كيف تعمل الخدعة؟
التقارير الصحفية التي استندت إلى بيانات الـFBI أوضحت أن المحتالين يتّبعون سيناريو متشابهاً في معظم الحالات. في البداية يتلقى الضحية اتصالاً هاتفياً يبدو – ظاهرياً – قادماً من رقم المصرف أو من رقم خدمة العملاء على بطاقة الائتمان، مستفيدين من تقنية «إخفاء هوية الرقم» أو Caller ID Spoofing.
يدّعي المتصل أنه موظف في قسم الاحتيال بالبنك، ويخبر العميل بوجود عملية مشبوهة على حسابه أو محاولة اختراق إلكتروني. ولإقناعه، يذكر المتصل بعض البيانات الصحيحة المسروقة مسبقاً عن طريق تسريب بيانات أو اختراقات سابقة، مثل آخر ٤ أرقام من البطاقة أو عنوان السكن.
بعد بثّ الخوف في نفس الضحية، يطلب المحتال منه «حماية أمواله» عبر تحويل الرصيد إلى «حساب آمن» أو عبر إدخال رمز يُرسل إلى هاتفه والتحقق منه، بينما الحقيقة أن هذا الإجراء يمنح المحتالين السيطرة على الحساب أو يمكّنهم من سحب الأموال فوراً.
من هم الأكثر عرضة للاستهداف؟
يشير التحقيق إلى أن كبار السن والمهاجرين الجدد الذين لا يجيدون الإنجليزية بطلاقة أو غير المتمرسين في التعامل مع الأنظمة المصرفية الرقمية هم الأكثر عرضة لهذه العمليات، لكن الواقع أن أي شخص يمكن أن يقع في الفخ إذا لم يكن على دراية بكيفية تصرّف المصارف الحقيقية.
في بعض الحالات، يتمّ استهداف أصحاب حسابات مشتركة لعائلات مهاجرة، حيث يفضّل المحتالون الأشخاص الذين يحتفظون برصيد ادخار كبير أو من لديهم حدود ائتمان مرتفعة.
نصائح رسمية للحماية – مهمة للجاليات العربية
الـFBI والجهات الرقابية المصرفية يقدّمون مجموعة من الإرشادات البسيطة لكنها حاسمة:
أولاً، لن يطلب منك البنك الحقيقي أبداً تحويل أموالك إلى «حساب آمن» عبر الهاتف، ولن يطلب منك مشاركة رمز التحقق الثنائي (OTP) الذي يصلك برسالة نصية.
ثانياً، إذا تلقيت اتصالاً مريباً، أغلِق الخط فوراً، ثم اتصل أنت شخصياً برقم خدمة العملاء المطبوع على ظهر بطاقتك أو المذكور على موقع المصرف الرسمي.
ثالثاً، لا تضغط على روابط تُرسل إليك عبر الرسائل النصية أو البريد الإلكتروني تزعم أنها من البنك، بل ادخل دائماً إلى موقع المصرف مباشرة من متصفحك أو عبر التطبيق الرسمي.
كيف تُبلغ عن محاولة احتيال؟
يحثّ مكتب التحقيقات الفيدرالي ضحايا هذه الجرائم، أو من تعرّضوا لمحاولات فاشلة، على إبلاغ السلطات عبر بوابة الشكاوى الإلكترونية الخاصة بجرائم الإنترنت (IC3)، أو التواصل مع مكتب الـFBI المحلي في ولايتهم. هذا الإبلاغ لا يساعد فقط في محاولة استرجاع الأموال، بل يساهم أيضاً في رسم صورة أوضح عن حجم الجريمة ومسارات الأموال على المستوى الوطني.
للعرب المقيمين في أميركا، من المهم أن يتذكّروا أن الخوف من اللغة أو من تعقيدات النظام لا يجب أن يمنعهم من تقديم شكوى، إذ يمكنهم الاستعانة بصديق يتقن الإنجليزية أو بمنظمات مجتمعية تقدّم المساعدة المجانية.






