في حادثة مأساوية هزّت الرأي العام الأمريكي، تقدّمت ميليسا ريدي، والدة الطالب الراحل جوناثان لويس (17 عامًا)، بدعوى قضائية ضد إدارة مدارس مقاطعة كلارك في نيفادا، بعد مقتل ابنها على يد مجموعة من المراهقين أمام منزل في لاس فيغاس، في مشهد تم توثيقه بالفيديو وأثار غضبًا واسعًا في البلاد.
تفاصيل الاعتداء الوحشي
في الأول من نوفمبر 2023، تعرّض جوناثان لويس لهجوم جماعي من قبل مجموعة مكوّنة من أكثر من عشرة طلاب، حيث تم ضربه وركله و”الدوس عليه” حتى فقد وعيه. الحادث وقع خارج منزل يقع بجوار مدرسة “رانشو الثانوية”، وهو موقع معروف لدى الشرطة بأنه بؤرة لتجمّع الطلبة والمشاجرات.
نُقل جوناثان إلى المستشفى وهو يعاني من إصابات خطيرة في الرأس، وفارق الحياة بعد ستة أيام من دخوله في غيبوبة.
أسماء المتهمين وتحويلهم لمحكمة الأحداث
تم توجيه التهم إلى أربعة مراهقين في الحادثة، وهم:
دونترال بيفر (16 عامًا)
داميان هيرنانديز (18 عامًا)
تريفيون راندولف (16 عامًا)
جياني روبنسون (17 عامًا)
ورغم توجيه التهم إليهم كبالغين في البداية، تم تحويل قضاياهم في أغسطس الماضي إلى محكمة الأحداث بموجب اتفاقات اعتراف بالذنب، وهو ما أثار غضب أسرة الضحية، خصوصًا مع ما اعتُبر “تساهلًا غير مبرر” في العقوبة.
دعوى قضائية ضد المدرسة وصاحبة العقار
في دعواها التي رُفعت إلى محكمة المقاطعة، اتهمت ميليسا ريدي إدارة المدارس وصاحبة العقار ساندرا كورونا بالإهمال والتسبب في الوفاة غير المشروعة.
أشارت الدعوى إلى أن المدرسة كانت على علم بوجود توترات سابقة بين الطلاب، وأن المنطقة التي وقعت فيها الجريمة كانت معروفة بأنها مكان غير آمن.
وقالت الدعوى: “رغم معرفتهم بذلك، لم تتخذ المدرسة أي خطوات لحماية الطلاب أو إخطار الشرطة أو تأمين المنطقة.”
كما اتُهمت صاحبة المنزل بعدم اتخاذ تدابير لمنع وصول الطلاب إلى العقار رغم معرفتها بالخطر.
رسالة الأم أمام المحكمة
ظهرت والدة جوناثان في جلسة استماع لأحد المتهمين وهي ترتدي قميصًا يحمل صورة ابنها، وخاطبت الجناة قائلة:
“لقد دمرتم أعظم إنجاز في حياتي وكأن ابني لا يساوي شيئًا.
ابني الأصغر سيرى يومًا ما الفيديو الذي يُظهر شقيقه يُضرب حتى الموت.
لن ننسى أبدًا هذا الألم. لا شيء يمكن أن يُصلح ما حدث.”
هل نُفذت العدالة؟
رغم الألم الذي تعانيه الأسرة، أكد المدعي العام لمقاطعة كلارك أن الأم تم إبلاغها بشروط الاتفاق قبل إقراره، مضيفًا أن محكمة الأحداث هي الجهة الأنسب لمعاقبة المراهقين وإعادة تأهيلهم.
لكن ميليسا ريدي لم تخفِ خيبة أملها من التساهل في العقوبة، قائلة: “لا أحد يُحاسَب بشكل حقيقي على قتل ابني. إنه أمر مقزز.”
هذه الجريمة أثارت جدلاً واسعًا حول سلامة الطلاب بعد انتهاء اليوم الدراسي، والمسؤولية القانونية التي تتحملها المدارس في حماية طلابها من العنف خارج الحرم المدرسي، خاصةً في الأماكن المجاورة المعروفة بأنها تشكل خطرًا.