أمضى رجل يحمل الإقامة الدائمة (الجرين كارد) نحو شهرين في مركز احتجاز تابع لهيئة الهجرة والجمارك الأمريكية (ICE)، بعد أن تم إيقافه أثناء عودته من عطلة عائلية، بسبب اتهام قديم يتعلق بحيازة الماريجوانا.
الواقعة تبدأ في مطار ديترويت
في 9 يناير الماضي، عاد كونال أوبروي، 37 عاماً، من رحلة إلى الهند برفقة زوجته وأطفاله، عبر مطار ديترويت. وهناك، أوقفه أحد عملاء الهجرة وسأله عن تهمة سابقة تعود لعام 2018 تتعلق بالماريجوانا.
وبحسب صحيفة The Independent، لم يتذكر أوبروي تفاصيل الحادث في حينه، فتم سحب بطاقة إقامته (الجرين كارد) وطلب منه العودة لاحقاً ومعه نسخة من تقرير الشرطة.
التحول المفاجئ: من زائر إلى معتقل
في 3 فبراير، عاد أوبروي إلى المطار وقدّم المستند المطلوب، لكن الأمور لم تسر كما توقع. إذ تم توقيفه مباشرة، ونقله إلى مركز احتجاز في سجن مقاطعة كالهون، حيث بقي هناك لمدة شهرين تقريباً قبل أن يُفرج عنه.
خلفية قانونية: تهم قديمة تعود لمراهقته
إلى جانب تهمة الماريجوانا، كانت هناك تهم أخرى ضده تعود إلى عام 2011 حين كان في الثامنة عشرة من عمره، منها اعتداء ومخالفة تتعلق بتخريب ممتلكات. وبموجب قانون الهجرة الأمريكي، يمكن اعتبار المقيمين المدانين في قضايا تتعلق بالمواد المخدرة غير مؤهلين للإقامة، ما يمنح السلطات صلاحية اعتقالهم، حتى إن كانوا يحملون بطاقة إقامة.
أسرة مفككة ومصاعب اقتصادية
زوجته بروك شوكيت، 32 عاماً، وهي مواطنة أمريكية، كانت قد صوتت للرئيس ترامب، كما دعم أوبروي نفسه الإدارة الجمهورية. لكنها وجدت نفسها فجأة وحيدة، تتولى مسؤولية الأطفال والعمل، إذ تدير حضانة منزلية، واضطرت إلى إطلاق حملة تبرعات عبر GoFundMe لتغطية مصاريف محاماة زوجها.
وقالت في تصريح صحفي: “كنت أعتقد أننا في أمان”، في تعبير عن صدمتها من الموقف.
إفراج مشروط ورسالة تحذير
في 16 أبريل، مثل أوبروي أمام قاضٍ للهجرة، وطلب محاميه جوليان دامان وقف إجراءات الترحيل بموجب قانون يسمح ببقاء بعض المقيمين رغم صدور أوامر ترحيل بحقهم.
القاضي أبدى تعاطفاً مع أوبروي قائلاً: “أنا أوازن الأمور دائماً، وفي هذه الحالة أرى أن الجوانب الإيجابية تغلب على السلبية”، وقرر إسقاط القضية مع تحذير صريح: أي مخالفة مستقبلية قد تؤدي إلى ترحيله.
في نهاية الجلسة، قطعت زوجته رحلة استغرقت ست ساعات برفقة الأطفال للقاء زوجها والعودة به إلى المنزل.
تصريحات وتعليقات
نشرت شوكيت عبر فيسبوك: “لا أستطيع التعبير بالكلمات عن مدى بشاعة هذه التجربة. لقد كانت كابوساً حقيقياً”.
أما محاميه دامان، فقال لصحيفة The Independent: “إن موقف ICE بعد عودة ترامب للرئاسة هو ما أبقاه محتجزاً”.
ما الذي سيحدث لاحقاً؟
بعد الإفراج عنه، بدأ أوبروي إجراءات التقديم للحصول على الجنسية الأمريكية، على أمل طيّ صفحة الماضي والاستقرار مع أسرته.