في تطور جديد للتوترات المتصاعدة في الشرق الأوسط، هزت انفجارات عدة أنحاء العاصمة الإيرانية طهران، بعدما أعلنت القوات الإسرائيلية عن شن ضربات وصفتها بـ”الانتقامية” ضد ما زعمت أنها “مواقع عسكرية” داخل إيران. هذه الهجمات تأتي في سياق تصاعدي يعكس سياسات إسرائيلية مثيرة للتوتر في المنطقة، في حين تبرر إسرائيل هذه الضربات بأنها رد على “هجمات مستمرة” من إيران.
وأكدت مصادر في طهران سماع دوي سبعة انفجارات على الأقل في أنحاء العاصمة، كما تم رصد انفجارات في مناطق دمشق وضواحيها، وهو ما يزيد من حالة الاحتقان المتصاعد. جاء هذا التصعيد عقب الهجوم الإيراني في الأول من أكتوبر، حيث أطلقت طهران حوالي 200 صاروخ باليستي نحو أهداف إسرائيلية، رداً على ما وصفته إيران “بالتجاوزات الإسرائيلية المستمرة” والتي اعتبرتها تهديداً مباشراً لأمنها الإقليمي.
وأصدر الجيش الإسرائيلي بياناً يؤكد فيه حقه في “الدفاع عن النفس” لكنه لم يكشف عن تفاصيل الأهداف المستهدفة، فيما أفاد شهود عيان في طهران بأن الانفجارات كانت شديدة للغاية لدرجة أن السماء تحولت إلى اللون الأحمر. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن بدء “الموجة الثانية” من الهجمات التي استهدفت مدينة شيراز في جنوب إيران.
وفي خطوة تعكس طبيعة الوضع المتوتر، ظهر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو برفقة وزير الدفاع يوآف جالانت وعدد من القادة العسكريين في مقر القيادة العسكرية الإسرائيلية، مع إصدار توجيهات للمواطنين الإسرائيليين بـ”اليقظة والحذر”.
على الجانب الإيراني، حذرت السلطات من عواقب هذه الضربات، ورفعت حالة التأهب في أنظمة الدفاع الجوي. وذكرت وكالة “تسنيم” الإيرانية أنه لم يتم استهداف أي مواقع تابعة للحرس الثوري الإيراني حتى الآن، مما يشير إلى محاولات تجنب تصعيد أكبر، بانتظار الرد المناسب من إيران على ما وصفته بـ”العدوان الإسرائيلي”.
وتجدر الإشارة إلى أن الهجمات الإسرائيلية تجنبت المواقع النفطية والمنشآت النووية الإيرانية، وذلك بعد تحذيرات من واشنطن التي دعت إلى الحذر في الرد، لتجنب استهداف المواقع الحيوية ذات الطابع الاقتصادي.
وفي المقابل، أعلنت السلطات الإيرانية عن إغلاق المجال الجوي في المناطق الغربية من البلاد، فيما أمر المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي القوات المسلحة بالاستعداد للتصدي لأي هجوم قد يهدد الأمن القومي الإيراني.