أثار اعتقال مهاجر يقيم في الولايات المتحدة منذ 25 عامًا وتحويله إلى سلطات الهجرة بعد حادث عنف في ذكرى زواجه، جدلاً واسعًا حول سياسة الترحيل والتعامل مع المهاجرين، خاصة في ظل إدارة ترامب التي تتبنى توجهًا متشددًا في هذا الملف.
الواقعة بدأت بمشادة مع مراهقين
قالت روزا باوتيستا مايوركين، زوجة الموقوف، إن الحادث وقع في 14 أبريل 2025، وهو نفس يوم الذكرى الثالثة عشرة لزواجهما، عندما دخل أربعة مراهقين إلى الطريق الخاص بمنزلهما في منطقة نيو بورت ريتشي بولاية فلوريدا.
روزا، التي تعاني من إعاقة وكانت تتعافى من عملية جراحية، أكدت أنها تعرضت للضرب أثناء محاولتها فض الشجار. وأضافت أن زوجها ساؤول باوتيستا مايوركين أُلقي القبض عليه لاحقًا بتهمتي الاعتداء المشدد وإساءة معاملة طفل دون إحداث ضرر جسيم.
فيديو الحادث وأقوال الشرطة
صرّح متحدث باسم مكتب شريف مقاطعة باسكو لصحيفة “نيوزويك” بأن التحقيق كشف عن فيديو يُظهر ساؤول وهو يرشق المراهقين بأغراض أثناء قيادتهم دراجات نارية صغيرة على الطريق، مما أدى إلى مشادة جسدية مع أحدهم، حاولت فيها امرأة بالغة التدخل وإنهاء الاشتباك.
وأكد المتحدث أن “سببًا محتملاً” كان كافيًا لإلقاء القبض على ساؤول في نهاية التحقيق، دون التطرق لتفاصيل تتعلق بوضعه كمهاجر، مشيرًا إلى أن هذه المعلومات تخص دائرة الهجرة والجمارك (ICE).
تحويله إلى الاحتجاز الفيدرالي رغم دفع الكفالة
قالت روزا إن زوجها لم يواجه أي تهم رسمية في النهاية، لكنها فوجئت بنقله إلى احتجاز الهجرة بعد دفعها كفالة بقيمة 1,500 دولار. وأشارت إلى أنه يُحتجز حاليًا في سجن فيدرالي بمدينة ميامي بسبب الاكتظاظ في مركز كرام للهجرة.
خطأ في الجنسية ومخاوف صحية
زعمت روزا أن سلطات ICE أخطأت في تسجيل جنسية زوجها، حيث اعتبروه مكسيكيًا بينما هو في الحقيقة من هندوراس، ويحمل جواز سفر وشهادة ميلاد رسمية تثبت ذلك. وقالت إنهم أخبروه أنهم لن يصححوا الخطأ، وإذا تم ترحيله فسيُرسل إلى المكسيك، حيث لا يعرف أحدًا هناك ولا يملك وسيلة للعودة إلى بلاده.
كما أبدت روزا قلقها على صحته، مشيرة إلى أنه مريض منذ أسبوع ولم يحصل على أدويته رغم زيارته لعيادة داخل السجن، كما تحدث عن وجود عفن أسود في السجن يسبب المرض للنزلاء.
تاريخ نظيف ووثائق هجرة غير مكتملة
أوضحت روزا أن زوجها يعيش في الولايات المتحدة منذ 25 عامًا، وليس لديه أي أوامر ترحيل، وتاريخه الجنائي نظيف باستثناء مخالفة قيادة تحت تأثير الكحول، أكمل على إثرها كافة متطلبات المحكمة.
كما أنه يحمل موافقة على نموذج I-130 (طلب لم شمل عائلي)، إلا أن محاميه السابق أخفق في متابعة ملف التأشيرة بالشكل المناسب، حسب قولها.
شكاوى من تجاهل الشرطة وإهمال قضيتها
قالت روزا إنها حاولت مرارًا التواصل مع الشرطة لتقديم شكوى رسمية بشأن تعرضها للاعتداء، لكنها لم تتلق أي استجابة، رغم أن إحدى الجارات أرسلت شهادة مكتوبة تؤيد روايتها.
واختتمت حديثها قائلة: “زوجي هو الشخص الوحيد الذي يرعاني ويصطحبني إلى مواعيد الأطباء ويهتم بي كما يفعل دائمًا. الآن أشعر أنهم يلاحقونه فقط بسبب لون بشرته ولغته”.