في فضيحة مدوية تضرب إحدى أهم الوكالات الفيدرالية المسؤولة عن الاستجابة للكوارث، أعلنت وزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم يوم الثلاثاء عن إقالة عدد من موظفي الوكالة الفيدرالية لإدارة الطوارئ (FEMA) بسبب استخدامهم أجهزة كمبيوتر حكومية لمشاهدة محتوى إباحي خلال ساعات العمل. ووصفت الوزيرة سلوك الموظفين بأنه “مخزٍ”، مؤكدة أن الإدارة لن تتسامح مع مثل هذا السلوك.
وقعت هذه الانتهاكات في مركز عمليات الطوارئ في ماونت ويذر، وهو منشأة حيوية ومؤمنة تلعب دورًا رئيسيًا في تنسيق استجابة الحكومة الفيدرالية لحالات الطوارئ الوطنية. هذا الموقع الحساس يزيد من خطورة الحادث، حيث أن الموظفين المتورطين كانوا مؤتمنين على معلومات واستخبارات بالغة الأهمية.
تفاصيل صادمة عن المحتوى والسلوك
كانت تفاصيل الحادث صادمة بشكل خاص. ففي بيانها، قالت الوزيرة نويم: «هؤلاء الأفراد كان لديهم إمكانية الوصول إلى معلومات واستخبارات حيوية وكانوا مؤتمنين على حماية الأمريكيين من حالات الطوارئ – وبدلاً من ذلك كانوا يستهلكون المواد الإباحية». وأضافت تفصيلاً مقلقًا: «في حالة واحدة على الأقل، كانت المواد الإباحية المستهلكة ذات طابع عنصري وتضمنت البهيمية».
كشفت التحقيقات التي أجراها مركز عمليات التهديدات الداخلية التابع لوزارة الأمن الداخلي عن تفاصيل محددة. في 12 يوليو 2025، تم تحديد موظف كان يكتب عبارات صريحة ومشحونة جنسيًا في موقع دردشة آلي (chatbot) من أجهزته الحكومية بغرض جعل الموقع يقرأها بصوت عالٍ بلكنة معينة. وفي 1 أغسطس، تم تحديد موظف متعاقد آخر في نفس المركز كان قد دخل إلى موقع “Reddit.com” 578 مرة خلال فترة 30 يومًا، حيث كان يتفاعل بشكل مكثف مع محتوى جنسي صريح، بما في ذلك صور ومقاطع فيديو.
استجابة الإدارة والآثار المترتبة
أكدت الوزيرة نويم أن هذه الإقالات هي جزء من جهد أوسع لـ«تنظيف الوكالة» تحت قيادة الرئيس دونالد ترامب. وقالت: «لعقود من الزمن، كان البيروقراطيون ينخرطون في مثل هذه الأفعال بدلاً من التركيز على الاستعداد للكوارث الطبيعية. هذا ينتهي الآن».
تكشف هذه الحادثة عن فشل خطير في الرقابة والأمن الداخلي في وكالة حيوية، وتثير تساؤلات حول ثقافة العمل والمساءلة داخل FEMA. كما أنها تضعف الثقة العامة في قدرة الحكومة على إدارة الأزمات بفعالية، خاصة عندما يكون الموظفون المسؤولون عن حماية الأمة منشغلين بسلوك غير لائق وربما غير قانوني. وتؤكد وزارة الأمن الداخلي أنها تحقق بنشاط في إساءة استخدام الأجهزة في جميع أنحاء الوكالة لضمان عدم إساءة الموظفين استخدام الأجهزة الفيدرالية أو مشاركة معلومات سرية أو حساسة.