أكد الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، أنه يعتقد أن البلاد تسير على “مسار خطير” بحسب تعبيره، كما هاجم أعضاء الحزب الجمهوري لوقوفهم مع الرئيس ترامب في مزاعمه بشأن تزوير الانتخابات الرئاسية.
وفي أول مقابلة تلفزيونية له منذ الانتخابات، تحدث أوباما إلى برنامج “60 دقيقة” على شبكة “سي بي إس” الأمريكية حول “المزاعم التي لا أساس لها من الصحة الصادرة عن حملة ترامب بأن الانتخابات سُرقت منهم”.
وفسر أوباما في اللقاء أن مزاعم سرقة الانتخابات نتيجة رفض ترامب الاعتراف بالهزيمة، بينما أبدى انزعاجه الشديد من مساندة بعض أعضاء الحزب الجمهوري لترامب في هذه الادعاءات.
وقال أوباما في مقطع من المقابلة التي نشرتها “سي بي إس” مساء أمس الخميس: “يبدو أنهم متحمسون جزئيا لأن الرئيس لا يحب أن يخسر ولا يعترف بالخسارة”.
وأضاف: “أنا منزعج أكثر من حقيقة أن المسؤولين الجمهوريين الآخرين يسيرون على نفس نهج ترامب، وتلك خطوة أخرى في نزع الشرعية ليس فقط من إدارة جو بايدن القادمة، ولكن من الديمقراطية بشكل عام. وهذا طريق خطير”.
وتعد هذه المرة الأولى التي يدين فيها أوباما علانية أعضاء الحزب الجمهوري لعدم السماح بانتقال سلس للسلطة إلى الرئيس المنتخب جو بايدن، في دعم منهم لرفض ترامب التنازل عن الحكم.
وستذاع مقابلة باراك أوباما مع برنامج “60 دقيقة” يوم الأحد الموافق 15 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، وهي جزء من جولة ترويجه لمذكراته الجديدة “أرض الميعاد”، التي ستصدر في 17 من الشهر نفسه.
وأقام الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عدة دعاوى قضائية في بنسلفانيا وميتشيغان، كما دفع بنظريات حول التزوير الانتخابي في جورجيا ونيفادا، على الرغم من عدم تقديم دليل حقيقي حتى الآن.
ويتحدث أوباما في مذكراته الجديدة المؤلفة من 768 صفحة عن حياته السياسية، وكذلك عن حياته الشخصية، معترفا بأن الحياة في البيت الأبيض زادت من عادة التدخين، وتسببت في توتر في زواجه من ميشيل أوباما.
كما يتحدث في كتابه عن العلاقات العرقية في الولايات المتحدة، وكتب أن “انتخابه التاريخي كأول رئيس “أسود” لأمريكا هو الذي أثار بعض الانقسام الحالي في البلاد”.
وكتب أوباما في الكتاب الذي حصلت عليه شبكة “سي إن إن” الأمريكية: “كان الأمر كما لو أن تواجدي في البيت الأبيض أثار حالة من الذعر العميق، وشعور بأن النظام الطبيعي قد تعطل”.
ويزعم أوباما في الكتاب أن “دونالد ترامب شعر بمزاج البلاد واستغلها للفوز بالبيت الأبيض في انتخابات 2016، قائلا:
“وهذا هو بالضبط ما أدركه ترامب عندما بدأ في الترويج لتأكيدات بأنني لم أولد في الولايات المتحدة، وبالتالي كنت رئيسا غير شرعي، وبالنسبة لملايين الأمريكيين الذين أفزعهم وجود رجل أسود في البيت الأبيض، فقد وعدهم ترامب بتقديم إكسير لعلاج قلقهم العنصري”.
وفي المقابل، أشاد باراك أوباما في مذكراته الجديدة “أرض الميعاد” بتصرف الرئيس الأمريكي الأسبق، جورج دابليو بوش، معه وقت تنازله عن السلطة له، بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية عام 2008.
وأشار أوباما إلى أنه “تلقى وعائلته ترحيبا حارا في البيت الأبيض من جانب أسرة بوش، وذلك ينبع من احترامه للمؤسسة، أو بفضل الدروس التي تلقاها من والده الرئيس الراحل جورج بوش، أو مجرد اللياقة الأساسية”.
ولفت إلى أن باربرا وجينا ابنتا جورج دابليو بوش “أعادا ترتيب جداولهما لمنح ابنتيه ماليا وساشا جولتهما الخاصة في البيت الأبيض”.
وأكد باراك أوباما في مذكراته أن تصرف جورج دابليو بوش الحميم معه وقت التنازل عن السلطة، جعله يطبقه مع خليفته دونالد ترامب بعد فوز الأخير في انتخابات 2016.
وقال أوباما في كتابه: “لقد وعدت نفسي أنه عندما يحين الوقت، سوف أتعامل مع خليفتى بنفس الطريقة”.
كما أشاد أوباما في الكتاب بنائبه، الرئيس الأمريكي المنتخب، جو بايدن، قائلا عنه:
“لقد أحببت حقيقة أن جو سيكون أكثر من جاهز للعمل كرئيس إذا حدث لي شيء ما، وأنه قد يطمئن أولئك الذين ما زالوا قلقين من أنني كنت صغيرا جدا في السن لتولي المنصب، ومع ذلك، كان الأمر الأكثر أهمية لي هو ما أخبرني به حدسي، وهو أن جو كان لائقا وصادقا ومخلصا، لقد شعرت أنه يهتم بالناس العاديين، وأنه عندما تصبح الأمور صعبة يمكنني الوثوق به، ولن أشعر بخيبة أمل”.
وأعلن المرشح الديمقراطي، جو بايدن، السبت الماضي، فوزه في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وقال إنه يتشرف بأن “الأمريكيين اختاوره لقيادة البلاد”. قبل ذلك أعلن عدد من وسائل الإعلام الأمريكية الكبرى فوز بايدن، بينما أعلن الرئيس الحالي، دونالد ترامب، أن الانتخابات لم تنته بعد، وأنه يعتزم الدفاع عن فوزه في المحكمة.