في تصريحات صارمة، تأتي في وقت تنتظر فيه الولايات المتحدة أسبوعين مؤلمين بسبب تفشي فيروس كورونا، دعت واشنطن، الأربعاء، رعاياها الموجودين في الخارج، الراغبين بالعودة إلى ديارهم، بأن يفعلوا ذلك الآن، قبل أن يتحوّل فيروس كورونا المستجدّ إلى “تسونامي” تفقد معه القدرة على إجلائهم.
ونظمت وزارة الخارجية الأمريكية حتى اليوم عمليات إجلاء لأكثر من 30 ألف أمريكي من الخارج، لكنها حذرت، الأربعاء، من أن قدرتها على الاستمرار في فعل ذلك قد تضمحل “في غضون أسابيع”.
وحذر الرئيس دونالد ترامب، الثلاثاء، من أن الولايات المتحدة ستمر بأسبوعين “مؤلمين جداً جداً” على صعيد مكافحة فيروس كورونا المستجد.
ووصف ترامب جائحة كوفيد-19 بأنها “بلاء”، قائلا “أريد أن يكون كل أميركي مستعداً للأيام الصعبة المقبلة”.
وقال إيان براونلي، المكلف بتنسيق جهود إعادة الرعايا الأمريكيين من الخارج “ليست هناك أي ضمانة بأن وزارة الخارجية ستظل قادرة في غضون أسابيع قليلة من الاستمرار في المساعدة في عمليات الإجلاء”، محذراً من أن ما هو متاح اليوم من استخدام رحلات تجارية، أو حتى استئجار طائرات خاصة قد يصبح في المستقبل القريب “مستحيلاً”.
وأضاف خلال مؤتمر صحفي عبر الهاتف “إذا كان هناك مواطنون أميركيون يريدون العودة إلى الولايات المتحدة، فعليهم أن يقوموا بترتيباتهم الآن”.
وأوضح الدبلوماسي أن سبب توجيه هذا التحذير اليوم هو عدم إدراك الكثير من الرعايا الأميركيين الموجودين في الخارج على ما يبدو لمدى خطورة الوضع، في وقت يتزايد فيه عدد الدول التي تغلق حدودها، وعدد شركات الطيران التي توقف رحلاتها بسبب تفشي الوباء القاتل.
وقال “إذا كنت واقفاً على الشاطئ وبدأت الأرض تهتز من تحتك، فأنت لا تبقى هناك تنتظر وصول أمواج التسونامي بل تركض بحثاً عن ملاذ آمن”.
وأضاف “حسناً، في هذه الحالة، الزلزال وقع بالفعل، وحان الوقت لأن تلجأ إلى ملاذ آمن وأن لا تظلّ تأمل بتلقي المساعدة لاحقا”، وفق ما نقلت “فرانس برس”.
وأوضح براونلي أن وزارة الخارجية أعادت حتى اليوم أكثر من 31 ألف أميركي منذ تفشي الوباء في الصين، مشيراً إلى أنّ هؤلاء كانوا في أكثر من 60 دولة وأعيدوا على متن أكثر من 350 رحلة جوية.