تترقب الولايات المتحدة الأمريكية كسوفاً كلياً للشمس في الثامن من شهر أبريل القادم، وهو حدث فلكي ينتظره الملايين، ويتحمسون لتوثيقه عبر هواتفهم، ما قد يؤدي إلى زيادة الضغط على شبكات الهواتف المحمولة ثم انقطاعها، على غرار ما حدث في شهر أغسطس من عام 2017.
من المتوقع أن يسافر نحو مليون شخص إلى تكساس و500 ألف شخص إلى أوهايو وما يقرب من 400 ألف شخص يمكن أن يسافروا إلى أركنساس
استنفرت السلطات الأميركية في عدد من الولايات ومعها شركات الاتصالات وذلك من أجل التصدي لانقطاع محتمل في الخدمات خلال الشهر المقبل، يتوقع أن يؤثر على ملايين الأميركيين ويجعل هواتفهم المحمولة خارج نطاق الخدمة، وبالتالي يحول دون قدرتهم على الاتصال وقد يؤدي إلى تعطل بعض الأعمال والمصالح.
وبحسب المعلومات فإن ملايين السياح يتوقع تدفقهم إلى أماكن معينة في الولايات المتحدة لرؤية ورصد “المسار الكلي” لكسوف الشمس والذي سيحدث يوم 8 أبريل المقبل، وهو الأمر الذي تقول السلطات وشركات الاتصالات بأنه سيؤثر على خدمات الهواتف المحمولة وقد يؤدي إلى انقطاعها.
يخشى مسؤولو هذه الولايات أن يؤدي الطلب المتزايد على الخدمات إلى تأخير الاتصال أو انقطاع المكالمات بشكل كامل.
ولتخفيف العبء على العديد من المدن الأميركية، بدأت شركة “تي موبايل” حالياً بنشر مواقع خلوية إضافية ستكون في وضع الاستعداد في المناطق التي تتوقع حركة سياحية عالية.
وفي بلدة صغيرة بولاية أوهايو، والتي يمكن أن تستقبل 250 ألف زائر، تقوم شركة (Verizon) بإنشاء برج متنقل قبل هذا الحدث الكوني النادر.
وقالت ريبيكا أوينز، مديرة هيئة إدارة الطوارئ في مقاطعة ريتشلاند: “الهاتف الخلوي (الاستقبال) سيكون غامضاً للغاية”، وأضافت: “سيكون هناك الكثير من المشكلات المتعلقة بالاتصال وهذا النوع من الأشياء”.
ويحدث كسوف الشمس الكلي عندما يحجب القمر وجه الشمس تماما، مما يجعل الأماكن الخارجية مظلمة لفترة وجيزة خلال النهار. وسيكون المشهد مرئياً لما يقدر بنحو 32 مليون شخص على طول مسار ضيق عبر أميركا الشمالية والوسطى.
وسيكون هذا أول كسوف كلي للشمس يمكن رؤيته في أي مكان بالعالم منذ ديسمبر 2021، وأول كسوف يُرى من الولايات المتحدة منذ أغسطس 2017.
ومهما كان موقعك على طول مسار الكسوف الكلي، فيجب أن يكون الكسوف الكلي مرئياً لمدة أربع دقائق تقريباً. ومع ذلك، فإن كسوف الشمس في حد ذاته لن يعطل الخدمة الخلوية، وإنما الأعداد الكبيرة من الناس في المناطق هي ما يثير قلق المسؤولين الحكوميين في الولايات المتحدة.
وقامت شركة (AT&T) بتحليل حركة مرور الشبكة خلال كسوف الشمس عام 2017 في الولايات المتحدة، ووجدت ارتفاعاً أكثر من الضعف في نشاط الرسائل النصية القصيرة خلال 24 ساعة من مسار الكسوف الكلي. وأظهرت البيانات زيادة بنسبة 40% في الرسائل النصية وزيادة بنسبة 15% في المكالمات الصوتية خلال تلك الـ24 ساعة.
وقال أولف إيوالدسون، رئيس التكنولوجيا في شركة “تي موبايل” إن “الشركة تعمل جنباً إلى جنب مع سلطات الولاية والسلطات المحلية لمعالجة الزيادة المتوقعة في حركة مرور الشبكة لضمان الاتصال السلس للجميع”.