احتجت الدولة العراقية على عرض منحوتة آشورية عمرها 300 عام للبيع بسعر خيالي في مزاد علني تستضيفه “دار كريستي” اليوم في نيويورك مؤكدة أنها قطعة منهوبة من التراث العراقي.
و من المتوقع أن تُباع قطعة أثرية آشورية عمرها 3000 سنة كانت في قصر ملكي قديم في العراق بسعر قياسي حين تُعرض في مزاد تقيمه “دار كريستي” اليوم الأربعاء في نيويورك.
كانت البلاطة البالغ ارتفاعها سبعة أقدام تزيّن جدران القصر الشمالي الغربي للملك آشور ناصربال الثاني، الذي حكم من 883 إلى 859 قبل الميلاد. وتصوّر القطعة الأثرية إلهًا مجنحًا، نصفه رجل، يحمل دلوًا وكوزًا يمثلان الخصوبة وحماية الملك.
لتمويل صندوق للبعثات
نقلت صحيفة “دايلي تلغراف” عن جي. ماكس بيرنهايمر رئيس القسم الدولي للآثار في دار كريستي قوله إن “المنحوتة الآشورية هي بلا شك أروع ما طُرح في السوق منذ أكثر من جيل بمفردات الأسلوب والحالة والموضوع”.
نقل المنحوتة من القصر السير أوستن هنري لايارد عالم الآثار البريطاني، الذي قاد حفريات قرب الموصل في منتصف القرن التاسع عشر، وباعها السير أوستن في عام 1859 إلى مبشِّر أميركي اسمه هنري بايرون هاسكيل، حيث نقلها إلى دير فرجينيا اللاهوتي في الولايات المتحدة بعد عام.
ظلت المنحوتة في الدير لأكثر من 150 سنة، لكنها تُعرض الآن للبيع، بهدف تمويل صندوق للبعثات، كما قالت دار كريستي.
وكانت دار كريستي سجلت سعرًا قياسيًا للفن الآشوري في عام 1994، حين باعت منحوتة أخرى مقابل 7.7 مليون جنيه إسترليني. لكن هذه المنحوتة في حالة أفضل، وهي تصوّر الشكل المجنح من الرأس إلى أخمص القدم، ولهذا من المتوقع أن تُباع بسعر أعلى.
اعتراضات عراقية
وأفادت تقارير أن وزارة الثقافة العراقية اعترضت على بيع المنحوتة، قائلة إنها قطعة منهوبة من التراث العراقي. ونقلت صحيفة “ذي ناشونال” عن متحدث باسم الوزارة دعوته جميع المسؤولين العراقيين والدوليين والمجتمع المدني والإعلام إلى اتخاذ “موقف جاد في الضغط على الأميركيين لوقف هذه العملية”، قائلًا إنها “استمرار لتدمير تراث العراق الثقافي”.
أضاف المتحدث أن وزارة الثقافة اتصلت بالشرطة الدولية “الأنتربول” واليونيسكو لحثهما على وقف بيع المنحوتة. وأوردت صحيفة “دايلي تلغراف” أن المنظمتين لم تردا على طلبات التعليق عمّا إذا كانتا تعتزمان التحرك.
وأوضح متحدث باسم دار كريستي أن المنحوتة استُخرجت بين 1845 و1851 بموافقة من السلطان العثماني، مشيرًا إلى وجود ما سماها سوقًا مشروعة للأعمال الفنية من العالم القديم تُقتنى منذ قرون، وكان لها تأثير عميق في الثقافة الغربية، بحسب المتحدث. أضاف إن هذا يصح على المنحوتة الآشورية، ولهذا السبب تشعر دار كريستي أن بيع القطعة عمل مشروع ومأمون.