أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، السبت، عن سحب جميع التأشيرات الصادرة لحاملي جوازات السفر من جنوب السودان، ووقف إصدار أي تأشيرات جديدة لمواطني الدولة الأفريقية، وذلك بشكل فوري ودون استثناء.
وأوضح وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، أن القرار جاء بسبب “فشل الحكومة الانتقالية في جنوب السودان في استقبال مواطنيها الذين تم ترحيلهم من الولايات المتحدة في الوقت المناسب”، بحسب بيان رسمي نُشر عبر منصة “إكس” (تويتر سابقًا).
وقالت الخارجية الأميركية إن “على جنوب السودان أن تتوقف عن استغلال صبر الولايات المتحدة”، مؤكدة أن تطبيق قوانين الهجرة يعد من ركائز الأمن القومي وسلامة المجتمع الأميركي.
وأضاف البيان: “كل دولة في العالم ملزمة بقبول عودة مواطنيها المرحّلين في الوقت المناسب، وعلى حكومة جنوب السودان أن تتحمّل مسؤولياتها.”
وأشار البيان إلى أن الولايات المتحدة “ستكون مستعدة لمراجعة هذا الإجراء في حال أبدت حكومة جوبا تعاونًا كاملاً”.
وتأتي هذه الخطوة في وقت تواجه فيه جنوب السودان أزمة متفاقمة، تشمل تصاعدًا في الصراع المسلح، ونزوحًا داخليًا واسعًا، وتدهورًا حادًا في الأمن الغذائي يهدد الملايين من سكان البلاد.
وكانت السفارة الأميركية في الخرطوم قد أعلنت في أبريل 2023 تعليق عملياتها القنصلية، بما فيها إصدار التأشيرات والخدمات الروتينية الأخرى، بسبب تدهور الوضع الأمني في السودان المجاور.
ويأتي القرار ضمن حزمة من الإجراءات الصارمة التي تنتهجها إدارة الرئيس دونالد ترامب تجاه ملف الهجرة، حيث ألغت الإدارة في فبراير الماضي وضع الحماية المؤقتة (TPS) لمئات الآلاف من الفنزويليين المقيمين في الولايات المتحدة، ما يمهّد الطريق لترحيلهم.
كما أفادت تقارير بأن وزارة الأمن الداخلي الأميركية قامت بسحب وضع الحماية لأكثر من 300 ألف شخص، فيما تجاوز عدد المرحّلين منذ تولي ترامب الرئاسة حاجز الـ100 ألف مهاجر غير نظامي.
ولم تُصدر وزارة الخارجية في جنوب السودان أي رد على القرار الأميركي حتى لحظة نشر هذا التقرير، كما رفض مكتب الأمم المتحدة في البلاد التعليق على طلبات الصحافة الأميركية.