قرر البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي يوم الأربعاء ١٧ سبتمبر ٢٠٢٥ خفض أسعار الفوائد بنسبة بسيطة (0.25%) لتصل إلى مستوى يتراوح بين ٤% و٤.٢٥%. قد تبدو هذه الأرقام معقدة، لكن تأثيرها مباشر على حياة الناس اليومية، سواء في القروض، البطاقات الائتمانية، أو حتى فرص العمل.
لماذا تم خفض الفائدة؟
جاء القرار بسبب علامات ضعف في سوق العمل الأمريكي: الشركات أصبحت توظف أقل، والبطالة وصلت إلى ٤.٣٪، وهو أعلى مستوى منذ أربع سنوات. بالنسبة للقارئ العادي، هذا يعني أن الحصول على وظيفة جديدة أصبح أصعب، أو أن بعض الشركات قد تؤجل التعيينات.
كيف يؤثر القرار على القروض والرهن العقاري؟
خفض الفائدة يجعل الاقتراض أرخص. على سبيل المثال:
– إذا كنت تفكر في شراء بيت بقرض رهن عقاري، ستدفع فائدة أقل قليلًا.
– إذا لديك بطاقة ائتمانية أو قرض سيارة، قد تبدأ البنوك بخفض الفوائد التي تدفعها شهريًا.
لكن الخبراء يحذرون أن هذا التخفيض الصغير قد لا يكفي لإنعاش سوق العقارات الذي ما زال يعاني من ارتفاع أسعار البيوت والفوائد السابقة.
مثال عملي بالأرقام
لنفترض أنك تفكر في شراء سيارة بقيمة ٢٠ ألف دولار على ٥ سنوات:
- قبل خفض الفائدة: إذا كانت الفائدة ٦٪، ستدفع قسطًا شهريًا يقارب ٣٨٧ دولارًا.
- بعد خفض الفائدة إلى ٥.٧٥٪: ينخفض القسط إلى حوالي ٣٨٣ دولارًا.
الفرق ٤ دولارات فقط شهريًا، لكنه يصبح نحو ٢٤٠ دولارًا على مدى ٥ سنوات. أما في قروض البيوت الكبيرة، فالفرق قد يصل إلى آلاف الدولارات على المدى الطويل.
ماذا عن الأسعار في السوبرماركت؟
رغم خفض الفائدة، الأسعار ما زالت مرتفعة بسبب التضخم. مثلًا:
– كيس الأرز أو زجاجة الزيت قد تكلف أكثر من العام الماضي.
– الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضتها إدارة ترامب على البضائع الأجنبية قد تجعل الملابس أو الأجهزة المنزلية أغلى تدريجيًا.
تقديرات جامعية تشير إلى أن الأسرة الأمريكية المتوسطة قد تخسر نحو ٢٢ ألف دولار من دخلها على مدى حياتها بسبب تأثير هذه الرسوم.
السياسة والاقتصاد: من يتدخل في عمل البنك؟
الرئيس ترامب مارس ضغوطًا كبيرة على البنك الفيدرالي ليخفض الفائدة بسرعة أكبر، حتى أنه حاول عزل مسؤولة بارزة من مجلس الإدارة. هذا أمر غير معتاد، لأن البنك يُفترض أن يكون مستقلًا عن السياسة حتى يقرر ما هو الأفضل للاقتصاد.
ماذا يعني كل هذا للمستقبل؟
قد يقوم البنك الفيدرالي بتخفيضات إضافية خلال الأشهر القادمة. إذا حدث ذلك:
– يمكن أن تصبح القروض أرخص قليلًا.
– ربما يساعد ذلك الشركات على الاستثمار والتوظيف، مما يخفف البطالة.
– لكن إذا استمر التضخم (ارتفاع الأسعار)، سيظل المواطن يدفع أكثر عند شراء الأساسيات مثل الطعام والإيجار.
