الولايات المتحدة

«أين أبي؟»: قصة إنسانية لابنة تبحث عن والدها بعد اعتقاله من قبل ICE

«لا أعرف أين هو. لا أعرف كيف أتواصل معه». بهذه الكلمات المليئة بالقلق، تلخص نانسي أوريزار، البالغة من العمر 30 عاماً، محنتها في البحث عن والدها، فرانسيسكو أوريزار، البالغ من العمر 64 عاماً، بعد أن اعتقلته فرقة من عملاء الهجرة والجمارك (ICE) في وضح النهار في بيكو ريفيرا، كاليفورنيا. قصتها تسلط ضوءاً مؤلماً على التكلفة الإنسانية لحملات إنفاذ قوانين الهجرة المكثفة التي تشهدها البلاد.

تم توثيق لحظة الاعتقال في مقاطع فيديو انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي. تظهر اللقطات شاحنة توصيل صفراء متوقفة، وبضائعها من التورتيا والخضروات مكدسة على الأرض. فجأة، تحاصرها شاحنة بيك آب تابعة لدوريات الحدود وسيارة فان بيضاء غير مميزة. يخرج من السيارة عملاء يرتدون زياً مموهاً وسترات واقية، ويقتادون فرانسيسكو بسرعة إلى الداخل ويختفون. منذ تلك اللحظة، تعيش نانسي في كابوس، تعيد مشاهدة الفيديو مراراً وتكراراً، في محاولة يائسة لفهم ما حدث.

 

View this post on Instagram

 

A post shared by Jo2 (@jo2media)


رحلة البحث في ثقب بيروقراطي أسود

فرانسيسكو، الذي فر من الحرب الأهلية في غواتيمالا قبل 35 عاماً، لم يكن له أي سجل إجرامي. بدأت ابنته رحلة البحث المحمومة عنه، وهي رحلة كشفت عن الطبيعة المعقدة والمربكة لنظام الاحتجاز الخاص بالهجرة. أولاً، بحثت في منزله عن أي أوراق قد تحتوي على «رقم الأجنبي» (A-Number)، وهو رقم تعريفي فريد يستخدمه المهاجرون. كان من المفترض أن يساعدها هذا الرقم في تحديد مكانه باستخدام «نظام تحديد المحتجزين عبر الإنترنت» التابع لـ ICE.

لكن بعد مرور أكثر من 48 ساعة على اعتقاله، لم يسفر البحث في النظام عن أي نتيجة. وجدت نانسي نفسها في فراغ معلوماتي تام، لا تعرف مكان احتجاز والدها، ولا حالته الصحية، ولا كيفية إيصال الأدوية التي قد يحتاجها. هذه التجربة، التي وصفتها بأنها «ثقب أسود بيروقراطي»، هي واقع مرير تواجهه آلاف العائلات التي يختفي أفرادها فجأة داخل نظام الاحتجاز.

ليست مجرد حالة فردية

إن اعتقال فرانسيسكو أوريزار ليس حادثاً معزولاً. إنه يأتي في سياق تصعيد كبير لعمليات إنفاذ قوانين الهجرة في المدن الكبرى مثل لوس أنجلوس، كجزء من استراتيجية أوسع لإدارة ترامب تهدف إلى تحقيق «أكبر برنامج ترحيل جماعي في التاريخ». الهدف من هذه الاعتقالات العلنية والمثيرة ليس فقط إزالة أفراد معينين، بل هو أيضاً إرسال رسالة ترهيب إلى المجتمع المهاجر بأكمله.

بالنسبة للجاليات العربية، بما في ذلك القادمون من اليمن وسوريا والعراق الذين قد تكون طلبات لجوئهم لا تزال معلقة، فإن هذه القصة تثير أعمق المخاوف. الخوف من أن يتم اعتقال أحد أفراد الأسرة بهذه الطريقة، وفصله عن أحبائه، واختفائه داخل نظام معقد دون أي معلومات، هو خوف عالمي يتجاوز الجنسيات. إنها تظهر كيف أن سياسات الهجرة التي يتم وضعها في واشنطن يمكن أن تترجم إلى مآسٍ إنسانية عميقة في شوارع المدن الأمريكية، تاركة وراءها عائلات ممزقة تبحث عن إجابات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: كف عن نسخ محتوى الموقع ونشره دون نسبه لنا !