أعلن القائم بأعمال مدير وكالة الهجرة والجمارك الأمريكية (ICE)، توم هومان، يوم الإثنين، أن الوكالة ستنفذ عمليات موسعة في مدينة نيويورك، عبر «إغراق المنطقة» بعدد أكبر من العملاء الفيدراليين، وذلك في أعقاب حادث سطو مسلح فاشل أسفر عن إصابة ضابط في إدارة الجمارك وحماية الحدود بطلق ناري في وجهه وذراعه مساء السبت.
منفذا الهجوم مهاجران غير شرعيين
وبحسب السلطات الفيدرالية، فإن المشتبه بهما في الهجوم، ميغيل فرانسيسكو مورا نونيز وكريستيان أيبار بيروا، هما مهاجران غير شرعيين من جمهورية الدومينيكان. وقد تم توقيفهما ويواجهان إجراءات المحاكمة، وسط مطالبات بترحيلهما.
تفاصيل الواقعة
وقع الحادث في حديقة “فورت واشنطن” أسفل جسر جورج واشنطن في منطقة واشنطن هايتس، عندما اقترب المهاجمان بدراجة نارية صغيرة من الضابط البالغ من العمر ٤٢ عامًا، والذي كان خارج الخدمة برفقة سيدة. أطلق أحد المشتبه بهما النار فأصاب الضابط في وجهه وذراعه، إلا أن الأخير رد بسلاحه وأصاب المهاجم في ساقه. الضابط يخضع حاليًا للعلاج ويتماثل للشفاء.
سجل جنائي ثقيل
تشير بيانات وزارة الأمن الداخلي إلى أن أيبار بيروا، سائق الدراجة النارية، سبق توقيفه ثماني مرات في نيويورك بين مارس وأبريل من العام الماضي، على خلفية اتهامات تتراوح بين السرقة الكبرى والتهور الإجرامي والسطو. أما مورا، فكان قد صدر بحقه أمر ترحيل إلى جمهورية الدومينيكان عام ٢٠٢٣، لكنه بقي في الولايات المتحدة رغمًا عن ذلك، ويواجه حاليًا مذكرة توقيف بتهم الخطف والسطو المسلح في ولاية ماساتشوستس.
هجوم على سياسات «الملاذ الآمن»
في مؤتمر صحفي مشترك في نيويورك، وجه هومان وحاكمة داكوتا الجنوبية، كريستي نوم، انتقادات حادة لما وصفاه بسياسات «الملاذ الآمن» المعتمدة في المدينة، متهمين العمدة إريك آدامز ومجلس المدينة بالتقصير في حماية المواطنين.
وقال هومان: «أنتم لا تريدون أن نعتقل المجرمين داخل السجن، حيث الأمان، بل تفضلون إطلاق سراحهم إلى الشوارع، مما يعرّض الضباط والمجتمع وحتى المهاجرين أنفسهم للخطر. أي شيء قد يحدث خلال اعتقال في الشارع».
من جانبها، صرّحت نوم قائلة: «كم من الضحايا نحتاج بعد؟ كم من العائلات يجب أن تعاني، قبل أن تصبح السلامة العامة أولوية؟ ما فعله العمدة آدامز بنيويورك يحطم قلبي».
الرد الرسمي من آدامز
في رد مقتضب، قال العمدة إريك آدامز: «ليست لي علاقة بالقوانين الموضوعة، أنا فقط أُنفذ القوانين». لكنه أقرّ بأن كلا المشتبه بهما لديهما سجل جنائي طويل، وكان يجب ترحيلهما منذ أشهر.
في المقابل، ألقت نوم باللوم عليه بشكل مباشر، قائلة: «هذا الضابط يرقد اليوم في المستشفى، لأنه لم يتم اتخاذ الإجراءات التي تحمي السكان».
خطة هجومية جديدة من ICE
أكد هومان أن الوكالة ستركّز عملياتها في المدن التي تعتمد سياسات الملاذ الآمن، وستقوم بعمليات توقيف مكثفة تستهدف المهاجرين غير الشرعيين، معتبرًا أن الوضع لم يعد يُحتمل، وأنه يجب التصدي لهذا التراخي في إنفاذ القانون.
من ناحيته، أوضح العمدة آدامز أنه لا يوافق على ملاحقة الأشخاص الذين يحاولون تسوية أوضاعهم القانونية ويعملون على نيل الجنسية الأمريكية.