في تصعيد مفاجئ يهدد مستقبل آلاف الطلاب الدوليين، أصدرت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعليمات عاجلة إلى جميع السفارات والقنصليات الأمريكية حول العالم، بوقف جدولة مقابلات تأشيرات الطلاب والزائرين الأكاديميين بشكل فوري، في انتظار تعليمات جديدة خلال أيام، بحسب برقية صادرة من وزارة الخارجية الأمريكية.
تجميد شامل وتأثير مدمر على الجامعات الأمريكية
القرار يشمل جميع تأشيرات الفئات F وM وJ، وهو ما يُنذر بتأخير شديد في إجراءات التأشيرات الدراسية، وقد يوجه ضربة قاسية للجامعات الأمريكية التي تعتمد بشكل كبير على الطلاب الأجانب كمصدر رئيسي للإيرادات.
وبحسب البرقية، فإن الوزارة تجري حاليًا مراجعة شاملة لإجراءات الفحص الأمني والتدقيق في طلبات التأشيرات، استعدادًا لتطبيق نظام جديد موسّع لفحص حسابات وسائل التواصل الاجتماعي لجميع المتقدمين.
من فحص المحتجين إلى مراقبة الجميع
حتى الآن، كانت إجراءات الفحص تركز على الطلاب الذين شاركوا في احتجاجات داعمة لفلسطين داخل الجامعات الأمريكية، حيث ألزمت التعليمات السابقة موظفي القنصليات منذ مارس الماضي بمراجعة منشورات هؤلاء الطلاب وتوثيق أي محتوى “مثير للريبة” عبر تصوير الشاشة، حتى وإن تم حذف المنشورات لاحقًا.
لكن القرار الجديد يوسع دائرة المراقبة لتشمل جميع المتقدمين لتأشيرات الطلاب دون استثناء، ويمنح الموظفين القنصليين صلاحية فحص منشورات وتعليقات ومشاركات المتقدمين على منصات مثل إنستغرام وX وتيك توك، بحثًا عن أي محتوى يُعتبر “تهديدًا للأمن القومي”، وفقًا لتعريف إدارة ترامب، الذي بات مرتبطًا مؤخرًا بمكافحة “معاداة السامية”.
مخاوف من انهيار التعليم الدولي في أمريكا
يُعد هذا التجميد خطوة إضافية في استراتيجية إدارة ترامب لإعادة تشكيل سياسة الهجرة واللجوء، وخصوصًا في ما يتعلق بالجوانب التعليمية والثقافية.
وتشير إحصاءات مؤسسة NAFSA إلى أن عدد الطلاب الدوليين في الولايات المتحدة يتجاوز المليون طالب، ويساهمون بما يُقارب 43.8 مليار دولار سنويًا في الاقتصاد الأمريكي، إضافة إلى دعم أكثر من 378,000 وظيفة. القرار الجديد يُنذر بتفاقم أزمة تراجع أعداد الطلاب الدوليين التي بدأت بالفعل خلال السنوات الماضية.
إلغاء آلاف التأشيرات وتهديد بالمزيد
وفي تأكيد على جدية التوجه الجديد، كشف السيناتور ماركو روبيو أن إدارته ألغت “آلاف التأشيرات” بالفعل، مقارنة بـ 300 فقط تم الإعلان عنها في مارس، مشيرًا إلى أن “المزيد من الإلغاءات في الطريق”، حسب تعبيره.
في ظل هذا التصعيد، تتصاعد مخاوف الجامعات الأمريكية من فقدان قدرتها على جذب العقول الأجنبية، مما قد يؤدي إلى تراجع التبادل الأكاديمي والثقافي، وانعكاسات سلبية واسعة على صورة التعليم الأمريكي عالميًا.
