قرر مهاجرون “الرحيل الذاتي” من الولايات المتحدة، وذلك مع اقتراب بدء حملة ترحيل المهاجرين غير الشرعيين، التي يخطط لها الرئيس المنتخب، دونالد ترامب، وفق وكالة “أسوشيتد برس”.
وأصبح “الرحيل الذاتي” خيارًا للذين يشعرون بعدم الأمان في ظل تهديدات متزايدة من السلطات الأمريكية.
ورغم أن هؤلاء المهاجرين يعيشون في الولايات المتحدة بشكل قانوني أو بموجب تصاريح مؤقتة، إلا أن الخوف من المستقبل المجهول دفعهم إلى الرحيل.
ويوم الجمعة الماضي، قال توم هومان، المعروف باسم “قيصر الحدود”، لقناة “فوكس نيوز”، إن سلطات الهجرة ستنفذ اعتقالات جماعية للمهاجرين غير المسجلين في جميع أنحاء البلاد اعتبارًا من يوم الثلاثاء المقبل.
وستكون هذه الخطوة من بين أولى الخطوات التي سيتخذها ترامب، بعد أن توعد خلال حملته الانتخابية بترحيل ملايين المهاجرين غير المسجلين من الولايات المتحدة.
وعقب تقارير إعلامية، أوردتها صحيفة “وول ستريت جورنال” وغيرها، تفيد بأن الإدارة الجديدة تخطط لتنفيذ “مداهمات” في شيكاغو بدءًا من الثلاثاء، أكد هومان أنه ستكون هناك مداهمات كبيرة في جميع أنحاء البلاد، وأن شيكاغو ليست سوى واحدة من أماكن عدة.
وترأس هومان الوكالة المكلفة بالإشراف على حدود الولايات المتحدة خلال إدارة ترامب السابقة (2017-2021)، والتي فُصل خلالها قرابة 4 آلاف طفل عن ذويهم المهاجرين ووضعوا قيد الاحتجاز.
وأكد هومان أنه يوم الثلاثاء “ستنطلق وكالة الهجرة والجمارك أخيرًا للقيام بعملها.. سنزيل الأصفاد عن دائرة الهجرة والجمارك، ونسمح لها بالقبض على الأجانب المجرمين”، وفق تعبيره.
وأضاف “ما نقوله لدائرة الهجرة والجمارك هو أنكم ستنفذون قانون الهجرة دون اعتذار.. ستركزون على الأسوأ أولًا، التهديدات التي تمس السلامة العامة أولًا، لكن لا أحد مُصان.. إذا كانوا في البلاد بشكل غير قانوني، فسيواجهون مشكلة”.
وأواخر الشهر الماضي، غادرت ميشيل بيريّوس، البالغة 31 عامًا، الولايات المتحدة، مما منح حملة ترامب للترحيل الجماعي انتصارًا صغيرًا قبل أن تبدأ.
وبيريّوس، الناشطة الطلابية السابقة في نيكاراغوا، عاشت في الولايات المتحدة بشكل قانوني، وكانت ضمن آخرين شملهم “العفو الإنساني” الذي أصدره الرئيس جو بايدن لمواطني بعض الدول المعرضة للخطر.
لكن تصريحات ترامب خلال حملته الانتخابية ملأت قلبها بذكريات مؤلمة عن اختبائها من السلطات في وطنها.
ويقول المدافعون عن حقوق المهاجرين إن قرار بيريّوس بمغادرة الولايات المتحدة، رغم وضعها القانوني، يظهر كيف أن عدم اليقين والتهديدات قد دفعا عددًا متزايدًا من الأشخاص للمغادرة قبل أن يتولى ترامب منصبه يوم الاثنين.
وذكر ترامب في أكثر من مناسبة أنه يريد ترحيل ملايين المهاجرين، لكنه لم يرحل أكثر من 350 ألف شخص في ولايته الأولى.
ومع الطاقات الاستيعابية المحدودة لمراكز الاحتجاز الخاصة، والتي لا تتجاوز 41500 سرير، فإن تنفيذ عمليات ترحيل “ضخمة” ستواجه تحديات لوجستية كبيرة.
