الولايات المتحدة

أم أمريكية تقتل أطفالها الثلاثة وهي تغني لهم أغاني الأطفال بينما كان الأب في الغرفة المجاورة

قضت محكمة في ولاية أريزونا الأمريكية بسجن أم شابة تُدعى رايتشل هنري مدى الحياة، بعد اعترافها بقتل أطفالها الثلاثة خنقًا داخل منزل عائلي في مدينة فينكس عام ٢٠٢٠، بينما كان والدهم، بيدرو ريوس، يجلس في الغرفة المجاورة ويعتقد أنهم نائمون بهدوء على الأريكة.

أسرة شابة بين نبراسكا وأريزونا ثم التشرد في الشوارع

كانت رايتشل هنري وبيدرو ريوس قد انتقلا من ولاية نبراسكا إلى فينكس بأريزونا أواخر عام ٢٠١٩ برفقة أطفالهم الثلاثة: زين (٣ سنوات)، ميرايا (تقترب من عامين)، والرضيعة كاتالايا (٧ أشهر). في البداية أقاما في منزل عمة الأب، بيرل ريبوليدو فيلاسكو، لكن خلافات متكررة وسلوك الأم، التي اتُّهمت بالسرقة داخل البيت، دفعا العمة لطردهما، فوجدت الأسرة نفسها بلا مأوى وتنام في الشوارع لفترة قبل أن تعود العمة وتقبل بإيوائهم مرة أخرى خوفًا على الأطفال من البرد والجوع.

يوم الجريمة: خنق ثلاثة أطفال في غرفة واحدة

بحسب ما ورد في تقارير الشرطة، بدأت رايتشل جريمتها بابنتها الصغيرة ميرايا، حيث كانت تلعب معها لعبة تستلقي فيها فوق جسد الطفلة، ثم وضعت يدها على فمها وأنفها حتى توقفت عن التنفس، ثم غطتها ببطانية لتبدو كأنها نائمة. بعد ذلك انتقلت إلى ابنها الأكبر زين، الذي حاول مقاومة ما يحدث لأخته وصرخ وركلها من قبل، فاستدرجته إلى غرفة النوم بحجة تغيير ملابسه، ولفت ساقيها حول جسده، وضغطت بيدها على فمه وأنفه حتى فقد وعيه، وكانت في تلك اللحظات تغني له أغنية الأطفال الشهيرة بالإنجليزية “The Itsy Bitsy Spider” حتى لا يسمع الأب أي صوت، ثم لفته في بطانية ووضعته على الأريكة بجوار أخته.

الطفلة الرضيعة والأب الذي ظن أن أبناءه نائمون

بعد قتل الطفلين الأكبر سنًا، اتجهت رايتشل إلى أصغرهم، الرضيعة كاتالايا ذات السبعة أشهر، وأخذتها من بين يدي والدها إلى غرفة أخرى، وقدمت لها زجاجة الحليب وظلت تغني لها أغاني الأطفال (lullabies، أي أناشيد تهويدة للأطفال مثل “Twinkle Twinkle Little Star”) حتى نامت، ثم خنقتها أيضًا وغطتها ببطانية، وأعادتها لتستلقي على الأريكة بجوار أخيها وأختها، في مشهد يوحي بأنهم أطفال نائمون في قيلولة عادية.

اكتشاف الجريمة: مكالمة فيديو تنهي الوهم

بحسب إفادات الأب للشرطة، جلس بعد ذلك في الغرفة نفسها بجوار أطفاله الثلاثة، معتقدًا أنهم يغطّون في النوم، ثم استغرق هو نفسه في قيلولة استمرت نحو أربع ساعات. وعندما استيقظ، اتصلت به جدته الكبرى عبر مكالمة فيديو وطلبت منه أن تَرى الأطفال على الكاميرا، فاقترب من الأريكة بهدوء ليرفع البطانيات عن وجوههم، وهناك أدرك أنهم لا يتنفسون. في تلك اللحظة تقريبًا عادت العمة بيرل إلى المنزل، ولاحظت حالة الهلع على الأب وطلبت من رايتشل الاتصال برقم الطوارئ ٩١١، لكن الأم رفضت، واضطرت العمة إلى إجراء الاتصال بنفسها وإبلاغ الشرطة بوجود ثلاثة أطفال متوفين تحت سن الثالثة داخل المنزل.

اعتراف الأم وتفاصيل التحقيقات

في البداية قالت العمة للشرطة إنها كانت تشك في أن رايتشل ربما أعطت الأطفال أدوية زائدة عن الجرعة، لكن التحقيقات الطبية أثبتت أن سبب الوفاة هو الخنق. وخلال استجوابها في مقر الشرطة، اعترفت رايتشل منذ المقابلة الأولى بأنها هي من قتلت أطفالها الثلاثة واحدة تلو الأخرى، ووصفت للضباط بالتفصيل كيف خنقت كل طفل، وكيف كانت تغني أغاني الأطفال لإخفاء محاولات المقاومة والصراخ حتى لا يسمع أحد داخل المنزل ما يجري.

اتهامات بالقتل العمد وحكم بالسجن المؤبد مدى الحياة

وُجهت إلى رايتشل هنري ثلاث تهم بـالقتل العمد من الدرجة الأولى (First-degree murder)، وهو أخطر تصنيف لجرائم القتل في القانون الأمريكي، ويُنسب عادةً إلى الحالات التي يكون فيها القتل مخططًا أو متعمدًا بوضوح. وبعد سنوات من حبسها الاحتياطي وعدم قدرتها على دفع كفالة قدرها ٣ ملايين دولار، توصلت المتهمة إلى اتفاق مع الادعاء العام عُرف باسم اتفاق الإقرار بالذنب (plea deal)، حيث اعترفت رسميًا بقتل أطفالها الثلاثة مقابل عدم مطالبة الادعاء بعقوبة الإعدام.

في فبراير ٢٠٢٥، وبعد خمس سنوات تقريبًا من وقوع الجريمة، أصدرت محكمة في مقاطعة ماريكوبا حكمًا على رايتشل هنري بـالسجن المؤبد مدى الحياة (natural life sentence)، أي أنها ستقضي باقي عمرها في السجن دون أمل حقيقي في الإفراج المشروط، لتغلق واحدة من أبشع قضايا قتل الأطفال التي شهدتها ولاية أريزونا في السنوات الأخيرة، وتظل تفاصيلها المؤلمة مثالًا على هشاشة بعض الأسر تحت ضغط الفقر والإدمان والاضطرابات النفسية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: كف عن نسخ محتوى الموقع ونشره دون نسبه لنا !