن نسخ محتوى الموقع ونشره دون نسبه لنا !