الولايات المتحدة

إلغاء مئات الرحلات الجوية في أمريكا مع بدء تنفيذ أوامر خفض الرحلات من هيئة الطيران الفيدرالية

شهدت الولايات المتحدة يوم الجمعة ٧ نوفمبر ٢٠٢٥ اضطراباً واسعاً في حركة الطيران، بعد أن أصدرت هيئة الطيران الفيدرالية الأمريكية (FAA) أمراً بإلغاء آلاف الرحلات وتقليص الحركة الجوية في نحو ٤٠ مطاراً رئيسياً، بسبب النقص الحاد في عدد مراقبي الحركة الجوية نتيجة أطول إغلاق حكومي في تاريخ البلاد.

تفاصيل القرار وأثره الفوري

بدأت شركات الطيران منذ صباح الجمعة تنفيذ المرحلة الأولى من القرار، عبر خفض نحو ٤٪ من الرحلات في المطارات المتأثرة، على أن يرتفع المعدل تدريجياً ليصل إلى ١٠٪ خلال الأسبوع المقبل. ووفقاً لموقع FlightAware، تجاوز عدد الرحلات الملغاة في أول يوم أكثر من ألف رحلة، كان أبرزها في مطارات واشنطن ريغان، شيكاغو أوهير، أتلانتا، ودنفر.

استجابات شركات الطيران وتدابير المسافرين

سارعت شركات الطيران الكبرى مثل «دلتا»، «أمريكان إيرلاينز»، و«يونايتد» إلى إعادة جدولة الرحلات أو تعويض الركاب المتأثرين، مع إعفاء العملاء من رسوم تغيير الحجز أو استرداد التذاكر. وركزت معظم الشركات على تقليص الرحلات الإقليمية القصيرة للحفاظ على الرحلات الطويلة والدولية.

في الوقت نفسه، واجه المسافرون طوابير أمنية طويلة وتأخيرات في المطارات، ما دفع البعض إلى البحث عن بدائل غير تقليدية. ففي مطار هيوستن، قررت إحدى الراكبات استئجار شاحنة من شركة «يو-هول» لقطع البلاد بالسيارة بعد إلغاء رحلتها الجوية.

تحذيرات من تصاعد الأزمة

وزير النقل الأمريكي شون دافي صرّح بأن الخفض الحالي البالغ ١٠٪ قد يرتفع إلى ٢٠٪ إذا استمر الإغلاق الحكومي ولم يعد مراقبو الحركة الجوية إلى العمل. وأضاف أن القرار جاء بعد ملاحظة زيادة في “الخروقات” داخل المجال الجوي الأمريكي، وانتهاكات لقواعد التباعد الآمن بين الطائرات على المدرجات وفي الجو.

تطمينات حول السلامة الجوية

من جانبه، أكد ديفيد سيمور، مدير العمليات في شركة «أمريكان إيرلاينز»، أن «السلامة تأتي أولاً»، مشيداً بقرار هيئة الطيران الذي يهدف إلى تخفيف الضغط على النظام الجوي. وأشار إلى أن الخطوة ضرورية للحفاظ على معايير الأمان، رغم تأثيرها المؤقت على حركة السفر.

خلفية الأزمة وأبعادها

تعود جذور الأزمة إلى الإغلاق الحكومي المستمر منذ أسابيع، والذي أدى إلى توقف رواتب موظفي هيئة الطيران، ومنهم المراقبون الجويون الذين يعمل بعضهم لأكثر من عشر ساعات يومياً دون أجر. ومع تصاعد حالات الإرهاق والغياب، بدأت الهيئة رصد ارتفاع مقلق في مؤشرات الخطر، ما دفعها إلى اتخاذ قرار استباقي بخفض الرحلات لتفادي أي حوادث محتملة.

ما هو الإغلاق الحكومي؟

«الإغلاق الحكومي» (Government Shutdown) هو توقف مؤقت لعمل المؤسسات الفيدرالية الأمريكية عندما يفشل الكونغرس في تمرير الموازنة العامة أو تمويل الوكالات الحكومية في الوقت المحدد. وخلال فترة الإغلاق، يتم إيقاف رواتب مئات الآلاف من الموظفين الحكوميين، باستثناء العاملين في القطاعات الحيوية مثل الأمن والطيران والمستشفيات، الذين يواصلون العمل من دون أجر حتى انتهاء الأزمة.

خلاصة الوضع

رغم أن أكثر من ٩٠٪ من الرحلات لا تزال تغادر في مواعيدها، إلا أن التحدي الحقيقي يكمن في المدى الزمني للإغلاق الحكومي. فإذا طال أمده، قد يشهد قطاع الطيران الأمريكي واحدة من أكبر أزمات التشغيل في تاريخه الحديث، مع استمرار تقليص الرحلات وازدحام المطارات.

هذا التقرير من إعداد موقع نيويورك نيوز، المنصة العربية التي تنقل أحدث أخبار أمريكا والعالم إلى الجاليات العربية في الولايات المتحدة. يمكنكم متابعة صفحتنا على فيسبوك New York News in Arabic للاطلاع على آخر المستجدات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: كف عن نسخ محتوى الموقع ونشره دون نسبه لنا !