يحيي الأمريكيون في الـ19 من يونيو من كل سنة، ما يعرف بـ” جونتينث ” وهو ذكرى إنهاء العبودية في الولايات المتحدة، ويوم عيد فيدرالي منذ 2021.
تاريخيا، جاء قرار اعتماد هذا اليوم، كإعلان عن نهاية قانونية استعباد السود الأمريكيين في البلاد، وإسدال الستار على حقبة صعبة في تاريخ الولايات المتحدة، حيث كانت العبودية منتشرة في 12 مستعمرة بريطانية في أمريكا من أصل 13.
بدأت الدعوات للقضاء على العبودية مع اندلاع حرب الاستقلال عن بريطانيا، وقادتها عدة جمعيات، منها جمعية إنهاء العبودية في بنسيلفانيا، التي تأسست عام 1775، وترأسها بنجامين فرانكلين، أحد الآباء المؤسسين للولايات المتحدة.
توماس جيفرسون، وهو أيضا من بين الآباء المؤسسين للولايات المتحدة، كتب فقرة في إعلان الاستقلال تدين العبودية، باعتبارها شرا فرضه الاستعمار البريطاني، لكن تلك الفقرة حذفت من النسخة النهائية من الإعلان.
لاحقا، خلى الدستور الأمريكي من أي إشارة للعبودية.
ومنذ ذلك الوقت، بدأ الانقسام يتضح في العقود الأولى من عمر الولايات المتحدة، حيث ألغت ولايات الشمال والساحل الغربي تدريجيا، العبودية، بينما حافظت عليها ولايات الجنوب.
واحتدم الخلاف بين الطرفين، اندلعت على إثره حرب أهلية عام 1861، حيث أعلنت 13 من الولايات الجنوبية، المتمسكة بالعبودية، الانفصال عن الولايات المتحدة.
وكان يعيش بالولايات الجنوبية نحو 3.5 مليون شخص مستعبد.
إعلان تحرير العبيد
في ذروة الحرب الأهلية، أصدر الرئيس الأمريكي آنذاك إبراهام لنكولن، إعلان تحرير العبيد في 22 سبتمبر من العام 1862.
وفور صدوره، كان الإعلان سببا في تحرير الآلاف في المناطق الجنوبية، التي تمكّن جيش الولايات المتحدة من السيطرة عليها.
لكن المستعبدين في مناطق الكونفدرالية الأخرى كان عليهم أن ينتظروا أكثر، فمع تقدم قوات الشمال خطوة بعد خطوة، تحرر المزيد منهم، حتى انتهت الحرب في 9 مايو من عام 1865.
وعند وصوله لولاية تكساس، حيث عين مسؤولا عسكريا، قرأ الجنرال غوردون غرينجر، على الناس إعلانا يوم 19 يونيو 1865 موجها لسكان الولاية عن تحرير العبيد.
وجاء في الإعلان “ليكن في علم سكان تكساس، أنه بموجب إعلان السلطة التنفيذية للولايات المتحدة، فإن جميع العبيد أحرار”.
وعند احتفال المحررين بالإعلان، أصبح يوم 19 يونيو ذكرى سنوية تستذكر تحرير العبيد.
جونتينث
إثر هذه القصة، ولدت لفظة “جونتينث” التي جمعت الرقم 19 واسم شهر يونيو بالإنكليزية.
ورغم أن المزيد من إعلانات التحرير، تلت ذلك اليوم، والكثير من المستعبدين حصلوا على حريتهم لاحقا، إلا أن “جونتينث” بقي الاحتفال الشعبي الأشهر، بينما أصبح في عام 2021 عيدا فدراليا رسميا بقرار من الرئيس الأميركي الحالي، جو بايدن.