على الرغم من أن أكثر من 81 مليون أمريكى صوتوا فى نوفمبر الماضى لانتخاب جو بايدن، إلا أن مصير رئاسته يمكن أن تحدده انتخابات الإعادة على مقعدى ولاية جورجيا بمجلس الشيوخ، التى تجرى اليوم الثلاثاء.
وتقول صحيفة الجارديان البريطانية إن السيطرة على مجلس الشيوخ الأمريكى على المحك، فإذا فاز الديمقراطيون فى كلا السباقين، سيحصل الرئيس المنتخب على فرصة كبيرة لبناء إرث تقدمى، ولو خسروا أحد السباقان أو كلاهما، فستدخل البلاد فترة عامين على الأقل من الحكم المنقسم مع احتفاظ زعيم الأغلبية الجمهورية فى مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل بالسلطة، ومن المحتمل أن يحبط أجندة بايدن.
وعن مدى أهمية هذه الانتخابات، تقول الجارديان أنه لو فاز الديمقراطيون فى كلا السباقين، سيكون المجلس منقسم بـ 50 مقعد لكلا الحزبين، لكن الديمقراطيين سيسيطرون عليه بصوت حاسم من كاميلا هاريس نائبة الرئيس، التى ستتولى منصب رئيس مجلس الشيوخ وفقا للدستور الأمريكى.
ويخوض السباق من الجمهوريين السيناتور شاغلة المقعد كيلى لوفلير، وسيناتور آخر انتهت فترته وهو ديفيد بيرديو ويبلغ من العمر 71 عاما. وينافسهما وجوها جديدة من الديمقراطيين، وهما مخرج الأفلام الوثائقية جون أوسوف البالغ من العمر 33 عاما، و والذى ينافس بيرديو وسبق أن عمل فى الكونجرس وترشح لمجلس النواب. بينما ينافس لوفلر كاهن أتلانتا رافايال وارنوك الذى يترشح لأول مرة.
وعن أهمية مجلس الشيوخ، تقول الجارديان إن السيطرة على الشيوخ ستمنح بايدن أقوى دفعة فى توقيع التشريعات المهمة الجديدة الخاصة بقضايا رئيسية منها المناخ والهجرة وحقوق التصويت والفقر والعدالة الاجتماعية. لكن حتى انتصار الديمقراطيين فى السباقين لن يعنى أن بايدن سيستطيع بسهولة تنفيذ أجندة تشريعية تقدمية، لأن الديمقراطيين الوسط فى مجلس الشيوخ يمكن أن يختلفوا مع الحزب فى عمليات التصويت المتقاربة.
كما أن انتصار الديمقراطيين فى جورجيا سيمثل توبيخا لترامب، ويحول جورجيا إلى ولاية أساسية فى الانتخابات، حيث أصبح بايدن أول مرشح ديمقراطى يفوز بالولاية منذ عام 1992.
ومن المتوقع أن تغلق مراكز الاقتراع فى الانتخابات فى السابعة مساء بالتوقيت المحلى اليوم، كما ستصل أصوات الخارج والعسكريين بحلول، الجمعة، مما يعنى أن الأمر سيستغرق بعض الوقت قبل إعلان نتيجة الانتخابات، وكان إعلان فوز بايدن بالولاية فى الانتخابات الرئاسية قد استمر 10 أيام كاملة بعد الثالث من نوفمبر.