مجرد الحديث فى مكان ضيق يمكن أن ينشر فيروس كورونا، دراسة جديدة وجدها الباحثون فى المعاهد الوطنية للصحة الأمريكية، وهى أن قطرات الرذاذ يمكن أن تحتوى على جزيئات معدية من الفيروسات التاجية، ويمكن أن تبقى فى الهواء لمدة 8 إلى 14 دقيقة بعد أن يتحدث شخص ما، وذلك حسب ما ذكرته صحيفة “ديلى ميل” البريطانية.
حتى الشخص الذى ليس لديه أعراض للفيروس يمكنه ترك أثر الفيروس التاجى فى الهواء بعد التحدث، وتؤكد النتائج أهمية ارتداء قناع فى الأماكن العامة بالتزامن مع بدء العديد من الولايات فى إعادة فتح مساحات داخلية صغيرة مثل المطاعم وصالونات التجميل.
واستخدم بعض العلماء الليزر لإلقاء قطرات من اللعاب تطير من أفواه الناس وهم يتحدثون أو يصرخون أو يغنون، واستمرت الكاميرات فى الدوران لمدة 80 دقيقة، مسجلة قطرات البصق المضاءة على أشعة الليزر، ووجدوا أن القطرات يمكن أن ينتقل فى الهواء لمدة تتراوح بين 8 و12 دقيقة، مع جزيئات تأتى من الأشخاص الذين يصرخون لفترة أطول.
ويمكن لشخص واحد يتحدث بصوت عالٍ لمدة دقيقة واحدة فقط أن ينتج 1000 جسيم فيروسى على الأقل يبقى فى الهواء لمدة ثمانى دقائق
وكتب الباحثون مشيرين إلى الفيروس الذى يسبب COVID-19يمكن استنشاقه من قبل الآخرين ما يؤدى إلى إصابة جديدة بـ SAR-CoV-2، واختلف مقدار الفيروس الذى ينفثه أى شخص أثناء التحدث على نطاق واسع.
وتحتوى قطرات الرذاذ لدى بعض الناس على ضعف متوسط تركيز الفيروس الذى لوحظ سابقًا فى تجارب أخرى فى الدقيقة الواحدة من التحدث.
وكتب مؤلفو الدراسة فى مجلة الجمعية الوطنية للعلوم أن جزيئات الفيروس صغيرة بما يكفى للوصول إلى الجهاز التنفسى السفلى، والذى يرتبط بزيادة نتائج المرض، وبعبارة أخرى فإن التواجد فى نفس الغرفة الصغيرة يجعلك عرضة للإصابة.
وفى جميع أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية يعود الأشخاص بالفعل إلى المكاتب وصالونات التجميل وحتى المطاعم (على الرغم من أن العديد منهم مطالبون بالحفاظ على العملاء بعيدين اجتماعيًا، ويعملون بجزء بسيط من قدراتهم)، وحتى إذا بقى الناس على مسافة ستة أقدام أو أكثر، فلا يزال هناك خطر الإصابة بالعدو.ى
ليس من الصعب تخيل تناول الطعام فى مطعم، على سبيل المثال، على بعد ستة أقدام من الطاولة التالية، حيث يوجد شخصان يتناولان الطعام ويتحدثان، وإذا كان أحدهما مصابًا بالفيروس التاجى وكنت تنهض للمشى إلى الحمام فى غضون ثمانى دقائق من حديث المصاب، يمكنك بسهولة المشى عبر ضباب دقيق لا يمكن اكتشافه من قطرات اللعاب واستنشاق الجسيمات الفيروسية.
وكتب مؤلفو الدراسة أن الدراسة الجديدة “توضح كيف أن الكلام العادى يولد قطرات محمولة جواً، والتى يمكن أن تظل معلقة لعشرات الدقائق أو أطول وقادرة بشكل بارز على نقل المرض فى الأماكن الضيقة”.
وقال دكتور لورنس يونج أستاذ علم الأورام الجزيئى “هذا يشير إلى أن الفيروس من شخص مصاب يمكن أن ينتقل بهذه الطريقة فى الأماكن الضيقة، لكن لا يوجد تحليل مباشر لوجود الفيروسات فى القطرات أو قدرتها على نقل العدوى”.
وحسب ما ذكرته منظمة الصحة العالمية من ضمن إجراءات الوقاية هو ارتداء الأقعنة الطبيب فى كل الأماكن للوقاية من العدوى، مع الاهتمام بغسل اليدين بالمياه والصابون دائما.