العرب والعالم

التفاصيل الكاملة للرد الإيراني المدمر على الهجوم الإسرائيلي : مئات الصواريخ تقصف تل أبيب في عملية الوعد الصادق الثالثة

شنت إيران مساء الجمعة 13 يونيو 2025 رداً انتقامياً مدمراً على إسرائيل، حيث أطلقت أكثر من 150 صاروخاً بالستياً في ثلاث موجات متتالية ضمن عملية أطلقت عليها “الوعد الصادق الثالثة”. تسببت الهجمات في سقوط 21 جريحاً على الأقل في صفوف الإسرائيليين، منهم اثنان في حالة خطيرة، وأحدثت أضراراً واسعة في منطقة تل أبيب الكبرى ورمات غان، مما أجبر السلطات الإسرائيلية على إعلان حالة طوارئ شاملة في جميع أنحاء البلاد.

تفاصيل الهجوم الإيراني المتعدد الموجات

بدأت إيران ردها الانتقامي في الساعة 21:06 مساءً بالتوقيت المحلي، حيث أطلقت صافرات الإنذار في جميع أنحاء إسرائيل مع رصد إطلاق الصواريخ من الأراضي الإيرانية. شمل الهجوم ثلاث موجات رئيسية من الصواريخ البالستية، حيث ضمت الموجة الأولى حوالي 100 صاروخ بالستي، تبعتها موجة ثانية بحوالي 50 صاروخاً إضافياً، ثم موجة ثالثة في وقت لاحق من المساء.

بحسب المصادر الإسرائيلية، بلغ إجمالي عدد الصواريخ المُطلقة ما بين 150-200 صاروخ بالستي، إضافة إلى أكثر من 100 طائرة مسيرة تم إطلاقها في وقت سابق من اليوم. أكد الجيش الإسرائيلي أن أقل من 100 صاروخ وصل فعلياً إلى الأراضي الإسرائيلية من أصل أكثر من 150 صاروخاً أُطلقت، بينما تم اعتراض جميع الطائرات المسيرة خارج الحدود الإسرائيلية.

الخسائر البشرية والأضرار المادية

تسبب الهجوم الإيراني في سقوط 21 مصاباً إسرائيلياً على الأقل، منهم اثنان في حالة خطيرة واثنان في حالة متوسطة و17 في حالة طفيفة. تركزت معظم الإصابات في منطقة تل أبيب الكبرى، حيث سُجلت 16 إصابة في رمات غان وخمس إصابات في تل أبيب. تم نقل ثمانية مصابين إلى مستشفى إيخيلوف بإصابات طفيفة نتيجة شظايا وأدخنة واضطرابات نفسية، بينما نُقل أربعة مصابين آخرين إلى مستشفى بيلينسون.

اقرأ أيضًا  التفاصيل الكاملة للهجوم الإسرائيلي على إيران: تدمير منشآت نووية ومقتل قادة بارزين في عملية غير مسبوقة

وثقت لقطات فيديو أضراراً جسيمة في عدة مناطق، حيث تعرض مبنى سكني متعدد الطوابق في تل أبيب لأضرار بالغة مع اشتعال النيران في النوافذ وتصاعد دخان كثيف. كما أُبلغ عن سبع مناطق إصابة في منطقة غوش دان، مع عمل فرق الإطفاء والإنقاذ في عدة مواقع لإخراج المحاصرين وإطفاء الحرائق. انفجر أحد الصواريخ على طريق في رأس بينا محولاً إياه إلى كرة نار، مما أدى إلى أضرار واسعة في المنطقة.

الاستجابة العسكرية الإسرائيلية والأمريكية

نجحت أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية في اعتراض معظم الصواريخ الإيرانية، حيث تم استخدام منظومات “حيتس” و”كيبات برزل” و”قلاع داود” لصد الهجمات. ساعدت الولايات المتحدة إسرائيل في عمليات الاعتراض رغم عدم مشاركتها في الهجوم الإسرائيلي الصباحي على إيران، وذلك باستخدام منظومة “ثاد” الأمريكية المنتشرة على الأراضي الإسرائيلية.

وأشارت التقارير إلى أن بعض الإصابات نجمت عن شظايا الاعتراضات وليس من الصواريخ نفسها. كما شاركت مطارات حربية إسرائيلية في عمليات الاعتراض، حيث تم إطلاق عشرات المعترضات لمواجهة الصواريخ الإيرانية. أعلنت إسرائيل حالة طوارئ خاصة في جميع أنحاء البلاد مع إلغاء الدراسة وإغلاق المجال الجوي بالكامل وفتح جميع الملاجئ العامة البالغ عددها أكثر من عشرة آلاف ملجأ.

التهديدات الإيرانية بالتصعيد

أعلن الحرس الثوري الإيراني أن هذا الهجوم “مجرد البداية”، مهدداً بتصعيد أكبر في حال استمرار الهجمات الإسرائيلية. أطلقت إيران على عمليتها اسم “الوعد الصادق الثالثة”، في إشارة إلى أنها الحلقة الثالثة في سلسلة الهجمات الإيرانية ضد إسرائيل بعد هجمات أبريل وأكتوبر 2024.

حذر مسؤولون عسكريون إسرائيليون من أن إيران تملك حوالي 2000 صاروخ بالستي بوزن مئات الكيلوغرامات قادرة على إحداث أضرار جسيمة، بالإضافة إلى ترسانة من الطائرات المسيرة بمدى 1500 كيلومتر. وأعرب مسؤول عسكري إسرائيلي رفيع المستوى عن التحديات المقبلة قائلاً: “ستسقط هنا صواريخ بوزن نصف طن وحتى طن كامل، لكن هذا هو الثمن الذي يجب أن ندفعه”.

تصريحات الجانب الإيراني

أصدر المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي بياناً قال فيه إن إسرائيل “يجب أن تتوقع عقاباً شديداً” وأن “القوات المسلحة للجمهورية الإسلامية لن تتركها”. وأضاف خامنئي أن “المشطر الصهيوني بهذه الجريمة أعد لنفسه مصيراً مريراً ومؤلماً وسيحصل عليه بالتأكيد”.

اقرأ أيضًا  تحطم طائرة إير إنديا ومقتل جميع ركابها البالغ عددهم 242 شخصًا

كما أكد المرشد الأعلى أن إسرائيل هي التي “فتحت يدها الملوثة والمدممة للجريمة في أرضنا الحبيبة وكشفت طبيعتها الشريرة أكثر من أي وقت مضى بمهاجمة مراكز سكنية”. ووعد بأن “التجاوب لن يكون نصف إجراء” وأن إيران ستجعل “النظام الصهيوني الحقير بائساً ويدفع ثمن الجريمة التي ارتكبها”.

ردود الفعل الإسرائيلية الرسمية

رد وزير الدفاع الإسرائيلي إسرائيل كاتس بالقول إن إيران “تجاوزت الخطوط الحمراء عندما تجرأت على إطلاق صواريخ نحو تجمعات سكانية مدنية في إسرائيل”. وأضاف كاتس أن إسرائيل “ستواصل الدفاع عن مواطني إسرائيل وستضمن أن نظام الآيات الله سيدفع ثمناً باهظاً جداً على أفعاله الإجرامية”.

أكد دوبر الجيش الإسرائيلي أن الهدف هو “إزالة التهديد” وأن إسرائيل “لن تسمح لإيران بالتقوي وإنتاج كمية من الصواريخ تشكل تهديداً وجودياً لدولة إسرائيل”. وحذر من أنه “قد تحدث مطامير إطلاق إضافية” داعياً المواطنين إلى “الحفاظ على هدوء الأعصاب”.

خلفية العملية الإسرائيلية الصباحية

جاء الرد الإيراني بعد حوالي 18 ساعة من العملية الإسرائيلية الصباحية التي حملت اسم “عام كلافيا” (شعب كالأسد)، والتي شاركت فيها أكثر من 200 طائرة حربية إسرائيلية استهدفت أكثر من 100 هدف في جميع أنحاء إيران. استهدفت العملية الإسرائيلية المنشآت النووية الإيرانية ومراكز إنتاج الصواريخ ومخابئ كبار المسؤولين العسكريين الإيرانيين.

أعلن الجيش الإسرائيلي عن تدمير منشأة نووية في أصفهان تُستخدم في “التحويل العكسي” لليورانيوم المخصب، وهي المرحلة التالية بعد تخصيب اليورانيوم في عملية إنتاج الأسلحة النووية. كما أكدت المصادر الإيرانية مقتل 78 شخصاً وإصابة 329 آخرين في منطقة طهران، بينهم قادة عسكريون بارزون ومدنيون من الحرس الثوري الإيراني.

الوضع الأمني والاستعدادات للمستقبل

أعلنت السلطات الإسرائيلية أنها تستعد لمزيد من الهجمات الإيرانية، حيث حذر الجيش من أن “هجوماً بالصواريخ والطائرات المسيرة ضد إسرائيل ومواطنيها المدنيين متوقع في المستقبل القريب”. تم تعليق جميع الرحلات الجوية في مطارات إسرائيل، كما سُمعت صفارات الإنذار في مناطق واسعة من البلاد.

اقرأ أيضًا  التفاصيل الكاملة للهجوم الإسرائيلي على إيران: تدمير منشآت نووية ومقتل قادة بارزين في عملية غير مسبوقة

بحسب تقييمات الأمن الإسرائيلي، فإن إيران خططت لشن “هجوم مشترك واسع النطاق بصواريخ أرض-أرض وطائرات مسيرة”، لكن سلاح الجو الإسرائيلي نجح في ضرب المواقع التي انتشرت فيها هذه الأسلحة وتعطيل الهجوم جزئياً. كما نفذ حيل الجو الإسرائيلي سلسلة من التقيفات الإضافية ضد مراكز إطلاق الصواريخ ومنشآت إنتاج الطائرات المسيرة في إيران خلال ساعات ما بعد الظهر.

التداعيات الإقليمية والدولية

أثار التصعيد بين إيران وإسرائيل قلقاً دولياً واسعاً، حيث تواصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الإيراني مسعود بزشكيان. أعرب بوتين عن استعداد روسيا “لتقديم خدمات الوساطة لمنع مزيد من تصعيد التوترات”، ووصف الكرملين الهجوم الإسرائيلي بأنه “تصعيد خطير” ينتهك ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي.

من جانبها، أكدت الولايات المتحدة أنها لم تشارك في العملية الإسرائيلية الصباحية، حيث أعلن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أن إسرائيل “بدأت هجوماً مستقلاً على إيران” وأن الولايات المتحدة “غير متورطة” في العملية. وحذر من أنه “من مصلحة إيران عدم مهاجمة الأصول الأمريكية في الشرق الأوسط”.

التحليل والتوقعات المستقبلية

يمثل الرد الإيراني تصعيداً نوعياً خطيراً في الصراع بين البلدين، حيث استخدمت إيران لأول مرة صواريخ بالستية ثقيلة بهذا الحجم ضد أهداف مدنية إسرائيلية. شكلت عملية “الوعد الصادق الثالثة” رداً مباشراً على العملية الإسرائيلية التي استهدفت قلب البرنامج النووي الإيراني والقيادات العسكرية العليا في طهران.

من المتوقع أن تؤدي هذه التطورات إلى دورة جديدة من التصعيد، خاصة مع التهديدات الإيرانية بمزيد من الهجمات والتحذيرات الإسرائيلية من رد أقسى. وقد حذر خبراء من أن المواجهة قد تجر المنطقة إلى حرب شاملة تشمل حلفاء إيران في المنطقة، مما يهدد الاستقرار الإقليمي ويؤثر على الاقتصاد العالمي وأسعار النفط. كما أن استمرار التصعيد قد يقوض أي فرصة للتوصل إلى اتفاق نووي في المستقبل القريب، ويدفع المنطقة نحو صراع مفتوح قد يستمر لأسابيع أو أشهر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: كف عن نسخ محتوى الموقع ونشره دون نسبه لنا !