الولايات المتحدة

الليلة .. أمريكا تعود إلى التوقيت الشتوي وتغيير الساعة

يستعد ملايين الأمريكيين للعودة إلى التوقيت الشتوي القياسي يوم الأحد 2 نوفمبر 2025، عندما تعود الساعات إلى الوراء ساعة واحدة في الساعة 2 صباحا بالتوقيت المحلي، مما يمنح الأمريكيين ساعة إضافية من النوم لكنه يعني أيضا غروب الشمس في وقت مبكر من المساء وظلام أطول في المساء.

موعد تغيير الساعات الدقيق

ينتهي التوقيت الصيفي رسميا في الساعة 2 صباحا بالتوقيت المحلي يوم الأحد 2 نوفمبر 2025، حيث تعود الساعات إلى الوراء لتصبح الساعة 1 صباحا. تتحول معظم الأجهزة الإلكترونية مثل الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر تلقائيا، لكن الساعات اليدوية والأفران وساعات السيارات قد تحتاج إلى تعديل يدوي.

هذا العام، يأتي التغيير قبل يوم واحد من العام الماضي ويمثل ثاني أبكر موعد ممكن لهذا التعديل، حيث أن أقرب موعد ممكن هو 1 نوفمبر لأن التوقيت الصيفي ينتهي دائما في أول أحد من نوفمبر.

الولايات التي لا تطبق تغيير الساعات

لا تطبق جميع الولايات الأمريكية نظام التوقيت الصيفي. الولايات والأقاليم التالية تبقى على التوقيت القياسي طوال العام:

هاواي ومعظم أريزونا باستثناء أراضي قبيلة نافاجو هما الولايتان الوحيدتان اللتان لا تطبقان تغيير الساعات. كما تبقى الأقاليم الأمريكية التالية على نفس التوقيت طوال العام: بورتوريكو، غوام، جزر فيرجن الأمريكية، ساموا الأمريكية، وجزر ماريانا الشمالية.

التأثيرات الصحية لتغيير الساعات

أظهرت الدراسات العلمية أن تغيير الساعات مرتين سنويا له تأثيرات صحية كبيرة على الأمريكيين. يؤثر التغيير على الإيقاع اليومي للجسم، وهو الساعة البيولوجية الداخلية التي تنظم النوم والتمثيل الغذائي ووظائف الجسم المختلفة.

تشمل التأثيرات الصحية المسجلة زيادة في حوادث السيارات، وارتفاع في معدلات النوبات القلبية والسكتات الدماغية في الأيام التالية لتغيير الساعات، خاصة في الربيع عند التقديم للأمام. كما يعاني الناس من اضطرابات في النوم، وتقلبات مزاجية، وإرهاق، وصداع، وغثيان، وصعوبة في التركيز.

وفقا للخبراء، فإن حوالي ثلث البالغين الأمريكيين لا يحصلون على سبع ساعات أو أكثر من النوم الموصى بها كل ليلة، وأكثر من نصف المراهقين الأمريكيين لا يحصلون على ثماني ساعات أو أكثر من النوم في ليالي المدرسة. يمكن أن يضيف تغيير الوقت إجهادا إضافيا لهؤلاء الأشخاص المحرومين من النوم بالفعل.

موقف الرئيس ترامب والكونغرس

أعرب الرئيس دونالد ترامب عن دعمه للقضاء على تغيير الساعات، واصفا إياه بأنه مزعج ومكلف للغاية للأمة. في ديسمبر 2024، كتب على منصة تروث سوشال: الحزب الجمهوري سيبذل قصارى جهده للقضاء على التوقيت الصيفي، الذي لديه قاعدة صغيرة ولكن قوية، لكن لا ينبغي! التوقيت الصيفي مزعج ومكلف للغاية لأمتنا.

في أبريل 2025، دعا ترامب الكونغرس إلى الدفع بقوة من أجل مزيد من ضوء النهار في نهاية اليوم، واصفا تغيير الساعات بأنه إزعاج كبير وحدث مكلف للغاية للحكومة.

ومع ذلك، واجهت الجهود الرامية إلى جعل التوقيت الصيفي دائما انتكاسة في 28 أكتوبر 2025 عندما عارض السناتور توم كوتون من أركنساس مشروع قانون الحماية من أشعة الشمس الذي اقترحه السناتور ريك سكوت من فلوريدا، على الرغم من دعم ترامب. أقر مجلس الشيوخ الأمريكي تشريعا مماثلا في مارس 2022 بالموافقة بالإجماع، لكن مجلس النواب لم يصوت عليه أبدا.

الولايات الساعية لإلغاء التغيير

أقرت 19 ولاية قوانين لاعتماد التوقيت الصيفي بشكل دائم، لكنها في انتظار موافقة الكونغرس للمضي قدما. هذه الولايات هي: فلوريدا، ألاباما، جورجيا، لويزيانا، تينيسي، مين، تكساس، وايومنغ، ديلاوير، أوريغون، كولورادو، ونيو هامبشاير ونيو مكسيكو ورود آيلاند وفيرمونت.

وفقا للقانون الفيدرالي الحالي، يمكن للولايات اختيار البقاء على التوقيت القياسي طوال العام، لكن لا يمكنها اعتماد التوقيت الصيفي الدائم دون موافقة الكونغرس. هذا هو السبب في أن الولايات التي أقرت قوانين للتوقيت الصيفي الدائم لا تزال تغير ساعاتها.

قدمت أكثر من 60 مقترح تشريعي في مختلف الولايات هذا العام بشأن تغيير الساعات الموسمي، لكن معظمها لا يزال في اللجان ولم يتم إقراره.

نصائح للتكيف مع التغيير

ينصح خبراء النوم بتعديل وقت النوم تدريجيا بمقدار 15 دقيقة كل ليلة في الأيام التي تسبق التغيير لتسهيل الانتقال. كما أن ضوء الشمس الصباحي ضروري لإعادة ضبط إيقاع الجسم اليومي وتعزيز النوم الصحي.

يوصي الخبراء بالتعرض لضوء الشمس في الصباح، إما بالخروج في الهواء الطلق أو الجلوس بالقرب من النوافذ إذا لم يكن الخروج ممكنا. كما ينصحون بالحفاظ على جدول نوم منتظم وتجنب الكافيين والوجبات الثقيلة قبل النوم.

موعد العودة للتوقيت الصيفي

سيعود التوقيت الصيفي في 8 مارس 2026، عندما ستتقدم الساعات ساعة واحدة إلى الأمام في الساعة 2 صباحا، مما يعني فقدان ساعة من النوم لكن المزيد من ضوء النهار في المساء.

رأي الجمهور الأمريكي

وفقا لاستطلاع حديث أجرته وكالة أسوشيتد برس ومركز نورك للأبحاث، فإن 12 بالمائة فقط من الأمريكيين يدعمون نظام تغيير الساعات الحالي مرتين في السنة. هذا يمثل أدنى مستوى من الدعم في التاريخ الأمريكي، مما يعكس الإحباط المتزايد من هذه الممارسة.

معظم الأمريكيين يفضلون إما التوقيت القياسي الدائم أو التوقيت الصيفي الدائم، بدلا من الاستمرار في تغيير الساعات مرتين سنويا. ومع ذلك، لا يزال هناك انقسام حول أي نظام توقيت يجب اعتماده بشكل دائم.

تاريخ التوقيت الصيفي في أمريكا

بدأت الولايات المتحدة تطبيق التوقيت الصيفي لأول مرة في عام 1918 بموجب قانون التوقيت القياسي، بهدف توفير الطاقة خلال الحرب العالمية الأولى. ألغي القانون بسرعة في عام 1919 بسبب عدم شعبيته، لكن أعيد تطبيقه خلال الحرب العالمية الثانية من 1942 إلى 1945.

بعد الحرب، كان تطبيق التوقيت الصيفي غير منتظم حتى أقر الكونغرس قانون التوقيت الموحد في عام 1966، الذي وحد تواريخ البداية والنهاية لكن سمح للولايات بالانسحاب. في عام 2005، أقر قانون سياسة الطاقة الذي مدد فترة التوقيت الصيفي لتبدأ في الأحد الثاني من مارس وتنتهي في الأحد الأول من نوفمبر، وهو الجدول الحالي.

جربت أمريكا التوقيت الصيفي الدائم في عام 1974 خلال أزمة الطاقة، لكن التجربة انتهت في غضون عام بعد أن ثبت أن الصباحات المظلمة في الشتاء كانت خطيرة على الأطفال الذاهبين إلى المدرسة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: كف عن نسخ محتوى الموقع ونشره دون نسبه لنا !