منوعات

الرئيس التنفيذي لوولمارت يروي قصة صعوده : «بدأت عامل تفريغ شاحنات بـ 6.50 دولار في الساعة»

بدأ دوغ ماكميلون، الرئيس التنفيذي الحالي لشركة وولمارت Walmart، أكبر شركة تجزئة في العالم، حياته المهنية عاملًا بالساعة في أحد مخازن الشركة، يتقاضى 6.50 دولار في الساعة مقابل تفريغ الشاحنات. وبعد أربعة عقود من العمل المتواصل واغتنام الفرص، أصبح اليوم على رأس شركة تحقق مئات المليارات من الدولارات سنويًا، قبل أن يعلن مؤخرًا عن تقاعده المقرر في شهر يناير المقبل.

بداية متواضعة في مستودع وولمارت

التحق ماكميلون بوولمارت لأول مرة عام 1984 فقط ليجمع بعض المال خلال العطلة الصيفية ويسدد مصاريف دراسته الجامعية. كان يعمل في مستودع الشركة، يلتقط الطلبات ويفرغ الشاحنات مقابل أجر بسيط بالساعة، دون أن ينوي البقاء طويلًا. وولمارت نفسها هي شركة تجزئة أميركية عملاقة تدير آلاف المتاجر حول العالم، وتتصدر باستمرار قائمة Fortune 500، وهي قائمة سنوية تضم أكبر 500 شركة أميركية من حيث الإيرادات.

التعليم والقفزة إلى المقر الرئيسي

بعد حصوله على درجة البكالوريوس من جامعة أركنساس عام 1989، ودرجة ماجستير إدارة الأعمال (MBA) من جامعة تولسا، عاد ماكميلون إلى وولمارت عام 1991، لكن هذه المرة إلى المقر الرئيسي. بدأ هناك كمشترٍ لمعدات الصيد والأسماك، وهي وظيفة مسؤولة عن اختيار المنتجات وشرائها لتوزيعها في متاجر الشركة. ومن هذه النقطة بدأ مسارًا طويلًا من الترقيات في الأقسام المختلفة داخل وولمارت، حتى تولى منصب الرئيس التنفيذي للشركة عام 2014.

منصب الرئيس التنفيذي ومسؤولية المليارات

يشغل ماكميلون منصب الرئيس التنفيذي (CEO)، أي أعلى مسؤول إداري في الشركة، يقود الاستراتيجية العامة ويتخذ القرارات الكبرى. ويقول إنه في أول يوم له في العمل بالمقر الرئيسي حصل على صلاحيات شراء تقارب مليار دولار، دون تدريب طويل أو مراحل تمهيدية، ما منحه إحساسًا مبكرًا بالمسؤولية والمحاسبة، ودفعه إلى تطوير نفسه بسرعة داخل الشركة.

سر النجاح: «ارفع يدك» وتطوّع للأصعب

يؤكد ماكميلون أن واحدًا من أهم أسرار نجاحه في وولمارت هو الاستعداد الدائم للتطوّع وتحمل المهام الصعبة. فهو كان يرفع يده دائمًا عندما يكون مديره خارج المدينة ليتولى حضوره اجتماعات أو زيارات ميدانية بدلًا عنه. هذا السلوك جعله يظهر أمام القيادات العليا كشخص يمكن الاعتماد عليه، قادر على إنجاز العمل دون مراقبة مباشرة.

يشرح ماكميلون هذه الفكرة بقوله إنه وضع نفسه عمدًا في مواقف تجعل منه «ترقية منخفضة المخاطر»، لأن المسؤولين في الشركة كانوا قد شاهدوه بالفعل يؤدي مهام أكبر من مسماه الوظيفي. كما كان لا يخجل من قول «لا أعلم» في الاجتماعات، لكنه يلتزم دائمًا بالعودة بإجابة سريعة بعد البحث، وهو أسلوب يشجع عليه داخل ثقافة وولمارت.

قيمة العمل الجماعي وثقافة وولمارت

رغم وصوله إلى قمة الهرم الإداري، يصر ماكميلون على أن النجاح في وولمارت ليس فرديًا. يقول إن «لا شيء يحدث بعمل فرد واحد فقط»، وإن قوة الشركة الحقيقية تأتي من «دعم الفريق» وروح التعاون بين العاملين، من المستودعات وحتى المكاتب التنفيذية. ويشير إلى أن سبب بقائه في الشركة طوال هذه السنوات يعود إلى عاملين أساسيين: التحديات المستمرة في صناعة التجزئة، والقيم الثقافية داخل وولمارت التي تتوافق مع قناعاته الشخصية.

من 6.50 دولار في الساعة إلى 27 مليونًا سنويًا

بحسب التقارير الأميركية، يتقاضى ماكميلون اليوم نحو 27 مليون دولار سنويًا كرئيس تنفيذي لوولمارت، بينما كان راتبه الأول في الشركة لا يتجاوز 6.50 دولار في الساعة. وخلال فترة قيادته، ارتفعت إيرادات وولمارت من حوالي 476 مليار دولار عام 2014 إلى أكثر من 680 مليار دولار، مع استمرار الشركة في صدارة شركات العالم من حيث حجم المبيعات وعدد الموظفين، والذي يقدّر بنحو 2.1 مليون موظف حول العالم.

نصيحته للشباب والموظفين الجدد

يوجّه ماكميلون رسالة واضحة للموظفين الجدد والشباب الذين يحلمون بالصعود في السلم الوظيفي: «لا تأخذ وظيفتك الحالية كأمر مسلّم به». فبرأيه، الوظيفة التالية لن تأتي إذا لم يؤدِ الموظف وظيفته الحالية بأفضل شكل ممكن. كما يشجعهم على أن يطلبوا المزيد من المسؤوليات، وأن يرفعوا أيديهم للتطوّع في المهام الصعبة، وأن يتعاملوا مع كل فرصة عمل، حتى لو كانت وظيفة بسيطة أو مؤقتة، كخطوة محتملة نحو مسار مهني طويل ومثمر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى