في أعقاب المداهمة الصادمة التي نفذتها إدارة الهجرة والجمارك (ICE) في الحي الصيني بمانهاتن، اندلعت احتجاجات عفوية وحاشدة مساء الثلاثاء، حيث تجمع المئات من سكان نيويورك للتعبير عن غضبهم ورفضهم لما اعتبروه استعراضًا للقوة غير مبرر من قبل السلطات الفيدرالية. تحولت شوارع مانهاتن السفلى إلى ساحة للاحتجاج، حيث سار المتظاهرون نحو مبنى الهجرة الفيدرالي الواقع في “26 فيدرال بلازا”، وهو المقر الرئيسي لعمليات ICE في المدينة، والذي يعتقدون أن المعتقلين قد اقتيدوا إليه.
عبر المتظاهرون عن سخطهم بهتافات قوية مثل «أخرجوا ICE من نيويورك» و«لا لـ ICE، لا لـ KKK، لا لأمريكا الفاشية». وقد تبعت الحشود العملاء الفيدراليين أثناء اقتيادهم للمعتقلين، مما خلق حالة من التوتر الشديد في الشوارع. وأكد مراد عوض الله من “ائتلاف نيويورك للهجرة” أن السلطات اعتقلت اثنين من السكان المحليين على الأقل لمجرد مشاركتهما في الاحتجاج ومحاولة عرقلة جهود عملاء ICE.
من جانبها، ادعت وزارة الأمن الداخلي أن الحشود كانت “تصرخ بعبارات بذيئة، وأصبحت عنيفة وعرقلت واجبات إنفاذ القانون”، وأعلنت عن اعتقال متظاهر واحد على الأقل بتهمة الاعتداء على ضابط فيدرالي. هذا الادعاء يتناقض مع روايات شهود العيان الذين وصفوا الاحتجاجات بأنها رد فعل طبيعي على عنف السلطات. وفي تصريح أمام حشد من المتظاهرين، قال عوض الله: «لا ترى هذه المشاهد في نظام ديمقراطي. تراها في الأنظمة الفاشية. يجب أن نواصل الوقوف والرد».
تناقض في مواقف أجهزة إنفاذ القانون
في تطور لافت، سعت شرطة مدينة نيويورك (NYPD) إلى النأي بنفسها عن العملية الفيدرالية، حيث نشرت تغريدة على حسابها الرسمي جاء فيها أنها “لم تشارك في العملية الفيدرالية التي جرت في شارع كانال ستريت بعد ظهر هذا اليوم”. ومع ذلك، لاحظ شهود عيان أن شرطة مكافحة الشغب التابعة لـ NYPD كانت موجودة في الموقع، وبدا أنها قامت باعتقال العديد من الأشخاص الذين كانوا يحتجون ضد مداهمة ICE، مما يثير تساؤلات حول مدى التنسيق بين الأجهزة المحلية والفيدرالية، أو ما إذا كانت الشرطة المحلية قد تدخلت لدعم العملية الفيدرالية بشكل غير مباشر عبر قمع الاحتجاجات.






