منيرة الجمل
قدمت نيويورك عرضًا وصف بأنه “رمزي” لسائقي نيوجيرسي، يتضمن خصمًا بقيمة 3 دولارات فقط على رسوم الازدحام الجديدة البالغة 9 دولارات في مانهاتن. العرض قوبل بالسخرية من قِبل مسؤولي نيوجيرسي الذين رأوا أنه غير كافٍ، خاصة مع توقع ارتفاع الرسوم إلى 15 دولارًا مستقبلاً، وفقًا لمصادر مطلعة.
مفاوضات متعثرة بأمر قضائي
جاء هذا العرض خلال مفاوضات سرية أمر بها قاضٍ فيدرالي، بهدف تسوية الدعوى الفيدرالية التي رفعتها نيوجيرسي ضد نيويورك قبل دخول رسوم الازدحام حيز التنفيذ يوم الأحد الماضي.
القاضي ليو جوردون، الذي يشرف على القضية في المحكمة الجزئية الأمريكية في نيوارك، دعا الجانبين للتوصل إلى حل وسط. لكن المفاوضات انهارت بعد رفض نيوجيرسي للعرض، مما دفع القاضي إلى السماح بتطبيق الرسوم.
وقال مصدر مطلع: “عرضت نيويورك خصمًا بقيمة 3 دولارات فقط على المعابر الثلاثة الرئيسية (جسر جورج واشنطن وأنفاق لينكولن وهولندا)، وهو ما اعتبرته نيوجيرسي مبلغًا رمزيًا وغير كافٍ نظرًا لأن الرسوم سترتفع إلى 15 دولارًا تدريجيًا”.
مطالب نيوجيرسي وموقف نيويورك
أكدت نيوجيرسي على ضرورة تقديم تخفيضات أكبر ورسوم تخفيف تعكس التأثيرات البيئية للرسوم على الولاية. في المقابل، زعمت مصادر من نيويورك أن الولاية عرضت تمديد الخصم إلى 5 دولارات مع زيادة الرسوم مستقبلاً.
ومع توقع ارتفاع الرسوم إلى 12 دولارًا بحلول 2028 و15 دولارًا بحلول 2031، يبقى الجدل محتدمًا بين الجانبين.
التلوث وتمويل المناطق المتضررة
عرضت هيئة النقل الحضرية في نيويورك تمويلًا بقيمة 30 مليون دولار لتخفيف التلوث في نيوجيرسي، لكن حاكم الولاية فيل مورفي وصف العرض بأنه “إهانة”. وفي المقابل، خصصت نيويورك أكثر من 100 مليون دولار لمناطقها المتضررة، مثل برونكس، لمحاولة تخفيف الآثار البيئية للرسوم.
تداعيات سياسية وتوترات مستقبلية
من المتوقع أن تؤدي هذه الأزمة إلى توترات سياسية تؤثر على التعاون بين نيويورك ونيوجيرسي، خاصة فيما يتعلق بقضايا النقل والتنمية الإقليمية.
ورغم جهود نيويورك لاحتواء الأزمة، فإن مسؤولي نيوجيرسي أبدوا استياءهم العلني، مؤكدين استمرار معركتهم ضد ما وصفوه بـ”المخطط غير العادل وغير الشعبي”.
في ظل هذا التصعيد، يبقى السؤال: هل ستتمكن الولايتان من التوصل إلى تسوية تخدم سكانهما وتخفف من حدة التوتر المتصاعد؟