انتشرت في ولاية نيويورك، حوادث انتحار لسائقي سيارات الأجرة، خاصة بعدما شهدت خلال عام واحد مصرع 8 أشخاص، نتيجة لعدة عوامل، أبرزها تدني العائد المادي لمهنتهم، وذلك وفقًا لما ذكرته صحيفة “نيويورك تايمز”.
وبحسب نيويورك تايمز ، أصبح سائق سيارة أجرة يدعى روي كيم مؤخرا، ثامن شخص ينتحر في نيويورك على مدار العام الماضي.
ووصفت مفوضة الأجرة في الولاية، ميرا جوشي، الوفيات بأنها “وباء”، لافتة إلى أن اليأس أصاب السائقين بسبب ضعف المقابل المادي في تلك المهنة، ما دفع مجلس الولاية إلى تقييم التشريعات الجديدة لمساعدة مالكي سيارات الأجرة على تخفيض ديونهم، وزيادة أجور السائقين.
أضافت الصحيفة الأمريكية، أن كل حالة من الوفيات مختلفة ومن الصعب معرفة لماذا يقرر شخص ما أن يقتل نفسه، لافتة إلى أن معظم السائقين كانوا مهاجرين في الخمسينات والستينات من عمرهم، وبعضهم أخبر أصدقائه وعائلته بأنهم يواجهون صعوبة في كسب العيش، لأن شركة “أوبر” بدأت تهيمن على صناعة السيارات.
لفتت الصحيفة أن كيم أخر المنتحرين، جاء إلى الولايات المتحدة مهاجرًا كوريًا يبلغ من العمر 58 عامًا، وعاش في مدينة كوينز، مؤكدة أنه قاد سيارته لأكثر من أربع سنوات.
واستكملت أن كيم اشتكى لأصدقائه هذا العام أنه لا يستطيع تحصيل مبالغ مالية جيدة من مهنته، وبدأ في تكثيف أيام عمله على سيارة الأجرة، لدرجة أنه وصل في نهاية المطاف للعمل لمدة سبعة أيام في الأسبوع، ومع ذلك فوجئ أصدقائه بموته.
قال صديق السائق كيم، كيونج ريونج كانج، إنه لا يوجد سبب آخر لانتحار صديقه سوى الضائقة المالية التي مر بها، لافتًا: “كان من الصعب والشاق عليه أن يجد أموالًا ليحيا في نيويورك”.
وأكدت الصحيفة الأمريكية، أن الشرطة وجدت في الخامس من نوفمبر الماضي، جثمان كيم معلقة على حزام في غرفة نومه، مشيرة إلى أن لديه ابن بالغ يعيش في كوريا الجنوبية، لم يتمكن الأصدقاء من الوصول إليه.
ونظمت مجموعة من السائقين في الآونة الأخيرة وقفة احتجاجية في حديقة “فلاشينج ميدوز كورونا”، في كوينز لتذكره.
لفتت الصحيفة إلى أن الخطر الحقيقي هو التهديد الكبير الذي يتعرض له السائقين الآخرين في الولايات المتحدة، وخاصة نيويورك، موضحة أن السائقين نيكانور أوشيسور، من رومانيا، وكيني تشاو، من بورما، قلقين للغاية بشأن سداد ديونهما.
في فبراير، انتحر سائق سيارة سوداء يدعى دوجلاس شيفتر، برشاشاً أمام قاعة المدينة، بعدما كتب على فيسبوك أن “أوبر أغرقت الشوارع بالسيارات، وشكا من العمل لمدة 100 ساعة في الأسبوع من أجل البقاء فقط على قيد الحياة”.
وقالت مفوضة الأجرة في الولاية، ميرا جوشي، في بيان عقب وفاة السائق كيم: “تؤكد هذه المأساة أهمية إيجاد طرق جديدة للمهنة، والتصدي للتحديات المالية التي تثقل كاهل المرخصين لدينا”.