أثار حادث مروع داخل إحدى مدارس ولاية نورث كارولاينا موجة من الغضب والاستنكار، بعد أن كشفت والدة طفلة تبلغ من العمر خمس سنوات، مصابة بالتوحد وغير ناطقة، أن معلمة بالمدرسة قامت بتقبيل ابنتها داخل حمام المدرسة، بينما لم توجه الشرطة أي اتهام ضد المعلمة بسبب عدم قدرة الطفلة على الحديث وسرد ما جرى لها.
حادثة صادمة داخل مدرسة ابتدائية
تعود تفاصيل الحادثة إلى 28 مارس الماضي، عندما شاهد أحد أفراد طاقم التدريس في مدرسة “بلايث الابتدائية” في مدينة هانترزفيل المعلمة وهي تحاصر الطفلة “جورني” داخل حمام المدرسة وتقوم بتقبيلها. تم إبلاغ إدارة المدرسة على الفور، وفقًا لما ذكرته والدة الطفلة، إليزابيث زومسكي.
إلا أن رد فعل الإدارة لم يكن على قدر التوقعات، حيث قالت الأم في اتصال هاتفي مع صحيفة “نيويورك بوست”: “لم يقوموا حتى بإخراج ابنتي من الفصل بعد الحادث، فقط أرسلوا المعلمة إلى منزلها في نهاية اليوم، ولم يتصلوا بالشرطة. أنا من اتصلت بهم لاحقًا”.
تغيّر سلوكي مقلق لدى الطفلة
قالت زومسكي إن سلوك ابنتها شهد تحولًا كبيرًا في الفترة الأخيرة، فقد أصبحت تبكي كل صباح عند استعدادها للذهاب إلى المدرسة، رغم أنها كانت معتادة على الذهاب بحماس في السابق. وأوضحت الأم: “ذهبت أنا وزوجي لمقابلة معلمة جورني قبل الحادث بأيام بسبب قلقنا من تغير سلوكها، لكنهم أخبرونا أننا بحاجة إلى بذل جهد أكبر لمساعدتها على التأقلم مع البيئة المدرسية”.
وأضافت: “قلت لهم إن ابنتي تكون في قمة السعادة عند الاستيقاظ صباحًا، لكنها تنهار بالبكاء فور رؤيتها حقيبتها المدرسية. هذا مؤشر واضح على وجود مشكلة، لكنهم تجاهلوا الأمر تمامًا”.
إغلاق القضية بسبب عدم قدرة الطفلة على الكلام
بحسب تقرير الشرطة، فقد تم استبعاد المعلمة من الفصل الدراسي، ولكنها لم تُفصل من المدرسة بشكل نهائي، فيما بدأت المنطقة التعليمية تحقيقًا داخليًا. غير أن شرطة هانترزفيل قررت عدم توجيه اتهامات ضد المعلمة، مشيرة إلى أن الطفلة لا تستطيع التعبير عما حدث لها.
وفي حديثها للصحيفة، قالت الأم وهي تبكي: “قالوا إنها لا تستطيع أن تروي جانبها من القصة، لكن لماذا لا تحاولون معرفة سبب هذا التغير العنيف في سلوكها؟ لماذا لا تبذلون جهدًا أكبر لفهم ما تمر به؟”.
مشاعر بالذنب والخوف الدائم
أعربت زومسكي عن شعورها العميق بالذنب والعجز: “لا أعرف ما الذي مرت به ابنتي، وربما لن أعرف أبدًا. وهذا أمر مؤلم للغاية، لأنه سيبقى هناك خوف دائم يرافقني عندما لا تكون معي، لأنها لن تستطيع إخباري بما يحدث”.
حتى لحظة نشر هذا التقرير، لم يصدر أي تعليق رسمي من شرطة هانترزفيل أو إدارة مدرسة “بلايث الابتدائية” أو من منطقة مدارس “شارلوت-ميكلينبرغ”. غير أن المنطقة التعليمية ذكرت في بيان لقناة “كوين سيتي نيوز” أنها على علم بالحادث، لكنها لا تستطيع مشاركة أي تفاصيل احترامًا لقوانين الخصوصية، مؤكدة في الوقت ذاته أنها تأخذ سلامة ورفاهية الطلاب على محمل الجد.