في قصة غريبة تجسد شكلاً من أشكال الاحتجاج الفردي ضد البيروقراطية، قرر رجل من ولاية ماين في شمال شرق الولايات المتحدة التعبير عن استيائه من غرامة مالية فرضت عليه بطريقة مبتكرة ومزعجة للسلطات. فبدلاً من دفع الغرامة البالغة ٢٠ ألف دولار بالطرق التقليدية، قام الرجل بتسديد المبلغ بالكامل باستخدام عملات معدنية من فئة السنت الواحد.
هذا يعني أنه أحضر مليوني قطعة نقدية من فئة السنت (penny)، وهي أصغر فئة في العملة الأمريكية. ولزيادة صعوبة المهمة على الموظفين، لم يقم بوضع العملات في لفافات ورقية كما هو معتاد، بل أحضرها ككومة ضخمة من العملات المعدنية السائبة. وقد تطلب الأمر من الموظفين استخدام المجارف والدلاء لنقل العملات إلى داخل المكتب، واستغرق الأمر عدة أيام لعدها والتأكد من أن المبلغ كان كاملاً.
وفقًا للتقارير، كان الرجل غاضبًا من الغرامة التي شعر بأنه لا ينبغي عليه دفعها، واختار هذه الطريقة للتعبير عن احتجاجه. وعلى الرغم من أن هذا الإجراء قانوني تمامًا، حيث إن السنت عملة رسمية، إلا أنه يمثل عملاً من أعمال العصيان المدني السلمي، المصمم لتعطيل النظام وإيصال رسالة استياء قوية.
ظاهرة ثقافية أمريكية
تعتبر هذه الحادثة أكثر من مجرد طرفة، فهي تعكس جانبًا من الثقافة الأمريكية التي تقدر الفردية وتحمل أحيانًا نزعة للتشكيك في السلطة. إن استخدام القانون نفسه لتحدي النظام هو تكتيك له تاريخ طويل في الولايات المتحدة. ففي حين أن معظم الناس قد يكتفون بالشكوى أو الطعن في الغرامة عبر القنوات القانونية، فإن البعض يختارون مثل هذه الأساليب الدرامية لتسليط الضوء على ما يعتبرونه ظلمًا.
تثير القصة أيضًا نقاشًا حول جدوى عملة السنت نفسها، حيث كانت هناك دعوات في السنوات الأخيرة لوقف سكها لأن تكلفتها تفوق قيمتها. وفي هذه الحالة، أصبحت هذه العملة الصغيرة أداة احتجاج قوية، وإن كانت ثقيلة الوزن. بالنسبة للمراقبين من خارج الولايات المتحدة، تقدم هذه القصة لمحة عن كيفية تعبير بعض الأمريكيين عن إحباطهم من الحكومة أو النظام القانوني بطرق إبداعية ومزعجة، ولكنها تظل في إطار القانون.