كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” عن تفاصيل إنقاذ رهينة أمريكي في اليمن بعد قرابة 18 شهرا من الأسر.
ونقلت نيويورك تايمز عن مسؤولين أمريكيين ويمنيين، أنه تم إنقاذ رهينة أمريكي تم إطلاق سراحه في اليمن في فبراير بعد قرابة 18 شهراً في الأسر وذلك بعد غارة مسلحة قادتها الإمارات العربية المتحدة بمساعدة من الولايات المتحدة.
واحتجز الرهينة داني لافون بورش من قبل عصابة يمنية ذات سجل مليء باختطاف غربيين للحصول على فدية.
وقال المسؤولون إن العصابة كانت معروفة ببيع رهائن لفصيل محلي قوي للقاعدة، كما وصف أكثر من ستة من المسؤولين الأمريكيين واليمنيين أجزاء من عملية الإنقاذ شريطة عدم ذكر أسمائهم.
وقالوا “تم إخراج السيد بورش من قبو كان محتجزاً فيه في جزء من اليمن، وقال مسؤول يمني رفيع إنه تم اعتقال سبعة أشخاص في الغارة”.
ووفقا لـ”نيويورك تايمز” فقد كانت هناك روايات متضاربة حول القوة العسكرية التي قادت الغارة، ونقلت عن بعض المسؤولين أنها كانت القوات الخاصة الإماراتية.
وقال مسؤول يمني رفيع إن الغارة نسّقت من قبل الإمارات لكن نفذتها قوات النخبة الحضرمية، وهي مجموعة خاصة من القوات اليمنية التي تعمل تحت قيادة إماراتية.
ولد بورش في تكساس وعمل لدى شركة نفط حكومية يمنية، كان يعيش في اليمن منذ تسعينيات القرن الماضي، اعتنق الإسلام وتزوج امرأة يمنية، تم اختطافه خارج مطعم في صنعاء في سبتمبر 2017 عندما كان يقود أولاده إلى المسبح.
وبعد أسبوع، قام جهاز أمني يسيطر عليه المتمردون الحوثيون الذين يسيطرون على صنعاء بإلقاء اللوم في عملية الخطف على عصابة بقيادة علي ناصر حريقدان، وهو مجرم قبلي مشهور بتهمة خطف الأجانب للحصول على فدية.
اعتمد تقرير يمني داخلي حول الخطف -والذي حصلت عليه صحيفة نيويورك تايمز- على استجواب اثنين من أفراد العصابة الذين قيل إنهما عادا إلى صنعاء بعد قيادة بورش إلى مأرب، وهي مقاطعة غنية بالنفط تقع شرق العاصمة.
وقال التقرير إن الخاطفين “يمثلون عصابة إجرامية خطرة متورطة في عمليات الخطف وقطع الطرق والسطو المسلح”.
وقال مسؤولون أمريكيون سابقون إن العصابة أشارت إلى أنها كانت تريد ملايين الدولارات للإفراج الآمن عن بورش، وكما قال المسؤولون السابقون، فقد كان الخوف هو أن تقوم العصابة ببيع بورش إلى القاعدة في اليمن.
خلال معظم العام الماضي، كان المسؤولون الأميركيون يأملون التفاوض من أجل حرية بورش.
وقال قيادي بارز في مأرب إن المفاوضات بدأت العام الماضي بعد زيارتين للمقاطعة من قبل دبلوماسيين أمريكيين من بينهم سفير الولايات المتحدة في اليمن ماثيو تويلر، ورفضت متحدثة باسم وزارة الخارجية في واشنطن التعليق.
وقال أشخاص مطلعون على اختطافه، إن بورش نُقل عدة مرات من مجمع يخضع لحراسة مشددة إلى مجمع آخر، وقالوا إن أي عملية إنقاذ كانت ستشمل معركة بالأسلحة النارية.
وقال أحد المسؤولين في الولايات المتحدة إن وكالة الإستخبارات الأمريكية لعبت دوراً في عملية الإنقاذ لكنه لم يذكر تفاصيل. وقال مسؤول أمريكي آخر إن القوات الأمريكية الخاصة لم تشارك. ورفض متحدث باسم الإمارات العربية المتحدة التعليق.
وفي ديسمبر 2014، أخفقت غارة كوماندوز أمريكية في إنقاذ الصحفي الأمريكي لوك سومرز الذي كان محتجزا كرهينة من قبل القاعدة في جنوبي اليمن، وقتل الخاطفون السيد سومرز وشخص من جنوب إفريقيا كان محتجزاً معه.
وكان الاختطاف من أجل الفدية على مدى عقود يشكل خطراً على الزوار الأجانب إلى اليمن، حيث كانت هذه الممارسة في العديد من الحالات مجرد مصدر دخل للجماعات الإجرامية أو القبلية. لكن في العقد الماضي، أصبح الأمر أكثر خطورة بكثير بسبب وجود تنظيم القاعدة وجماعة الدولة الإسلامية في البلد الذي مزقته الحرب.
أحد أبناء داني بورش من زواج سابق، الرقيب كايل بورش، قال إن الـ” إف بي أي” أخبره قبل يوم من إعلان ترامب أن والده قد أطلق سراحه، وقال بورش إنه تحدث يوم الجمعة مع والده الذي كان في الإمارات.
وأضاف بورش: “إنه بخير”، وأخبر ولده إنه لم يتعرض للإيذاء الجسدي لكنه تعرض للكثير من الضغوط النفسية.
وقال الابن: “كنت قلقا على سلامته الجسدية لكنه رجل عجوز قوي.. أسرتنا مرتاحون فعلاً لأنه آمن”.
يشار إلى أن الرئيس ترامب استضاف بورش في البيت الأبيض الأربعاء، وأثنى على إطلاق سراحه نتيجة مساعدة كبيرة من جانب الولايات المتحدة الأمريكية.
لم يقدم ترامب تفاصيل، لكنه قال أيضاً إن إنقاذ بورش كان واحدا من مجموعة مفاوضات حول العالم لتحرير الأمريكيين المحتجزين.
وقال بورش لمجموعة صغيرة من المسؤولين الأميركيين والصحفيين في مكتب الأوفل: “يا إلهي، من الرائع أن تكون أمريكياً.. هذه هي النتيجة النهائية، رجل سعيد مع عائلة سعيدة”.