نيويورك اليوم

المرشح لرئاسة البلدية زهران ممداني في دائرة الضوء: جدل حول مواقفه من إسرائيل وخططه الضريبية

يجد المرشح الديمقراطي الاشتراكي لرئاسة بلدية نيويورك، زهران ممداني، نفسه في قلب الجدل السياسي مع اقتراب الانتخابات، حيث تثير مواقفه الجريئة بشأن السياسة الخارجية والخطط الاقتصادية ردود فعل قوية من خصومه السياسيين والناخبين على حد سواء.

ممداني، وهو عضو في مجلس نواب ولاية نيويورك يمثل جزءاً من كوينز، برز كشخصية تقدمية بارزة، خاصة بين الشباب والمجتمعات المهاجرة، بفضل تركيزه على قضايا تكلفة المعيشة. لكن مواقفه من الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وخططه لزيادة الضرائب وضعته في مسار تصادمي مع المؤسسة السياسية في نيويورك.

جدل حول الموقف من إسرائيل

أصبحت مواقف ممداني، وهو من أصل هندي-أوغندي وأول مسلم من جنوب آسيا يُنتخب لمجلس الولاية، نقطة محورية في الحملة. فقد واجه اتهامات بمعاداة السامية من خصومه بسبب مشاركته في المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين وانتقاده الشديد للحكومة الإسرائيلية. وخلال حملته الانتخابية، بدا ممداني متأثراً وهو يتحدث عن التهديدات التي قال إنه تلقاها بسبب مواقفه.

تعود جذور مواقفه إلى نشاطه الطلابي، حيث شارك في تأسيس فرع لمنظمة «طلاب من أجل العدالة في فلسطين» وكان من أشد المؤيدين لحركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS). يرى العديد من أبناء الجالية العربية والفلسطينية في مواقفه تعبيراً عن تضامن طال انتظاره، بينما يراها آخرون، بمن فيهم قطاعات واسعة من الجالية اليهودية، تهديداً ومصدر قلق. وقد زاد الجدل بعد أن رفض الإجابة بـ«نعم أو لا» على سؤال حول ما إذا كان يؤمن بإسرائيل كـ«دولة يهودية»، مفضلاً القول إنه يؤمن بـ«دولة ذات حقوق متساوية للجميع».

خطط اقتصادية طموحة تواجه معارضة

على الصعيد الاقتصادي، يقترح ممداني أجندة شعبوية تهدف إلى تخفيف الأعباء عن سكان نيويورك من الطبقة العاملة. تتضمن خطته جعل حافلات المدينة مجانية، وتوفير رعاية أطفال مجانية، وتجميد إيجارات الشقق الخاضعة للتنظيم. لتمويل هذه البرامج التي تقدر تكلفتها بـ 10 مليارات دولار سنوياً، يقترح زيادة ضريبة دخل الشركات في المدينة من 7.25% إلى 11.5%، وفرض ضريبة جديدة بنسبة 2% على شريحة الـ 1% الأعلى دخلاً من الأسر.

لكن هذه الخطط واجهت عقبة كبيرة، حيث أشارت تقارير صحفية إلى أن حاكمة نيويورك كاثي هوكول ترفض خطته الضريبية. وهذا يسلط الضوء على حقيقة مهمة في السياسة الأمريكية: العلاقة المعقدة بين حكومة المدينة وحكومة الولاية. فحتى لو فاز ممداني بمنصب رئيس البلدية، فإنه سيحتاج إلى التعاون أو الموافقة من ألباني (عاصمة الولاية) لتمرير أجزاء كبيرة من أجندته المالية.

على الرغم من الجدل، حصل ممداني على دعم شخصيات تقدمية بارزة، بما في ذلك تأييد من مايا وايلي، التي كانت مرشحة ديمقراطية بارزة لمنصب رئيس البلدية في عام 2021، مما يعزز مكانته كقوة لا يستهان بها في السباق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: كف عن نسخ محتوى الموقع ونشره دون نسبه لنا !