بدأ الناخبون في مدينة نيويورك الإدلاء بأصواتهم يوم السبت مع انطلاق فترة التصويت المبكر لانتخابات رئاسة البلدية، التي ستُجرى انتخاباتها العامة في 4 نوفمبر. ويأتي هذا السباق الانتخابي ليحدد ما إذا كانت المدينة، التي توصف غالبًا بأنها «عاصمة الرأسمالية»، ستشهد لأول مرة في تاريخها انتخاب عمدة اشتراكي.
يتصدر المرشح الديمقراطي زهران ممداني، عضو مجلس نواب ولاية نيويورك عن منطقة كوينز والذي يصف نفسه بأنه اشتراكي، استطلاعات الرأي ليخلف العمدة الحالي إريك آدامز. وفي حال فوزه، سيتولى ممداني، البالغ من العمر 34 عامًا، الإشراف على ميزانية مدينة نيويورك البالغة 115 مليار دولار أمريكي وقوة عاملة تضم ما يقرب من 300 ألف موظف، مما يجعله أيضًا أصغر عمدة للمدينة منذ أكثر من قرن.
شرح نظام التصويت المبكر
يُعد التصويت المبكر آلية مهمة في النظام الانتخابي الأمريكي تهدف إلى زيادة المشاركة وتوفير مرونة للناخبين. فبدلًا من حصر التصويت في يوم واحد فقط، وهو يوم الانتخابات الرسمي، يُسمح للناخبين المسجلين، البالغ عددهم 5.1 مليون ناخب في مدينة نيويورك، بالإدلاء بأصواتهم على مدى تسعة أيام متتالية في مواقع اقتراع محددة. تستمر فترة التصويت المبكر الحالية حتى 2 نوفمبر، وتختلف ساعات العمل في مراكز الاقتراع، حيث تفتح معظمها من الساعة 9 صباحًا حتى 5 مساءً بالتوقيت المحلي، مع تمديد الساعات في أيام محددة لتناسب جداول عمل الناخبين المختلفة.
المنافسون الرئيسيون والمشهد السياسي
يواجه ممداني في هذا السباق الانتخابي منافسين بارزين، من المتوقع أن يؤدي وجودهما إلى تقسيم أصوات الناخبين المعتدلين والمحافظين، مما يعزز من فرص المرشح التقدمي. ومن بين هؤلاء المنافسين الحاكم السابق أندرو كومو، وهو ديمقراطي يخوض الانتخابات كمرشح مستقل، والمرشح الجمهوري كيرتس سليوا، مؤسس منظمة «الحراس الملائكة» للسلامة العامة.
وكان العمدة الحالي إريك آدامز، وهو ديمقراطي وسطي، قد علّق حملته الانتخابية المتعثرة الشهر الماضي في أعقاب تحقيق فيدرالي، ورغم تبرئته لاحقًا من مزاعم الفساد، إلا أن اسمه لا يزال مدرجًا على بطاقة الاقتراع كمرشح مستقل، إلى جانب المحامي جيم والدن.
قضايا الحملة واستطلاعات الرأي
تركزت الحملة الانتخابية على قضايا حيوية تهم سكان نيويورك، بما في ذلك الجريمة، والتشرد، وتكاليف المعيشة المرتفعة، بالإضافة إلى السياسات المتعلقة بإسرائيل والرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وقد أظهر استطلاع رأي حديث أجرته مؤسسة «فيكتوري إنسايتس» تقدمًا كبيرًا لممداني، حيث حصل على 46.7% من دعم المشاركين، مقارنة بـ 28.6% لكومو، و16.2% لسليوا. وفي مؤشر على الانقسام الحاد الذي أحدثته حملة ممداني، كشف الاستطلاع نفسه أن 26.5% من المشاركين يفكرون في مغادرة المدينة في حال فوزه.
وقد شهدت الحملة جدلًا واسعًا، حيث اتهم كومو وسليوا المرشح ممداني، الذي سيكون أول عمدة مسلم للمدينة في حال انتخابه، بمعاداة السامية بسبب انتقاداته الشديدة لإسرائيل ووصفه للحرب في غزة بأنها «إبادة جماعية». وفي المقابل، تعرض ممداني لخطاب مناهض للمسلمين خلال السباق الانتخابات.






