الخلاف بدأ داخل السيارة.. وانتهى في تقاطع مروري
بحسب ما ورد في وثائق الضبط التي نقلتها وسائل إعلام أمريكية، كان المتهم جاستن غولدن (Justin Golden)، وعمره 21 عامًا، في صباح ٢٥ يناير ٢٠٢٥ داخل شاحنته مع والدة الطفل أثناء توجههم إلى متجر «وولمارت» (Walmart)، ووقع جدال بينهما قيل إنه دار حول «مناديل الأطفال المبللة والمال». وعند توقف السيارة عند تقاطع مروري، نزلت الأم من السيارة لإنهاء الشجار، بينما اتخذ الأب خطوة وصفتها الشرطة لاحقًا بأنها كانت متعمدة وخطيرة على حياة الرضيع.
كيف وقعت الحادثة كما روتها التحقيقات
تقول رواية التحقيقات إن الأب أخرج الرضيع «بابلو» (Pablo) من السيارة ووضعه على الطريق وهو داخل التقاطع، ثم عاد إلى مقعد القيادة وأغلق الباب وتحرك بالشاحنة، ما أدى إلى دهس الطفل. وأفادت التقارير بأن عددًا من الشهود كانوا يرون ما يجري منذ بداية الخلاف، وأن إحدى السيدات ظنت في البداية أن ما وضعه السائق على الأرض «كيس قمامة»، قبل أن تدرك أنه طفل عندما رأت جسده يتحرك بعد مرور المركبة.
القبض السريع ونهاية الطفل في المستشفى
وفقًا لتقارير محلية في جاكسونفيل، صرخت الأم فور إدراكها ما حدث، وجرى استدعاء الشرطة والإسعاف إلى المكان. وتم نقل الرضيع إلى المستشفى لكنه أُعلن لاحقًا عن وفاته. كما قالت السلطات إنها تمكنت من تعقب الأب بعد مغادرته موقع الحادث، وأُلقي القبض عليه بعد وقت قصير.
ماذا تعني تهمتا «القتل بالمركبة» و«القتل غير العمد المشدد»؟
أقرّ المتهم بالذنب في سبتمبر ٢٠٢٥ بتهم شملت «القتل بالمركبة» (Vehicular Homicide) و«القتل غير العمد المشدد» (Aggravated Manslaughter). وبصيغة مبسطة للقارئ العربي: التهمة الأولى تعني أن الوفاة حدثت نتيجة استخدام مركبة في ظروف تُعد جريمة، أما «القتل غير العمد المشدد» فيُستخدم عندما تكون الوفاة ناتجة عن سلوك بالغ الإهمال أو الاستهتار بسلامة الآخرين، مع ظروف تجعل الجريمة أشد خطورة في نظر القانون. وفي مثل هذه القضايا يعتمد القاضي على الوقائع المثبتة، وعلى ما إذا كان المتهم يدرك أنه يعرّض الضحية لخطر مميت.
أمام القاضي: اعتذار.. وجدال حول «النية».. وحكم بالحد الأقصى
خلال جلسة النطق بالحكم يوم ١٩ ديسمبر ٢٠٢٥، نقلت تقارير أن جاستن غولدن قرأ بيانًا أمام المحكمة قدّم فيه اعتذارًا وتحمل فيه المسؤولية عن وفاة ابنه، بينما طلب محاميه تخفيف العقوبة. في المقابل، دفع الادعاء بأن المتهم كان يعلم أنه يضع الطفل في موقف خطر قاتل، وأن ما فعله لا يمكن التعامل معه على أنه خطأ عابر. وانتهت المحكمة إلى إصدار حكم بالسجن 30 عامًا، وورد على لسان القاضي تعليق شديد اللهجة يقارن فيه درجة العناية التي يتوقعها القانون حتى تجاه حيوان صغير يعبر الطريق.
