الجالية العربيةنيويورك اليوم

القبض على عصابة احتيال فوودستامب كبرى في نيويورك تضم 4 عرب

كشفت السلطات الفيدرالية الأمريكية عن واحدة من أكبر عمليات الاحتيال في تاريخ برنامج المساعدات الغذائية التكميلية (SNAP) المعروف باسم « كوبونات الطعام » أو فوود ستامب ، حيث تم القبض على ستة أشخاص بينهم 4 من جنسيات عربية بتهمة سرقة ٦٦ مليون دولار من أموال دافعي الضرائب الأمريكيين. العملية الإجرامية، التي استمرت منذ عام ٢٠١٩، شملت موظفة في وزارة الزراعة الأمريكية كانت تعمل في القسم المسؤول عن اكتشاف الاحتيال في البرنامج نفسه.

المتهمون الستة هم: مايكل كيهو (٤٦ عاماً) من لونغ آيلاند، ومحمد نوافلة، وعمر الرواشدة، وجمال عبيد، وعماد الرواشدة، وأرلاسا ديفيس (٥٦ عاماً) موظفة وزارة الزراعة الأمريكية. وقد وصف المدعي العام الأمريكي في المنطقة الجنوبية من نيويورك هذه القضية بأنها « واحدة من أكبر عمليات احتيال كوبونات الطعام في تاريخ الولايات المتحدة ».

آلية الاحتيال المعقدة

بحسب لائحة الاتهام التي تقع في ٢٠ صفحة، فإن مايكل كيهو، الذي يمتلك شركة معالجة بطاقات ائتمان، أنشأ شبكة إجرامية قامت بتوزيع حوالي ١٦٠ جهاز تحويل المنافع الإلكترونية (EBT) غير مرخص على متاجر في منطقة نيويورك الكبرى. هذه الأجهزة، التي تعمل بشكل مشابه لأجهزة بطاقات الائتمان، مكنت المتاجر غير المؤهلة من معالجة أكثر من ٣٠ مليون دولار من معاملات SNAP بطريقة غير قانونية.

العنصر الحاسم في هذه الجريمة كان أرلاسا ديفيس، الموظفة المخضرمة في وزارة الزراعة التي عملت في القسم المسؤول عن تحديد احتيال SNAP. استغلت ديفيس وصولها المميز إلى الأنظمة الفيدرالية لبيع مئات من أرقام تراخيص EBT، مما مكن من إجراء أكثر من ٣٦ مليون دولار من عمليات استرداد SNAP الاحتيالية في متاجر غير مرخصة.

تفاصيل العملية الإجرامية

وفقاً للمدعين، قامت ديفيس بتصوير قوائم مكتوبة بخط اليد تحتوي على أرقام تراخيص صالحة مخصصة فقط للمتاجر المؤهلة باستخدام هاتفها الشخصي، ونقلتها إلى وسيط قام ببيعها للمتآمرين معها. استخدم المتآمرون هذه الأرقام للحصول بطريقة احتيالية على أجهزة EBT للمتاجر غير المرخصة، بما في ذلك محلات التبغ والشيشة وغيرها من الأعمال التجارية غير المؤهلة، وعدد كبير منهم كانت محال عربية.

في المقابل، تلقت ديفيس رشاوى كبيرة تم تمويهها في الاتصالات كـ« هدايا عيد ميلاد » و« زهور » وهدايا أخرى بريئة الظاهر. كما قام كيهو وشركاؤه بتقديم حوالي ٢٠٠ طلب احتيالي لوزارة الزراعة، مع تزوير وثائق الطلبات في بعض الحالات، للحصول على أجهزة EBT للمتاجر غير المرخصة.

حجم الخسائر والتبعات القانونية

تشير التحقيقات إلى أن إجمالي المعاملات غير المرخصة في إطار هذا المخطط بلغ أكثر من ٦٦ مليون دولار، منها ٣٠ مليون دولار من خلال الشبكة التي أنشأها كيهو، و٣٦ مليون دولار إضافية من خلال المعلومات المسروقة التي وفرتها ديفيس. هذه الأموال كانت مخصصة لمساعدة العائلات ذات الدخل المنخفض في شراء الطعام الأساسي.

جميع المتهمين الستة واجهوا تهماً بالتآمر لسرقة أموال الحكومة وإساءة استخدام منافع وزارة الزراعة الأمريكية وسرقة أموال الحكومة. ديفيس تواجه تهماً إضافية تشمل التآمر لارتكاب الرشوة والرشوة والتآمر لارتكاب الاحتيال الإلكتروني.

تصريحات المسؤولين والسياق الأوسع

قال المدعي العام الأمريكي بيري كاربوني: « هذا الاحتيال أصبح ممكناً عندما خانت موظفة وزارة الزراعة أرلاسا ديفيس الثقة العامة ببيع معلومات حكومية سرية لنفس المجرمين الذين كان من المفترض أن تقبض عليهم. أعمالهم قوضت برنامجاً يعتمد عليه سكان نيويورك الضعفاء للحصول على التغذية الأساسية ».

من جانبها، قالت وزيرة الزراعة بروك رولينز: « في وزارة الزراعة، نحن نركز بشدة على اجتثاث ذلك الهدر والاحتيال وسوء الاستخدام، وأمس كان، إن لم يكن الأكبر، واحداً من أكبر العمليات في تاريخنا ». وأضافت أن هذا « يوم جديد » تحت إدارة الرئيس ترامب الذي وعد بأن الحكومة لن تكون كما عرفناها من قبل.

تأثير على المجتمعات المحتاجة

برنامج SNAP، المعروف سابقاً باسم كوبونات الطعام، هو أكبر برنامج مساعدات غذائية فيدرالي في الولايات المتحدة. يقدم البرنامج مساعدات شهرية لمساعدة الأسر ذات الدخل المنخفض في شراء البقالة، بهدف تخفيف انعدام الأمن الغذائي. في عام ٢٠٢٣، خدم البرنامج متوسط ٤٢.١ مليون شخص شهرياً.

تشير التقديرات إلى أن الحكومة الفيدرالية أنفقت ما يقرب من ١١٢.٨ مليار دولار على SNAP في السنة المالية ٢٠٢٣، وفقاً لخدمة البحوث الاقتصادية في وزارة الزراعة. حوالي ٩٤٪ من هذا التمويل ذهب مباشرة إلى الأسر التي تكافح للحصول على الطعام، بينما تم استخدام ٦٪ المتبقية للمصاريف الإدارية الحكومية.

جهود مكافحة الاحتيال المتزايدة

هذه القضية تأتي في إطار حملة أوسع من إدارة ترامب لتطبيق قوانين مكافحة الاحتيال بصرامة. وتشير التقارير إلى أن مخاوف بشأن الإشراف على البرنامج تتزايد، حيث تعتقد وزيرة الزراعة رولينز أن ٢٠-٣٠٪ من الميزانية السنوية للبرنامج، المقدرة الآن بحوالي ٢٠٠ مليار دولار، قد تضيع بسبب الأنشطة الاحتيالية.

وقد أشارت إلى أن عملية الاحتيال التي تم الكشف عنها مؤخراً بقيمة ٦٦ مليون دولار هي مجرد « رأس الرمح »، مؤكدة أن « الوقت حان لتغيير حقيقي وفعال ». كما كشفت تحقيقات منفصلة أن آلاف العائلات في ألاباما كانت ضحايا لمخطط احتيال EBT آخر، حيث تم سرقة أكثر من ١٢.٤ مليون دولار بين سبتمبر وديسمبر ٢٠٢٤.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: كف عن نسخ محتوى الموقع ونشره دون نسبه لنا !