دعا الرئيس الأمريكي جو بايدن بقوة يوم الثلاثاء إلى ضرورة مواجهة العالم للغزو الروسي لأوكرانيا، مطالبًا القادة بالتمسك بدعمهم للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وبلاده، حيث تتجه الحرب نحو دخولها الخريف الثاني. قال بايدن إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقواته المسلحة يعتمدون على أن العالم سيفقد الصبر في دعم أوكرانيا، وعلى الدول في الأمم المتحدة الوقوف بحزم ضد عدوان بوتين.
تأتي هذه التصريحات ضمن أجندة الأمم المتحدة التي تعقد للعام الثاني تحت ظل الحرب في أوكرانيا، وسط تركيز القادة على النزاع. على الرغم من قيادة الأمم المتحدة للمساعدات الإنسانية خلال الصراع، إلا أنها لم تتحمل دور الوسيط. من المقرر أن يلتقي بايدن مع زيلينسكي – الذي كان حاضرًا خلال كلمة بايدن يوم الثلاثاء – في واشنطن لاحقًا هذا الأسبوع.
يتابع بايدن قائلاً: “روسيا وحدها تتحمل مسؤولية هذه الحرب. روسيا وحدها لديها القدرة على إنهاء هذا النزاع فورًا. وهي روسيا وحدها التي تعيق تحقيق السلام.” كما عاد الرئيس الأمريكي للحديث عن موضوع يتكرر في تصريحاته العامة، وهو مستقبل الديمقراطية في العالم. وصف بايدن القضية التي تحفز رئاسته بأنها معركة بين الديمقراطية والاستبداد.
في هذا السياق، تناول بايدن العلاقة بين الولايات المتحدة والصين، موضحًا أنه يسعى للمنافسة دون صراع. قال: “نحن نسعى لإدارة المنافسة بين بلدينا بطريقة مسؤولة حتى لا تتحول إلى صراع.”
وفي سياق آخر، من المقرر أن يلتقي بايدن يوم الأربعاء مع الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا لمناقشة قضايا العمل، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي تصادم معه بايدن بشأن مشروع إصلاح القضاء المثير للجدل في البلاد.
مع غياب مستويات عالية من روسيا والصين وفرنسا والمملكة المتحدة – جميعهم أعضاء دائمين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة – ستقتصر إدارة بايدن على التفاعلات ذات المستوى المنخفض مع الحلفاء والخصوم، بينما تأمل في التأكيد على وجهات نظر الولايات المتحدة تجاه البنية التحتية العالمية، والأمن الغذائي، والقيم الديمقراطية، والسيادة الإقليمية.
تواصل بايدن، في كلمته أمام الجمعية، التأكيد على أن العالم يواجه “نقطة تحول تاريخية”. وأشاد بجهود إدارته نحو مكافحة أزمة المناخ، داعيًا إلى مزيد من الاستثمار العام والخاص. وأخيرًا، أكد على أهمية الأمم المتحدة في مواجهة التحديات الجديدة، معترفًا بأن هناك مجالات يبقى فيها التقدم صعبًا.
وتناول الرئيس الأمريكي أيضًا مسألة فعالية الأمم المتحدة، مشيرًا إلى تحديات مثل تعدد المنتديات مثل قمة العشرين وقمة البلدان النامية وغيرها، التي تسهم في تقليل الإلحاح من الحوار الدائر في نيويورك.
تأتي هذه التصريحات في ظل استمرار الحرب في أوكرانيا والتوترات العالمية، حيث يسعى الرئيس الأمريكي لتوحيد الجهود الدولية في مواجهة التحديات المعقدة التي يواجهها العالم اليوم.