يلقي الرئيس دونالد ترامب مساء اليو الثلاثاء، في تمام الساعة التاسعة مساءا بتوقيت واشنطن العاصمة، خطاب حالة الاتحاد، وهو الثاني له منذ توليه الرئاسة في 2017.
ويرتقب أن يتطرق ترامب في الخطاب الذي كان مقررا الشهر الماضي، لكن تأجل بسبب الإغلاق الحكومي الجزئي إثر الخلاف بين البيت الأبيض والكونغرس حول تمويل الجدار الحدودي مع المكسيك، للعديد من الملفات.
وتحدثت وسائل إعلام عن أن الخطاب سيكون بمثابة “زر إعادة الضبط”، فيما قال مسؤولون في البيت الأبيض إن الرئيس يخطط لإلقاء خطاب “متفائل” يدعو إلى الوحدة يركز فيه على ما يعتبرها إنجازات لإدارته ويعرض أهدافه للعام المقبل.
وأشار المسؤولون إلى أنه سيكون وفقا للنص المكتوب وبعيدا عن أسلوب ترامب الذي يشمل شن هجمات شخصية ويخرج عن النص.
وكما جرت العادة، يرد الحزب الذي لا ينتمي إليه الرئيس على خطاب حال الاتحاد. وأوكل الديمقراطيون تلك المهمة لـستيسي أبرامز التي خسرت في انتخابات حاكم ولاية جورجيا في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي لكنها أصبحت واحدة من النجوم الصاعدة للحزب.
وكشف البيت الأبيض الاثنين عن ضيوف الشرف الذين سينضمون إلى الرئيس ترامب وعقيلته ميلانيا في الكونغرس بينهم أقارب زوجين قتلهما مهاجر غير شرعي في البلاد.
وطالب في الصف السادس تعرض لمضايقات أجبرته على ترك المدرسة لمدة عام كامل وتلقي تعليمه في المنزل لأن اسمه العائلي ترامب، واثنان من الناجين من إطلاق نار استهدف كنيسا يهوديا في بتسبورغ فضلا عن أليس جونسون المرأة التي حصلت على عفو ترامب بعد أن كانت تقضي حكما بالسجن المؤبد بسبب جرائم غير عنيفة متصلة بالمخدرات.
ووصف البيت الأبيض الضيوف على أنهم من مختلف الطبقات الاجتماعية ويمثلون أفضل ما في الولايات المتحدة.
وتقليديا، يعد خطاب حال الاتحاد فرصة للرئيس الأميركي لاستعراض إنجازاته وتقديم اقتراحات جديدة واسعة النطاق بينها مبادرات طموحة في مجال الصحة العامة. ويرتقب أن يعلن ترامب خطة لوقف انتقال الفيروس المسبب للإيدز بحلول عام 2030.
ويوجد أكثر من مليون مصاب بهذا الفيروس في الولايات المتحدة وفقا لمركز السيطرة على الأوبئة والوقاية منها الذي سجل أيضا إصابة حوالي 40 ألف شخص كل عام.
وتهدف المبادرة إلى تركيز جهود الوقاية من هذا المرض على الفئات الأكثر عرضة للإصابة عبر العدوى في 20 ولاية أميركية.
ويتوقع أن يتطرق ترامب في الخطاب إلى عدة محاور، حسب قناة “الحرة”:
الهجرة
ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن مسألة الهجرة التي احتلت قسما مهما من أجندة ترامب خلال العام الثاني له في البيت الأبيض، ستحظى بالأهمية ذاتها على الأرجح في العام الثالث.
وقد حاول ترامب مرارا اعتبار مسألة الهجرة “أزمة” جريمة ومخدرات واتجار بالبشر على الحدود مع المكسيك، وأن الطريقة الوحيدة للتعامل معها تتمثل في الجدار الحدودي.
وقد يدعو ترامب إلى تشريع لمعالجة وضع الأفراد الذين دخلوا إلى الأراضي الأميركية بصورة غير شرعية عندما كانوا أطفالا وليس لديهم أي سوابق. وقضية هؤلاء قد تشهد تعاونا بين الجمهوريين والديمقراطيين رغم وجود خلافات حول التفاصيل.
ولا يرتقب أن يتراجع ترامب عن إصراره على الحصول على 5.7 مليار دولار لتمويل الجدار مع المكسيك، وهي المسألة الخلافية التي أدت إلى إغلاق الحكومة الفدرالية لـ35 يوما.
لكن صحيفة نيويورك تايمز استبعدت أن يستخدم الرئيس الخطاب لإعلان حالة الطوارئ الوطنية، وهي خطوة قد تسمح له من خلال سلطته الرئاسية ببناء الجدار.
البنى التحتية
ويتوقع أن يشيد ترامب بالاقتصاد الأميركي القوي، وهي مسألة تشكل أساس حملة إعادة انتخابه المقبلة في 2020.
ويشير البيت الأبيض كذلك إلى أنه سيقترح الإنفاق على البنى التحتية، وهو ملف يتوقع أن يتفق الديمقراطيون مع ترامب بشأنه.
الانسحاب من سوريا وأفغانستان
يشكل الخطاب فرصة لترامب لتوضيح رؤيته للأميركيين بخصوص قراراته المتعلقة بالانسحاب من سوريا وأفغانستان حيث ينتشر جنود أميركيون منذ 17 عاما.
ودعا ترامب إلى سحب عدد كبير القوات الأميركية من أفغانستان، لكنه واجه معارضة من الجمهوريين بخصوص مغادرة سوريا.
ومن المتوقع أن يعلن في خطابه عن انتصار شبه تام على تنظيم داعش في سوريا.
وفي الأيام الماضية تحدث الرئيس عن إبقاء قوات أميركية في العراق للحفاظ على الضغط على إيران، رغم المعارضة السياسية للفكرة في بغداد.
الصين وكوريا الشمالية وفنزويلا
ويرتقب أن يعرض الرئيس على الكونغرس آخر التطورات المرتبطة بملف المحادثات التجارية مع الصين، ونيته عقد قمة ثانية مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون الذي يحاول إقناعه بالتخلي عن أسلحة بلاده النووية.
وقد يستغل ترامب المناسبة لتكثيف الضغط على رئيس فنزويلا المطعون في شرعيته نيكولاس مادورو في وقت تشمل قائمة المدعوين لحضور الخطاب مبعوث زعيم المعارضة الفنزويلية هوان غوايدو إلى واشنطن.