وكالات – بي بي سي
اختار الرئيس الإسرائيلي ريئوفين ريفلين السياسي المعتدل يائير لابيد، أقوى خصوم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بتشكيل الحكومة الإسرائيلية، غير أن طريقه إلى النجاح ما زال غير مؤكد، وأمامه مهلة 28 يوما ليحاول تشكيل حكومة ائتلافية.
جاء ذلك بعد أن حاول زعيم حزب الليكود نتنياهو، البالغ من العمر71 عاما، التشبث بالمنصب في 4 انتخابات غير حاسمة منذ 2019 ومزاعم فساد ينكرها.
وكان لابيد، البالغ من العمر 57 عاما، قد استبعد العمل مع نتنياهو، بسبب التهم الجنائية الموجهة إليه.
وقد أُجريت أحدث انتخابات في 23 مارس/ آذار الماضي ولم تسفر عن الفوز بأغلبية كافية سواء لرئيس الوزراء أو لائتلاف فضفاض يضم منافسيه من كل أطياف الساحة السياسية.
وقد حصل حزب لابيد على ثاني أكبر عدد من المقاعد، حيث حصد 17 مقعدا مقابل 30 لحزب ليكود.
ويواجه لابيد تحديا يتمثل في جسر الخلافات الأيديولوجية بين الأحزاب، التي يمكنه أن يطلب منها الانضمام إلى ائتلاف لتشكيل الحكومة.
وإذا فشل في الحصول على أغلبية في البرلمان المكون من 120 مقعداً، فهناك خطر أن تضطر إسرائيل إلى الذهاب إلى الانتخابات للمرة الخامسة في غضون عامين.
من هو يائير لابيد؟
ركز لابيد، وهو صحفي ومذيع تلفزيوني سابق، في حملته الانتخابية الأخيرة على تهم الفساد التي يواجهها رئيس الوزراء الإسرائيلي حاليا.
وقد أيد لابيد “الفصل” بين إسرائيل والفلسطينيين. وفي الماضي أيد حل الدولتين رغم أنه لم يكرر هذا التأييد في حملته الانتخابية الأخيرة.
وتحدث لابيد بشكل علني عن معارضته أي تحالف سياسي مع الأحزاب العربية الإسرائيلية، التي قد تمنح تحالفه مع أزرق وأبيض الأغلبية التي يحتاجها لتشكيل الحكومة.
وكان منصور عباس، زعيم حزب “القائمة العربية المشتركة”، قال إنه منفتح على أي ترتيب يحسن مستويات المعيشة للأقلية الفلسطينية في إسرائيل التي تبلغ 20 في المئة.
لكن زعيم “الصهيونية الدينية” بتسلئيل سموتريتش وصف “القائمة” بأنها “تؤيد الإرهاب”، وقال إنه يرفض العمل معها.
ولد لابيد في 5 نوفمبر/ تشرين الثاني من عام 1963 في تل أبيب، وكان والده تومي لابيد صحفياً ومحللاً سياسياً معروفاً بتأييده الشديد للعلمانية ومعارضة الأحزاب السياسية الأرثوذكسية المتشددة في إسرائيل.
وكان الوالد تومي قد دخل لاحقاً معترك السياسة كرئيس لحزب الوسط شينوي (التغيير) وشغل منصب وزير العدل ونائب رئيس الوزراء (2003-2004).
وعمل لابيد في البداية كمراسل عسكري أثناء خدمته في الجيش وكتب مقالات لمجلة الجيش الإسرائيلي، وفي عام 1991 بدأ في كتابة عمود في صحيفة “معاريف” اليومية.
بعد أن أمضى عدة سنوات في معاريف، انتقل لابيد إلى صحيفة “يديعوت أحرونوت” الواسعة الانتشار وخلال تلك الفترة اتجه إلى كتابة الأغاني والسيناريوهات والتمثيل وحقق بعض النجاح.
في عام 1994 انطلق في مجال العمل التلفزيوني كمقدم لبرنامج إخباري ثم قدم سلسلة من البرامج الحوارية.، كما كتب عدة روايات (معظمها ذات طابع إثارة).
وفي عام 2008 أصبح المذيع الرئيسي لبرنامج استوديو الجمعة الإخباري الذي كان يحظى بنسبة مشاهدة عالية.
وفي يناير/كانون الثاني من عام 2012، أعلن لابيد أنه سيتحول إلى السياسة مع حزب الوسط الجديد يش عتيد “هناك مستقبل”.
وقد أثار الحزب اهتماما كبيرا بسبب شهرة لابيد، رغم أن الحزب في البداية لم يحظ بأي شعبية في استطلاعات الرأي.
وأثناء التحضير للانتخابات العامة في يناير/كانون الثاني من عام 2013 تعهد لابيد بخفض تكاليف السكن ومساعدة الشركات الصغيرة كما دعا إلى الإلغاء التدريجي للقانون الذي يعفي المتدينين اليهود من الخدمة العسكرية.
كما حث على استئناف محادثات السلام مع الفلسطينيين وتقليل الدعم للمستوطنات اليهودية في الضفة الغربية.
وفيما يتعلق بإيران، أعرب لابيد عن دعمه القوي لنتنياهو، الذي حذر مرارا وتكرارا من خطر برنامج إيران النووي.
كما تجنب الانتقاد الصريح للأحزاب الأرثوذكسية اليهودية المتشددة كوالده.
وقد تجاوز حزب يش عتيد التوقعات في انتخابات عام 2013 حيث حصل على 19 مقعداً في الكنيست وأصبح ثاني أكبر حزب في إسرائيل من حيث مقاعد الكنيست وجاء بعد حزب تحالف الليكود وإسرائيل بيتنا.
وبعد أسابيع من المفاوضات انضم حزب يش عتيد إلى الائتلاف الحاكم بزعامة نتنياهو وتولى حقيبة المالية لكن ما لبث أن عزله نتنياهو من منصبه في ديسمبر/كانون الأول 2014.
وكان لابيد قد أثار جدلاً واسعاً في عام 2018 عندما أوصت الشرطة الإسرائيلية بإدانة نتنياهو بتهم فساد وتبين أن لابيد كان شاهداً رئيسياً في إحدى القضايا التي كانت الشرطة تحقق فيها مع نتنياهو.
تزوج لابيد في منتصف ثمانينيات القرن الماضي من تمار وأنجبا ابناً، وفي التسعينيات تزوج ثانية من المصورة ليهي لابيد وأنجبا ابناً وبنتاً ومعروف عنه أنه من هواة الملاكمة.