أعلنت السلطات الأمريكية أن منفذ التفجير الذي وقع يوم السبت 17 مايو 2025 أمام مركز التخصيب الأمريكي (American Reproductive Centers) في مدينة بالم سبرينغز هو شاب يدعى جاي إدوارد بارتكوس، يبلغ من العمر 25 عامًا، ويقيم في منطقة توينتي ناين بالمز بولاية كاليفورنيا. ووصفت السلطات الهجوم بأنه “عمل إرهابي متعمد”، أسفر عن مقتل بارتكوس نفسه وإصابة أربعة أشخاص آخرين، أحدهم في حالة خطرة.
خلفية المهاجم ودوافعه المتطرفة
بحسب تقارير إعلامية، فإن بارتكوس كان يصف نفسه بأنه “مناهض للولادة” (Pro-Mortalist)، ويؤمن بأن إنجاب الأطفال دون موافقتهم هو عمل لا أخلاقي، إذ يراها “حكمًا بالإعدام المؤجل على الكائن البشري”. وقد عبّر عن هذه المعتقدات المتطرفة في بيانات مكتوبة وتسجيلات صوتية عُثر عليها لاحقًا في منزله، ونُقل عن مصادر في الشرطة الفيدرالية أنه يرى في الإنجاب “جريمة أخلاقية” بسبب ما يعتقد أنه معاناة لا مبرر لها تنتظر كل مولود.
تفاصيل التفجير والاستجابة الأمنية
انفجرت القنبلة قرابة الساعة 11 صباحًا أمام المركز، ما أدى إلى أضرار كبيرة في المبنى والشارع المجاور. وأكدت السلطات أن العبوة الناسفة كانت مزروعة داخل سيارة بارتكوس نفسه، وقد قُتل على الفور نتيجة الانفجار.
وصلت فرق الإطفاء والشرطة إلى الموقع خلال دقائق، وتم إجلاء الحي المحيط، بينما تم نقل المصابين إلى المستشفى. وصرّح مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) أن التفجير هو “عمل إرهابي فردي، يجري التحقيق فيه كجريمة كراهية محتملة”.
مداهمة منزل المهاجم وتحذيرات أمنية
في نفس اليوم، داهمت وحدات تكتيكية مدعومة بمدرعات ومتفجرات منزل بارتكوس في توينتي ناين بالمز، وأعلنت الشرطة أن المنزل أصبح “منطقة خطر انفجار” خشية وجود مواد متفجرة إضافية. وقد سُمع دوي انفجار ثانوي خلال تفتيش المنزل، يُرجح أنه نتيجة تفجير محكم نفذته وحدة مكافحة المتفجرات.
وأخلت الشرطة الحي بالكامل، فيما أكدت مصادر صحفية العثور على أسلحة بجانب السيارة المفخخة، من بينها بندقية كلاشينكوف AK-47، وأخرى شبيهة بـ AR-15، بالإضافة إلى كميات من الذخيرة.
شهادات السكان وتبعات نفسية
قال توماس بيكل، أحد سكان المنطقة المجاورة، إنه أُجبر على إخلاء منزله بسرعة عندما قرعت الشرطة بابه. وأضاف: “الأمر مخيف جدًا، لدي أطفال، وفكرة أن شخصًا كان يصنع قنبلة على بُعد أمتار من منزلي أمر مرعب”.
وأشار شهود عيان إلى أنهم شاهدوا أعمدة الدخان تتصاعد من موقع الانفجار، وشمّوا روائح غريبة في الهواء. وقد شعر سكان مناطق تبعد 3 أميال عن المركز بهزة ناتجة عن التفجير.
تساؤلات حول دوافع الإرهاب الفردي
يثير الهجوم تساؤلات عميقة حول تصاعد ظاهرة “الإرهاب الفردي القائم على أيديولوجيات غريبة”، والتي تنمو على هامش المجتمعات الرقمية، حيث تُشكل غرف الإنترنت المغلقة بيئة خصبة لانتشار أفكار مثل “مناهضة الحياة” و”رفض الإنجاب” و”معارضة الطب الحديث”.
وتُعد هذه الحادثة واحدة من أخطر الهجمات الموجهة ضد منشآت طبية لا تقدم خدمات الإجهاض، مما يسلّط الضوء على تعدد الدوافع الكامنة خلف هذه الجرائم، والتي قد تكون دينية، أو فلسفية، أو حتى نفسية مغلّفة بخطاب أيديولوجي.
تحقيقات مستمرة وردود رسمية
أكدت وزارة العدل الأمريكية أن التحقيقات ما تزال جارية، وأن مكتب التحقيقات الفيدرالي سيتولى التنسيق مع الشرطة المحلية لتحديد جميع الملابسات. من جانبها، شددت المدعية العامة بام بوندي على أن “الاعتداء على مراكز الخصوبة هو عمل إجرامي وإرهابي لن يمر دون عقاب”.
وحتى لحظة إعداد هذا التقرير، لم تُعرف ما إذا كان بارتكوس قد عمل بمفرده بالكامل أم تلقى دعماً أو تحريضاً من جماعات خارجية.