تجردت أم مصرية من مشاعر الأمومة والإنسانية وحبست نجلها لفترة 10 سنوات كاملة عاريا داخل غرفة مظلمة بمحافظة الغربية.
وبحسب صحيفة “اليوم السابع” المصرية”، كانت الغرفة قذرة، نسج فيها العنكبوت خيوطه وامتلأت بالفئران والحشرات والروائح الكريهة النتنة، التى قضى فيها الإبن فترة حبسه على يد والدته والتى وصفها أبناء القرية بـ”أمنا الغولة”،
ذهب فريق عمل الجريدة المصرية المشار إليها، ‘ إلى منزل المتهمة بقرية سجين الكوم مركز قطور بمحافظة الغربية، وتبين أن المنزل مقام بالطوب الأحمر ومعرش بالمخلفات الزراعية والعروق الخشبية، ويتكون المنزل من غرفتين ودورات مياه وأرض فضاء ممتلئة بزجاجات المياه البلاستيك الفارغة والأخشاب، وملابس رثة والمخلفات التى كانت تقوم بجمعها من الشوارع وتضعها بالمنزل.
حياة غير آدمية داخل المنزل حيث كانت المتهمة تقوم بالمبيت فى العراء على حصيرة وتلتحف ببطانية قديمة مهلهلة بالرغم من أن لديها بطاطين شبه جديدة وكانت ترفض أن تستخدمها للغطاء بها، أو تعطيها لنجلها لتغطيه.
فى الوقت الذى كان فيه نجلها محبوسا بدون غطاء ولا فرش ولا إضاءة ولا أى شىء يساعد على الحياة، وكأنه فى أحد السجون تحت الأرض.
وتقول شقيقته الصغرى “وردة.م” متزوجة بالقرية، إن شقيقها محمد يبلغ من العمر 28 عاما، وهو من أوصل نفسه لهذه المرحلة، مشيرة إلى أن شقيقها أصيب باكتئاب نفسى، وكان مصدر إزعاج للجيران، وكان يقذف من يقترب منه بالحجارة.
وأشارت إلى أن شقيقها كان يعمل فى المحارة، ثم ترك المهنة وعمل فى زراعة البصل، مبينة أنها بعدما تزوجت لم تره فى زياراتها للمنزل، مؤكدة أن شقيقها كان موجودا فى غرفة منعزلة عاريا ولم نستطع أن ندخل إليه للاطمئنان عليه.
وأوضحت أنها كانت تقول لوالدتها: “حرام عليكى اللى أنتى بتعمليه ده غلط”، مبينة أنها كانت تطلب منها شراء سرير له وتوفير غطاء، وتركيب لمبة لإنارة الغرفة المحبوس فيها، وتنظيف المنزل، إلا أنها لم تستجب لهم وكانت دائما تردد “بكرة هيخف من اللى هو فيه وأشوفه أحسن واحد”، مستطردة: “أنا كنت خايفة أمى تموت وأخويا يفضل كدا”.
وتابعت أن المنزل كان نظيفا ووالدتها هى من حولته إلى خرابة، مضيفة: إننا عرضنا عليها شراء بوتجاز لاستخدامه فى الطهى، إلا أنها رفضت ذلك، وأصرت على حرق الأخشاب واستخدامها فى الطهى، والتى تسببت فى تحويل الجدران إلى اللون الأسود، وتأذى الجيران من الدخان المنبعث من الخشب.
وأضافت أن والدتها كانت تتسول فى الشارع، وكانت تطعم شقيقها، مؤكدة أنها لم تكن ترى شقيقها لأكثر من 10 سنوات، وانخرطت فى البكاء بعدما شاهدت الحالة الصعبة التى أصبح عليها شقيقها.
وانخرطت شقيقته فى البكاء قائلة: “حسبى الله ونعم الوكيل فيكى ياما على اللى عملتيه فى أخويا واللى وصلتيه له”، معربة عن شعورها بكسرة النفس لما حصل لأخيها، نافية قيام والدتها باستغلال شقيقها فى التسول، مؤكدة أنها كانت تتسول ثم تعود للمنزل وتعد الطعام وتقدمه لنجلها.
وأوضحت أن زوجها حاول أن يتدخل لدى والدتها لإنقاذ شقيقها، إلا أنها كانت تعنفه وترفض أن يتدخل وكانت دائما تردد “ابنى بكره هيخف ويكون زى الفل”، مضيفة أن شقيقها كان على وعى بما يدور حوله، وكان يطلب منى أن أحضر أبنائى ليراهم، إلا أنها رفضت ذلك خوفا عليهم، مشيرة إلى أنه كان يرشقها بزجاجات المياه الغازية، وكان يستند على السرير ليتمكن من الوقوف، ليقذفها بالزجاجات، ولكن قامت والدتها بإخراج السرير من الغرفة ووضعه على السطح.
وأضافت شقيقته الكبرى “نورا”، أنها تعيش مع جدتها منذ طفولتها، وكانت والدتها ترفض أن تزوجها للمتقدمين للزواج منها، متابعة أن والدها توفى منذ 18 عاما، وأنها عرضت على والدتها تجهيز شقيقتها ولكنها رفضت بحجة عدم وجود موارد مالية معها، وقالت لها “هشتريلها من كل سوق معلقة”.
وتابعت أنها كانت تعيش على معاش والدها، وكانت دائما تتحجج بعدم وجود أموال معها لتنظيف المنزل أو شراء سرير لينام عليه شقيقها، مشيرة إلى أن والدتها كانت تنام على حصيرة فى بلكونة المنزل، مؤكدة أنها قامت بشراء بطاطين لكى تستخدمها والدتها فى التدفئة إلا أنها كان ترفض استخدامها، أو تعطيها لشقيقى للتدفئة من برودة الطقس؛ مؤكدة أنها كانت تشعر بالخجل من الدخول إليه بالغرفة لأنه كان عاريا.
وقالت شقيقته الكبرى: “الحمد لله أن أخويا خرج من سجن امى ونفسى أزغرط عشان أخويا لاقى اللى هياخد باله منه”، مضيفة: حسبى الله ونعم الوكيل فى أمى بسبب اللى عملته فى أخويا وربنا ينتقم منها وعقاب ربنا أشد من عقاب الحكومة.
من جانبه أضاف الدكتور إبراهيم عطية احد أبناء القرية، أن الشاب محمد يعيش مع والدته وكان عامل محارة وبعد ذلك عمل باليومية، وخلال السنوات الأخيرة، قامت والدته بعزله عن العالم الخارجي، بحجة أنها تحافظ عليه، مشيرا إلى أنها كانت ترفض أن يدخل عليه أحد حتى شقيقتيه، وكان يجلس فى الغرفة عاريا طوال هذه السنوات.
وأشار إلى أن والدته كانت تهاجم من يحاول أن يساعد “محمد” وكانت ترشقهم بالحجارة مما دفع الجيران للابتعاد وعدم الاقتراب منها.
وأضاف محمد جبر الجار الملاصق لمنزل الأم المتهمة، أن الشاب الضحية كان يصرخ فى الليل وكانت والدته تتشاجر معه، متابعا أنه عرض عليها التدخل لعلاج نجلها، وتقديم سبل الرعاية لهما، إلا أنها تشاجرت معه ورشقته بالحجارة، واتهم والدة الشاب بتدمير حياته والتسبب فيما وصل إليه من حالة سيئة.
وأكد أنه سيقف بجوار “محمد” بعد عودته للقرية وتقديم الدعم والرعاية له، والمشاركة فى تنظيف المنزل من المخلفات حتى يكون آدميا للعيش فيه.